بدأت بعيد العاشرة والنصف (7:30 ت غ) اليوم الثلاثاء جلسة مجلس النواب اللبناني لمناقشة البيان الوزاري للحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي وسط توقعات بان تكون النقاشات حامية، لا سيما حول الفقرة المتعلقة بالمحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.


بيروت: بدأت جلسة مجلس النواب اللبناني لمناقشة البيان الوزاري للحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي بتلاوة المراسيم المتعلقة باستقالة الحكومة السابقة وتشكيل الحكومة الجديدة التي تضم أكثرية من حزب الله وحلفائه. وعلى الاثر، بدأ ميقاتي تلاوة نص البيان الوزاري الذي يرجح أن يستغرق مدة ساعة قبل أن تبدأ النقاشات.

وكانت المعارضة طالبت رئيس الحكومة بإعلان التزامه القرار الدولي 1757 الذي نص على إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان، وإعلان quot;التزامه الخطوات التنفيذية لهذا القرارquot;، او quot;الرحيل مع حكومتهquot;. وينص البيان الوزاري على ان الحكومة quot;انطلاقا من احترامها للقرارات الدولية تؤكد حرصها على جلاء الحقيقة وتبيانها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقهquot;.

ويضيف ان الحكومة quot;ستتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت مبدئيا لإحقاق الحق والعدالة وبعيدا عن أي تسييس او انتقام وبما لا ينعكس سلبا على استقرار لبنان ووحدته وسلمه الاهليquot;. وانتقدت المعارضة بشدة ايراد كلمة quot;مبدئياquot;. واخذت على الحكومة اعتمادها quot;فقرة ملتبسةquot; في ما يتعلق بالمحكمة الدولية، وكلامها عن quot;احترامquot; القرارات الدولية بدلا من quot;التزامquot;.

وتأتي جلسة اليوم بعد تسلم السلطات اللبنانية من المحكمة الدولية الخميس القرار الاتهامي في اغتيال الحريري متضمنا اربع مذكرات توقيف في حق عناصر من حزب الله. وقد رفض الامين العام للحزب المحكمة وكل ما ينتج منها من قرارات وأحكام.

وفي هذا السياق، يقول النائب السابق فارس سعيد ( 14 آذار/مارس) لـ إيلاف إن لجلسات الثقة اليوم وخلال الايام المقبلة أهمية كبرى لأنها ستبرز امام الرأي العام اللبناني والعالم، بان هناك نوابًا احرارًا لا يخضعون لسلطة السلاح الذي يمتلكه حزب الله، وهذا شيء مهم بغض النظر عن النتائج الرقمية، لان المهم ان يدرك الرأي العام اللبناني، وهو واسع جدًا، بان هناك ممثلين له داخل المجلس النيابي، وان المؤسسات الدستورية لم تخضع بالكامل لسلطة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وان تكون دوائر القرار الخارجية ايضًا مدركة بان هناك في لبنان نوابًا وشخصيات سياسية وقادة يتفلتون من هذا الضغط الذي يمارسه حزب الله على الدولة اللبنانية، ويرفضون ان يكونوا عبيدًا للسلاح الذي يفرض ما يشاء في لبنان.

ولدى سؤاله عن العراك الكلامي الحاد داخل المجلس النيابي وهل سيصل الى نتيجة؟ يجيب سعيد:quot; اذا كان المقصود اليوم اسقاط الحكومة في المجلس النيابي هذا الموضوع مركَّب، لانها لن تسقط بسهولة، ومعركة اسقاط الحكومة لا تُربح بالضربة القاضية، بل بالنقاط، النقطة الاولى ستكون المجلس النيابي، وبالتالي ستكون معركة ستستكمل من قبل مناهضة الرأي العام ووضعه امام خطورة ما تشهده الاحداث في لبنان.

عن النقاط التي ستشدد عليها المعارضة في مداخلاتها اليوم يجيب سعيد اهمها رفع يد حزب الله عن الدولة اللبنانية.

ولدى سؤاله بان البعض يعتبر ان المداخلات اليوم تهدف الى اسقاط الحكومة اذا لم تستطع المعارضة ذلك اليوم فهل ستنزل الى الشارع؟ يجيب سعيد:quot;قررت 14 آذار/مارس خوض معركة اسقاط حكومة نجيب ميقاتي في حال لم يلتزم هذا الاخير بالتنفيذ الكامل لل1757 فعليًا وليس كلاميًا، وما سيجري في المجلس النيابي اليوم هو خطوة باتجاه الاسقاط وليست معركة ستسقط فعليًا.

ولا يعرف سعيد كم ستنال الحكومة من اصوات للثقة ويقول ان الموضوع ليس رقميًا، وهذه الحكومة حتى لو نالت الثقة تنطلق عاجزة عن اخذ اي قرار حقيقي في لبنان، ما عدا القرارات الإدارية البسيطة لانها ستواجه من قبل معارضة ستبدأ طلائعها اليوم من خلال المجلس النيابي.

المعارضة تشدد على المحكمة والا فلترحل الحكومة هل برأيك تصل المعارضة الى مبتغاها؟ يجيب:quot; لن يستطيع لبنان ان يتفلت من المواثيق التي وقعها والحكم باستمرار، اذا كان هناك فريق من اللبنانيين يمتلك السلاح ويعتبر ان هذه المحكمة موجهة ضده هذا يعني انه سيستخدم حكومة لبنان والشرعية اللبنانية في مواجهة الشرعية الدولية، وهذا سيرتب على لبنان واللبنانيين نتائج كارثية على المستوى المعيشي والحياتي.

ويرى سعيد ان خطاب نصرالله اليوم سيتناول فيه امورًا داخلية لانه غير منقول.

حزب الله

بدوره تحدث النائب السابق في حزب الله اسماعيل سكرية وأكد لـ إيلاف أن جلسات الثقة اليوم ستشهد خطابًا ناريًا من قبل فريق 14 آذار/مارس، وسيكون هناك ردود من قبل الاكثرية الجديدة، وسيكون محور الكلام بالدرجة الاولى المحكمة الدولية والقرار 1757، وستشدد الموالاة برأيه على ان القرار الصادر عن المحكمة الدولية ليس صالحًا، والموضوع بخلفيته سيعكس الصراع الدائر في البلد.

ويتابع:quot; لا تستطيع المعارضة بسهولة اليوم اسقاط حكومة نجيب ميقاتي، رغم انها تهدف الى ذلك وصرحت بالامر مرات كثيرة، ولكن اسقاط الحكومة لن يتم، ويجب ان ننتظر مسار الاحداث الاقليمية والدولية والمحلية وهي تحدد ماذا سيجري.

ويضيف:quot; من الممكن للمعارضة كي تتابع مسيرتها لاسقاط الحكومة ان تنزل الى الشارع ولكن بشكل متقطع وليس ضخمًا كما عاهدناه، ومن الممكن القيام باعتصامات من خلال بقع متفرقة، وليس بشكل ضخم، ويؤكد سكرية نيل الحكومة للثقة ومن الممكن ان تكون بنسبة 69 او 70 صوتًا مع انضمام ميشال المر الى المصوتين لنيل الثقة.

ويتابع:quot; المعارضة لا تستطيع ترحيل الحكومة بالبساطة التي نتوقعها، موضوع المحكمة مطاط وطويل ويأخذ وقتًا وآليته قد تأخذ سنوات كي تتحقق.وعن خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله يتوقع سكرية ان يتناول تلخيصًا لما جرى، وما قاله في الماضي بعد التشكيك بوثيقة الجمارك، وقد يمرر امورًا للتأكيد لما قاله في السابق.