رسم بياني يظهر نتيجة الاستفتاء الأسبوعي

على الرغم من تهديدات النظام السوري بخلط الأوراق في المنطقة في حال وقوع تدخل عسكري دولي في سوريا واختلاف المعارضة السورية حول هذا التدخل فإن غالبية قراء "إيلاف" المشاركين فيالاستفتاء الاسبوعي والذين زادت نسبتهم على الثلثين حول موقفهم من تدخل عسكري دولي في سوريا قد أكدوا دعمهم لهذا التدخل خاصة بعد نجاحه في إسقاط حاكم ليبيا العقيد معمر القذافي الذي اعطى زخما مؤثرا وواضحا لانتفاضة الشعب السوري ضد نظامه.


شارك في استفتاء quot;إيلافquot; الاسبوعي والإجابة على سؤاله: بعد نجاح التدخل العسكري الدولي في ليبيا، هل تؤيد تدخلا عسكريًا دوليّاً في سوريا؟ 15293 قارئا... حيث أيدت نسبة 67.59% منهم تدخلاً في هذا الاطار بينما رفضت نسبة 32.41% هذا التدخل.

وقد سألت quot;إيلافquot; مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن عن رأيه بموقف القراء هذا في وقت يرفض فيه معارضون سوريون مثل هذا التدخل فأشار إلى أنه يعتقد أن موقف القراء هذا منطلق من الاستياء الشديد للممارسات القمعية الوحشية للنظام السوري ضد حركة الاحتجاج السلمية التي يعبر فيها المواطنون السوريون عن مطاليبهم في الحرية والانعتاق من نظام الحزب الواحد وحكم الاجهزة الامنية والمخابراتية ومن الفساد الذي ينخر أجهزة الدولة ومؤسساتها.

لكنه أضاف أنه يرى أن هذا الموقف يتناغم مع موقف شعبي سوري يبحث عن اي مخرج مهما كانت صعوبته لعمليات القتل والاعتقال والتعذيب التي يتعرض لها المواطنون في مختلف ارجاء سوريا.

وأوضح ان نجاح ضربات حلف شمال الاطلسي ضد القدرات العسكرية لنظام العقيد الليبي معمر القذافي قد شجعت القراء بنسبتهم الكبيرة هذه على تأييد تدخل عسكري مباشر في سوريا أيضا للتخلص من نظام الرئيس بشار الاسد. وقال انه يبدو ان القراء ونتيجة تأثرهم وانزعاجهم لما يتعرض له اخوتهم في سوريا من عمليات قمع وتقتيل فانهم يبحثون عن اي مخرج آني ينهي هذه العمليات.

ملف خاص: سوريا... الثورة

غير أن رامي عبد الرحمن شدد على رفض اي حل عسكري خارجي معتبرا ان المجتمع السوري يختلف عن مثيله الليبي لكنه رأى ان هناك حلولا اخرى مؤثرة اذا كان المجتمع العربي والدولي جادا في ردع النظام السوري على طريق الخلاص منه.

وفي رد على سؤال عن ماهية هذه الحلول أشار الى انه يمكن عربيا ودوليا عزل النظام السوري تماما عن طريق قطع جميع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية معه... اضافة الى انه بإمكان كل من روسيا والصين الضغط على النظام باتجاه التخلي عن ممارساته القمعية.

وعبر عن الأمل في أن يخرج شرفاء من داخل النظام ليرفعوا اصواتهم ضد ممارسات نظام الاسد ويقولوا quot;كفى قتلاquot;. وحذر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان في الختام من اي تدخل لحلف الاطلسي عسكريا في سوريا مشيرا الى ان مثل هذا التدخل سيدمر سوريا كوطن.

مؤيدو التدخل العسكري الدولي

وصوت أكثر من ثلثي المشاركين في استفتاء quot;إيلافquot; الأسبوعي الذين بلغ عددهم 10336 شكلوا نسبة 67.59% من بين المجموع الكلي للقراء المساهمين البالغ 15293 لصالح تدخل عسكري لحلف شمال الاطلسي في سوريا.

ويبدو أن تأييد هذه الغالبية لتدخل عسكري في سوريا قد تأثر بالاصوات التي بدأت تنطلق من المعارضة السورية وهي تطالب بتدخل عسكري لحلف شمالي الأطلسي (الناتو) لوقف القمع المستمر ضد المدنيين في رد فعل على انتصار الحلف في ليبيا والإطاحة بالعقيد معمر القذافي.

فقد طالب المتظاهرون في مدينة حمص السورية بحظر جوي حيث رفعوا لافتات في تظاهرة مسائية خرجت بعد صلاة التراويح الثلاثاء تطالب بتطبيق هذا الحظر وذلك بعد أنباء عن حصول انشقاقات كبيرة في الجيش وعن تصعيد عمليات الجيش والأمن.

كما رفع المتظاهرون لافتات صفراء كتب عليها quot;SOSquot; أي إنهم بحاجة لإغاثة إنسانية مطالبين في مناطق أخرى بتدخل قوات عربية حيث رفعوا لافتات كتب عليها quot;نطالب بدرع الجزيرة لحمايتناquot;. وجاءت هذه المطالبات رغم استمرار المعارضة برفض اي تدخل خارجي منذ اندلاع الانتفاضة في البلاد منتصف اذار (مارس) الماضي.

ومن الواضح ايضا ان الموقف المؤيد للقراء لتدخل خارجي في سوريا قد تأثر بسقوط القذافي من خلال الاعتقاد بانه يمهد الطريق على الأرجح نحو زيادة الاهتمام الغربي بسوريا وتشجيع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد.

