يعود الحديث اليوم عن ضرورة قيام طاولة حوار وطنية بين مختلف الفرقاء لإزالة الانقسام العامودي بينهم، فهل تكون هذه الطاولة حلاً للخلافات أم إنها تزيد منها، خصوصًا أن موضوعها الرئيس أي سلاح حزب الله مادة دسمة لإثارة الخلافات بدلاً منحلها.
بيروت: يقول النائب سليم سلهب (تكتل التغيير والاصلاح التابع للجنرال ميشال عون) لإيلاف انه مع وجود الجو السياسي اليوم في لبنان، لا خيار سوى العودة الى الحوار، وطاولة الحوار هي احدى الآليات التي تُعطي نتيجة، وتخفف من الاحتقانات والخلافات، وهي احدى الوسائل الحوارية وهي محبذة في الوقت الحاضر.
عن الموضوعات العالقة التي يجب ان تتابعها طاولة الحوار، يقول سلهب بعد الازمة التي مر بها لبنان بعد التكليف والتأليف في ما خص الحكومة اللبنانية، وبعد نقاش البيان الوزاري، هناك ازمة رئيسة تتمثل في عدم وجود ثقة وانقطاع الحوار بين الفرقاء، ويجب ان يجتمع الجميع ليعيدوا هذه الثقة، ويُعاد الحوار، والموضوعات الخلافية كثيرة في ما خص النقاش.
وبرأيه، يضيف، يجب الذهاب من تلك الموضوعات التي يمكن ان تحل، اي السهلة نسبيًا لنصل الى الموضوعات الصعبة، هناك موضوعات خلافية تحل بالحوار المعقول وبعيدًا عن التشنجات، بعد إعادة الثقة الحوارية بين الفرقاء، وهناك موضوعات، كسلاح حزب الله، فهو موضوع خلافي يتطلب الحوار حوله، لكن لا سهولة اليوم في حله، ولكن بداية الحوار ممكن ان تؤدي الى حلول مستقبلية.
ولدى سؤاله عنموضوع سلاح حزب الله كيف يمكن مقاربته اليوم؟ يجيب: quot; برأيي موضوع سلاح المقاومة يجب التطرق إليه، نحن مع الا يبقى السلاح سوى بأمرة الدولة اللبنانية، نحن مع تقوية الدولة، ومن ثم نقول انه اصبح لديها المؤهلات الكاملة السياسية والعسكرية والاقتصادية لتجابه ما تريد فعله، وبعدها لا لزوم لسلاح المقاومة، لكن يجب ان لانبدأ بازالة سلاح حزب الله في البداية قبل معالجة الوضع الذي هو في الوضع الراهن ان الدولة هي مهترئة، وغير قوية، ولا مقومات لدولة عصرية اليوم كي نقول انه يجب تسليم السلاح لهذه الدولة.
ويتابع: quot;هناك حال انعدام ثقة بين الجميع، كلنا نشك ببعضنا، ونعتقد اننا نتكاذب على بعضنا، واعتقد انه يجب ان نعود الى الحوار لاعادة الثقة ببعضنا، والآلية المناسبة لاعادة هذه الثقة، يجب ان نبحث عنها، واذا كانت طاولة الحوار تعيد الثقة فانا شخصيًا احبذها، واعتقد بانه اذا بحثنا الآليات الممكنة نرى ان طاولة الحوار لا تزال الانسب كي نتحاور.
وردًا على سؤال هل طاولات الحوار السابقة ادت الى نتائج؟ يجيب سلهب: quot;اعتقد انها ادت الى نتائج من خلال ازالة الاحتقان، ووضعنا مناخًا ايجابيًا في لبنان، واصبحت معاملة الدول الخارجية معنا مختلفة عما كانت في السابق، فقد شاهدت ان كل اللبنانيين يتحاورون مع بعضهم، وقد يصلون الى نتيجة، واصبح المجتمع الدولي يعاملنا بطريقة مختلفة، لانه عندما يرى هذا الاخير ان البلد مفكك ولا يعرف التحاور، قد يهمله، ولنحسب لم نفعل اي شيء سوى اعطاء فكرة باننا نتحاور خلال اشهر عدة، فلا بأس بذلك، واذا استطعنا الوصول الى نتيجة من خلال قرارات واستطعنا تطبيقها فالامر جيد.
ولدى سؤاله ما هو البديل اليوم للتحاور بين مختلف الفرقاء المنقسمين عاموديًا غير طاولة الحوار، يجيب سلهب: quot;لا بديل سوى الحوار، اما من خلال طاولة او بغير طريقة، على المسؤولين الا يصعِّبوا الحوار، لانه في النهاية يجب ان نجلس جميعنا ونتحاور، لاننا نعيش سوية ونريد تأسيس الدولة سوية، لا يمكن لاي فريق ان يغلب الفريق الآخر.
14 آذار/مارس
بدوره تحدث النائب عمار الحوري (14 آذار/مارس) لإيلاف، وقال ان الرئيس سعد الحريري كان واضحًا البارحة بخصوص طاولة الحوار، ولم يبق على جدول اعمال هذه الطاولة الا بند سلاح المقاومة فقط لا غير.
ويضيف الحوري: quot;في تجارب الحوارات السابقة اخذنا عددًا من القرارات، ومنها ما هو متعلق بالمحكمة الدولية والسلاح خارج المخيمات، لم ينفذ اي شيء منها، إضافة الى ان الفريق الآخر يعتبر ان الهدف من الحوار هو ان نخضع لمنطقه، لا ان نصل إلى قناعة مشتركة، لذلك الحوار كمبدأ مرحّب به، ولكن يجب ان يكون له قسط من النجاح وقواعد مشتركة.
ولدى سؤاله كيف يمكن اليوم مقاربة سلاح المقاومة يجيب حوري: quot;بجعل مرجعيته الدولة اللبنانية حصرًاquot;.
ويضيف: quot;المطلوب من الحوار ان ننفذ ما اتفقنا عليه، وجلسات الحوار السابقة لم ينفذ فيها اي قرار من القرارات السابقة، وهذه هي المشكلة الاساسيةquot;.
التعليقات