يراهن فريق من اللبنانيين على سقوط النظام السوري ويربط مستقبله السياسي بمصير هذا النظام، ويراهن فريق آخر على صمود هذا النظام وخروجه سالمًا وأكثر قوة من أزمته الراهنة، رهانان يراهما النائب سليم سلهب في غير مكانهما لانه يجب الاتكال على الداخل وتحصينه.


بيروت: يقول النائب سليم سلهب (تكتل التغيير والاصلاح التابع للجنرال ميشال عون)لإيلاف إن المراهنة إن كان على سقوط النظام او عدم سقوطه في سوريا، هي خاطئة بالنسبة إلى الشعب اللبناني، يجب ان نأخذفي الاعتبار كل ما يجري في المنطقة وخصوصًا في سوريا، لكن يجب المراهنة على الوفاق الوطني، والعمل الجدي الداخلي، اكثر من مراهنتنا على ما يجري في الخارج، لان ما يحدث في الخارج ليس تحت سيطرتنا، ومن الممكن ان تتأثر به الشعوب الخارجية، ونحن ايضًا، ولكن نستطيع ان نحد من تأثيره، اذا استطعنا التعامل مع هذه المواضيع، من هنا ضرورة عدم التلهي بما يجري في الخارج، ويجب أخذ العبر منه، ونقوم بعمل جدي داخلي من خلال أمور اجتماعية واقتصادية، خصوصًا انه اقليميًا وعالميًا، هناك خضة اقتصادية تبدأ من الولايات المتحدة الاميركية نزولاً الى البلدان العربية، علينا ان نحصّن أنفسنا منها.

ولدى سؤاله في خضم هذه الرهانات لا يبدو ان الشعب السوري هو أولوية في حسابات اللبنانيين بل فقط صمود او سقوط النظام، لماذا برأيك؟ يجيب:quot; ان الامر صحيح وحدث الشيء ذاته مع اللبنانيين، ففي الحرب التي جرت عند اللبنانيين بين ال1975 و1990، اطلقنا شعارات كثيرة ولكن لم يفكر احد بالشعب اللبناني، تسلينا وأنهكنا بعضنا والدولة اللبنانية، وماليتها، ولكن لم يفكر احد بمستقبل الشعب اللبناني، وانتهت الحرب بعد 15 عامًا، وكان هناك شعارات رنانة من جميع الفئات، وبنظري كل الجهات كانت خاسرة، لان أحدًا لم يفكر بمصير الشعب اللبناني، الجميع كان يفكر بالشعارات والمصالح الآنية.

وردًا على سؤال عما بعد الازمة السورية الذي لن يكون كما قبلها، كيف يتأثر لبنان بها؟ يجيب سلهب :quot; لا شك ان ما سيجري من نتائج للأزمة السورية سيكون هناك وضع لما بعد الاحداث مختلفًا عن الوضع الحالي، مهما كانت النتيجة، لا نستطيع خصوصًا مع سوريا، الا نتأثر بالوضع الذي سيرسو عليه الوضع عندها، من الممكن ان تكون هذه التأثيرات سلبية ام ايجابية، وفقًا للنتائج التي سيتم التوصل اليها بعد الاحداث التي تجري فيها، ويضيف:quot; مخاوفي الوحيدة في هذا الخصوص، ان القصة في سوريا ستكون طويلة، للاسف الاحداث في سوريا تأخذ منحى الارجح سيكون طويل المدى، وهذا ما يجب ان ننتبه اليه، لاننا لا نملك القدرة ان نستمر هكذا لفترة طويلة، يجب ان نعود الى داخلنا ونتعامل بجدية مع مشاكلنا، لانه في احسن الاحوال الحل في سوريا لن يظهر في المدى القصير بل المتوسط، وهذا يجب ان يحفزنا على التعامل مع الوضع بجدية.

ولدى سؤاله كان البعض يراهن على سقوط لبنان في الدوامة السورية، هل يمكن القول اليوم ان لبنان نجا منها؟ يجيب سلهب:quot; اذا عرفت الحكومة كيف تتصرف من خلال الاخذفي الاعتبار اولويات الشعب اللبناني ممكن الا يكون لاحداث سوريا تأثيرها المباشر على لبنان، مهما كانت نتيجة هذه الاحداث، من خلال تحصين ذاتنا من خلال وضع اجتماعي واقتصادي مقبول يجعل عدم القدرة على أن نتأثر بالوضع السوري.

وردًا على سؤال كيف تنظر الى الوضع في سوريا وما هي تردداته على الساحة اللبنانية، يقول سلهب:quot; أعتقد في الوضع الحاضر ان نتيجة الاحداث في سوريا لن تصل الى من خلال الحوار الى خواتمها، من الصعب ان يتم ذلك من خلال حل عسكري، واذا وصلنا اليه فسيكون موقتًا لانه يجب ان يتم الاخذفي الاعتبار متطلبات الشعب التي هي محقة، وتُحصِّن الوضع الداخلي في سوريا، لكن في الوقت الحاضر لا يبدو الا ان هناك فقط الحسم العسكري، ويجب الا ننسى ان الاعمال العسكرية هي من المعارضة والنظام، وليس فقط من فئة واحدة، وطالما ان الوضع على ما هو عليه، فان الامل بعلاج وحلول بعيد جدًا.

اما كيف ينظر الى استدعاء الملك السعودي سفيره من دمشق يقول سلهب:quot; هناك ضغوطات كثيرة تتم اليوم على النظام السوري، وعلينا ان نراقب كيف سيتعاطى معها، وهي على المستوى الدولي والاقليمي والعالمي.

هل ترى ان بلدانا اخرى ستحذو حذو ما فعله الملك السعودي اي سنرى دولاً اخرى تستدعي سفيرها من دمشق؟ يجيب سلهب:quot; اعتقد ان الوضع العربي اجمالاً يأخذ بحذر ما يجري في سوريا لانه ليست معروفة نتائجها، وكيف يمكن ان يرتد على الانظمة العربية، من هنا كل ما يجري في الوقت الحاضر ليس عملانيًا كي نستنتج منه الامور الجدية.