ريما زهار من بيروت: بعد تفاقم ازمة النفايات في صيدا(جنوب لبنان) ومحطيها منذ اكثر من 30 يومًا وتكدسها في الأحياء والشوراع والازقة وتحولها اما الى نفايات طائفية او مذهبية او مناطقية وتسببها بتوترات عدة بين اهالي منطقة صيدا وشرقيها، ومع غياب اي معالجة او حلول جدية سريعة، في وقت ينتظر الكل الفرج الآتي من خلال تشغيل معمل الفرز والمعالجة، اسئلة كثيرة تطرح في صيدا وفي محيطها، فهل يعقل ان تتخبط منطقة يزيد عدد سكانها عن 500 ألف نسمة في بهذا الشكل، بالرغم من وجود معمل شيِّد بالأساس لمعالجة 180 طن من نفايات اتحاد صيدا الزهراني مجانًا، واليوم يعلن صراحة من قبل القيمين عليه بأنه جاهز للعمل لكن ضمن شروط الشركة وليس من ضمن شروط العقد الأساسي أي 80 طنًا مجانًا فقط وبسعر 135$ للطن الواحد، ولا نجد من يعترض حتى لو تم تجاوز كل مهل التشغيل بسبع سنوات؟
فما هي جذور هذه المشكلة وخلفياتها؟ ومن يتحمل المسؤوليات؟ ما هو اصل العقد ونواقصه؟ وما هي مندرجاته والكلفة الحقيقية وقدرة البلديات؟ وكيف يمكن الخروج من الأزمة؟

يقول رئيس بلدية صيدا محمد السعودي لإيلاف ان اغلب النفايات في بلدة صيدا لها شقان او حلان، شق في المدى القريب وآخر جذري، أما الحل الموقت والسريع هو توزيع النفايات على المكبات الموجودة، هناك 4 مكبات واحد في صيدا، وآخر في زغدرايا، وواحد في عنقون، وآخر في عبرا عند البطريركية، هذا هو الحل السريع لمدة شهرين من خلال توزيع نفايات صيدا على هذه المكبات، ولكن لا يتم ذلك لان كل فريق يريد رمي نفاياته عند الفريق الآخر او تبقى في صيدا التي تحمّلت خلال 40 عامًا كل نفايات المنطقة.
اما الحل الدائم فهو مثالي من خلال تشغيل معمل النفايات على احسن ما يمكن من الجهوزية، لانه يستطيع ان يأخذ نفايات كل المنطقة وجوارها.

ولدى سؤاله عما اثير عن نفايات طائفية بين المناطق في صيدا تسببت بتوترات بين اهالي صيدا وشرقها، يقول السعودي:quot; اولاً كلمة طائفية غير موجودة، لانهم دخلوا السياسة في الموضوع، لكنه بيئي بامتياز، ولا دعوة له بالسياسة، ولكنه اتخذ الطابع السياسي، لان البلديات التي لا مكان لها لوضع نفاياتها ذهبت الى النائب بهية الحريري، فقالت لهم الحريري املك ارضًا في كفرفالوس شرق صيدا (ذات الغالبية المسيحية) ورفضت بلدة جزين القريبة من كفارفالوس ذلك وبدأ الحديث عن طائفية في موضوع النفايات.

اما لماذا لا يتم تشغيل معمل فرز النفايات للتخلص من المشكلة المزمنة في صيدا؟ يجيب السعودي:quot; لان هناك اختلاف مادي على كلفة المعالجة، هناك عقد معمول منذ ما يقرب ال 10 سنوات، واصحاب المعمل يرونه مجحف بحقهم، اذا شغلوا المعمل سوف يخسرون ما قيمته 10 ملايين دولار كل عام، والجماعة ليسوا من صيدا بل هم سعوديون.

الا يمكن اعطاءهم الكلفة التي يطلبونها؟ يجيب السعودي:quot; هذا ما طلبناه من وزارة الداخلية ومن رئاسة الوزراء ان يتعاملوا هم مع معمل الفرز للنفايات، ويتفقوا معهم، ويخصمون من البلديات جزءًا من الكلفة تمامًا كما يتم في بيروت وجبل لبنان، وهي عادة نسبتها 40% من مستحقات البلديات، لكن البلديات المجاورة لصيدا غير موافقة على الامر.
عن دور وزارة الداخلية هل هناك تقصير ام ماذا؟ يجيب السعودي بانها لا تقصر، فهي بالعكس تساعد، وهي تتبنى ادارة المناقشات مع اصحاب المعمل ويرسلون لنا مندوبًا من وزارة الداخلية وهناك خبير يساعدنا في النقاشات.

عن المشكلة الحقيقية اليوم الكامنة وراء مشكلة النفايات في صيدا يفندها السعودي بانها تكمن في ان مكب صيدا لم يعد يحتمل النفايات، وكل ما تحدث عاصفة نرى النفايات تذهب باتجاه قبرص وتركيا، وعلى شاطىء صيدا، وانا استغرب واتألم عندما يسيِّسون القضية، والعالم خارج لبنان يأتون الى صيدا ويطالبون بالمكب، لا مكان اليوم لذلك، ولندع التعاون يحل مع كل البلديات، ويجب تقسيمها على مختلف المكبات الموجودة، ولكن لا احد يريد هذه النفايات جنب منزله، رغم ان هناك مكب في زغدرايا اقرب منزل اليه يبعد 3 كيلومترات، بعكس ما في صيدا حيث يبعد فقط 50 مترًا عن 3 مستشفيات فيها.

اما هل يعقل ان تبقى اليوم عاصمة الجنوب مكدسة بالنفايات؟ يقول السعودي:quot; ليست مكدسة، ونحن في صيدا نتصرف، والحلول بدأت، وبعد فترة يجب ان تحل هذه المشكلة، لاننا في بلد نسبة التعليم فيه مرتفعة، ولكن نسبة الانانية أعلى بكثير.

أزمة النفايات في صيدا باتت من المواضيع البيئية المقلقة التي تحتاج الى حلول جذرية، وفي هذا الصدد لا يرى رئيس البلدية ان لها خلفية سياسية وطائفية، ويدعو الى تعاون جميع البلديات المجاورة لصيدا لايجاد الحلول التي تنقذ عاصمة الجنوب من كارثة بيئية.