كما أن انهيار حكم القذافي بعد 6 أشهر من الحرب الأهلية استفاد فيها الثوار من العقوبات الدولية على العقيد الليبي وفرض منطقة حظر طيران وغارات جوية لحلف شمالي الأطلسي قد يكون له آثار على ستة أشهر من الثورة السورية وجهود الأسد لسحقها. ولذلك يؤكد ناشطون سوريون في المعارضة أنه مهما يكن فإن أحداث طرابلس تنعش آمال المتظاهرين السوريين.

من جهته قال المعارض السوري البارز ميشال كيلو quot;إن ما يحصل في ليبيا يعني الكثير بالنسبة لنا.. يعني أن الربيع العربي آت لا شك فيه ويعني أنه ليس هناك حل عنفي للتغيير ويعني أنه لا يمكن للنظام أن يحافظ على صورته التي تمرد الشعب عليها ولا بد له من أن يجد حلولا تتفق مع مطالب الناس مع رغبات الناس وإرادتها ومطالبها ويعني أنه ليس هناك حل لأي مشكلة يمكن أن يتم دون إرادة الشعبquot;.

وجاءت الموافقة على التدخل الاجنبي في سوريا من القراء ايضا على الرغم من انه لم يقترح أي بلد لحد الان أن تتدخل قوات حلف شمالي الأطلسي في سوريا كما تدخلت في ليبيا لكن الغرب دعا الأسد إلى التنحي وفرضت واشنطن عقوبات جديدة ردا على حملته والتي تقول الأمم المتحدة إنها خلقت 2300 قتيل من المدنيين. وأعربت بعض الشخصيات السورية المعارضة عن خشيتها من أن تشجع نهاية القذافي في ليبيا المعارضة على رفع الصوت والدعوة إلى التسلح في سوريا.

رافضو أي دور أجنبي في أوضاع سوريا

وعلى العكس من ذلك فقد عبرت اقلية من المشاركين في الاستفتاء عن رفضها لاي تدخل خارجي في سوريا حيث قال 4957 منهم بلغت نسبتهم 32.41% فقط من المجموع الكلي للمساهمين في الاستفتاء الذين بلغ عددهم 15293 قارئا.

ويبدو أن آراء هذه الشريحة من القراء متأثرة بتأكيدات الاسد الاسبوع الماضي انه لن يرضخ للضغوط الخارجية قائلا quot;بالنسبة للتهديد بعمل عسكري... اي عمل ضد سوريا ستكون تداعياته اكبر بكثير مما يمكن ان يحتملوهquot;.

وأضاف quot;السبب الاول هو الموقع الجغرافي السياسي لسوريا السبب الثاني هو بالامكانيات السورية التي يعرفون جزءا منها ولا يعرفون الاجزاء والتي لن يكون بمقدورهم تحمل نتائجها quot;. وقال الأسد quot;بالنسبة للوضع الأمني حاليا فإنه تحول الى اتجاه العمل المسلح أكثر خاصة في الأسابيع الأخيرة وتحديدا في الجمعة الماضية... نحن قادرون على أن نتعامل معه... أنا لست قلقا.quot; لكن الولايات المتحدة واوروبا دعتا الاسد الى التنحي وفرضت واشنطن عقوبات جديدة بينها تجميد الارصدة الحكومية السورية وحظر واردات سورية.

وفي السياق نفسه قال المعارض السوري لؤي حسين الذي اعتقل اثناء الانتفاضة quot;اخشى من ان تدعو بعض الشخصيات المعارضة التي هي في عجلة من امرها لانهاء حالة الصراع وإنهاء النظام من خلال تكرار النموذج الليبيquot;. واضاف quot;أخشى ان يقولوا ان النموذج الليبي ناجح وبالتالي يلجأ البعض الى فكرة التسلحquot;.

وأضاف quot;لكن سنقاوم هذه الطروحات كائنا من كان اصحابها وكيفما جاءتquot;. ومنذ اندلاع الانتفاضة السورية تحاول المعارضة توحيد جهودها او تشكل مجلسا انتقاليا وعقدت عدة مؤتمرات مؤخرا في محاولة للوصول الى مرحلة ما بعد بشار الاسد ولكن الخلافات بينها حالت دون ذلك.

كما انه واضح ان موقف القراء هذا راجع على ما يبدو الى اعتقادهم بانه على الرغم من النجاح الذي حققه حلف شمال الاطلسي في مواجهة نظام القذافي يبدو التدخل العسكري مستبعدًا جدًا في سوريا البلد الذي يشهد وضعًا مختلفًا جدًا عن ليبيا حيث لا تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون فتح جبهة جديدة في دمشق حيث المعارضة غير منظمة ويملك الاسد قوات يخشى بأسها.

وفي واشنطن قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند ان المتظاهرين السوريين لا يحبذون تدخلاً أجنبيًا. وأضافت quot;انهم يسلكون طريق مارتن لوثر كينغ وغانديquot;. واضاف ان معظم المعارضين السوريين يرفضون فكرة التدخل الغربي خوفًا من ان يؤدي إضفاء طابع عسكري على مواجهتهم مع نظام الاسد الى حرب اهلية بين مختلف المجموعات القومية والدينية في البلاد. وهي الذريعة التي ذكرها المعارض المنفي في الولايات المتحدة رضوان زيادة الذي قال quot;اذا كان هناك تدخل عسكري او شحنات اسلحة فسيرتفع عدد القتلى كثيرًاquot;.