سألت إيلاف عينة عشوائية من اللبنانيين حول ما يجري اليوم في ليبيا وسوريا وارتباط لبنان بتلك المجريات، ورغم اختلاف الآراء حول مدى ايجابية انعكاس تلك الأحداث على لبنان، إلا أن الكل أجمع على أن كل حكم ديكتاتوري لا بدّ من أن ينال عقابه وينتصر الشعب في النهاية.


بيروت: تقول رانيا حلو إن ليبيا اليوم تمرّ بمرحلة انتقالية من حكم إلى آخر، ويجب أن ننتظر لنرى كيف سيكون الحكم في المستقبل، لأن التاريخ علَّمنا أن هناك مراحل انتقالية كثيرة، ولم تكن جيدة، وربما العكس، ويجب انتظار كيف ستتبلور الأمور.

وتضيف: quot;مصير الإمام موسى الصدر سوف ينجلي قريبًا، رغم أنه مرّ زمن طويل عليه، وأتمنى أن يُعرف مصيره، لأنه من الأشخاص الذين احترمهم وأجلّهم، وكانت لديه رؤيا للبنان وطنية ووفاقية.

مهى حبشي تعتبر أننا لا نستطيع أن نحكم اليوم على مصير لبنان بالنسبة إلى ما يحدث في ليبيا وسوريا، لم نلمس شيئًا بعد، ومصير لبنان غير معروف لأن سوريا على حدودنا، وكأننا بلد واحد، وإذا ما كان الحكم فيها جيدًا نعيش بسلام، والعكس صحيح، يجب أن ننتظر ونرى، وفي الكثير من الأحيان نترحم على السابقين.

بيار خوري يرى أنه إذا طالت الأحداث في سوريا اليوم فلن ينعكس ذلك أحداثًا أمنية على لبنان اليوم، لأن الأمر لا علاقة له بذلك، لأن من يحرّك سوريا اليوم غير موجود لدينا.

ويضيف: quot;أهم ما يجب أن يتحصّن به اللبناني اليوم هو ألا يكون الحكم لشخص مدة طويلة، لأننا ندخل في ما يسمّى بالديكتاتورية، لأنه سيورثها إلى أبنائه وأحفاده، من دون تغيير، الشعب يحب أن يغير، يريد أن يتقدم، والأفكار تتغير، ولدى الشباب أفكار متطورة أكثر، وتناسب جيله.

رياض سمعان ينظر إلى سقوط ليبيا بيد الثوار بأنه أتى في محله، لأن كل حكم استبدادي وظالم نهايته ستكون طبيعية، ولو بعد 100 عام، وإذا استعرضنا التاريخ من أول ما بدأت الثورات في تركيا والعهد العثماني الطاغي، كانت نهايتها معروفة بانتصار الأحرار والثوار.

هادي ناصر الدين يرى أن الإمام موسى الصدر تم اغتياله في حينها وغير موجود، لأنه لو كان موجودًا لكانت ورقة قوية بين أيادي الثوار، لأن جزءًا من هؤلاء كان على أيام معمّر القذافي، وكان عندهم إطلاع تام على عملية الاختطاف أو الاغتيال أو الاختفاء، وكان من السهل أن يستفيدوا من الموضوع عالميًا، لكن الظاهر أنه تم اعتقاله تلقائيًا، فتم ربما اغتياله، لكن كل ذلك يبقى فرضيات، ونرجو أن يتم إطلاق سراحه في حال كان لا يزال حيًا.

رولا سرور تعتبر أن سوريا جزء من اللعبة الموجودة، ربما لم يأت الدور أن يحصل فيها ما جرى في ليبيا، حتى لا يثور الشعب العربي ككل، وإذا استعرضنا الأحداث التي جرت نرى أن تونس لغاية اليوم غير مستقرة، ومصر كذلك، وليبيا والبحرين، والثورات التي تحصل في البلدان العربية لم توصل إلى نتائج مستقرة، وهذا الأمر يؤخّر اليوم سقوط النظام السوري.

جميل خليل يؤكد أنه في لبنانفي كلالأحوال هناك زعماء مرتبطون مباشرة بالنظام السوري، وقد أثبتت التجارب أنه من السهل عملية التغيير التي تجري، وكذلك نقل البندقية من كتف إلى كتف آخر، ويتغير النظام، فيتم تغيير وجوه جديدة في لبنان. ويضيف: quot;للأسف الارتباطات الخارجية متعلقة بأشخاص أكثر مما هي تتعلق بمصلحة بلدان.

معين جمعة يرى أنه إذا طالت الأحداث في سوريا ستنعكس أحداثًا أمنية في لبنان، بصورة طبيعية، ويؤكد أن اللبنانيين يجب أن يتحصّنوا داخليًا، لأنه افضل ما يجري في لبنان ان يتوحد شعبه داخليًا، من خلال نظام مترابط وببنية وطنية صحيحة، ويجب الا تكون مرتبطة بالخارج من اي نظام آخر، فان وحدتنا بالتأكيد بامكانها ان تخلص الشعب اللبناني وتجنبه ويلات الحروب، لان اللبناني مرّ عبر سنوات طويلة بحرب ضروس استمرت اكثر من ثلاثين عامًا، وبات اليوم قادرًا ان يميّز مدى مساوئها التي لم تجُّر اليه سوى الويلات والمفاجع.