تغطى الألغام في العراق مساحة 1730 كم مربع ويتضرر منها أكثر من مليون ونص مليون عراقي.


بغداد: احتفالاً باليوم العالمي لمكافحة الألغام، عقدت وزارة البيئة ،والأمم المتحدة في العراق مؤتمراً صحفياً حول مكافحة الألغام في العراق في مقر بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في بغداد.

وقالت كرستين مكناب نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق: إن المناطق الملوثة بالألغام في العراق تغطي مساحة 1730 كم مربع تسبب الضرر لحوالي 1,6 مليون عراقي يعيشون في حوالي 1600 مجتمع محلي في العراق، وتعد الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات مصدراً يهدد حق العراقيين في العيش وفي الحرية وفي الأمن، وهي بمثابة خطر محدق بوجه التنمية الإقتصادية في البلاد.

واكدت على إن الأمم المتحدة ملتزمة بالعمل مع الحكومة وشركائها في العراق على التصدي لهذا التحدي غير الاعتيادي، كما أنها تدعم شعب العراق في مسيرته نحو مستقبل أفضل.

من جانبه قال وكيل وزارة البيئة كمال لطيف إن بلادنا تحوي ربع الألغام المزروعة في العالم، ولقد رأينا آثارها الشديدة على التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في العراق، وأعلن في المؤتمر الصحفي عن تنفيذ إستراتيجية وطنية للتنمية هذا العام.

وأطلع لطيف وسائل الإعلام على جهود الحكومة التي ساهمت في 71 مشروعاً على مدى السنوات القليلة الماضية. وأشار إلى أن صعوبة تطهير الأراضي الملوثة أمر يدعو للقلق، وأضاف ليست هناك خرائط تشير إلى مواقع الألغام كما أن الطبيعة العشوائية لطريقة توزيعها تتسبب في بطء كبير في تحقيق التقدم.

وقدم مدير الهندسة العسكرية في وزارة الدفاع اللواء هادي عذاب لمحة عامة لوسائل الإعلام عن الأنشطة التي تضطلع بها وزارة الدفاع في هذا المجال، ولا سيما مدرسة التدريب في مجال مكافحة الألغام التي تقع خارج بغداد وتدرب المدنيين والعسكريين على العمل معاَ لتخليص البلد من هذه المعضلة

ويعد العراق أحد أكثر بلدان العالم تلوثاً بالألغام حيث لا يزال يوجد فيه حوالي 20 مليون لغماً مزروعاً حسب برنامج الأمم المتحدة الانمائي في العراق.وبالإضافة إلى الجهود المبذولة لتخليص البلاد من الألغام وجعلها أكثر أمناً، يجري تنفيذ العديد من المشاريع لتحسين حياة وسبل عيش ضحايا الألغام في العراق.

وقال مدير مكتب الشؤون الإنسانية والتنمية لدى بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق دانييل اوغستبرغر أنه على مدى السنوات الثلاث الماضية، تم توفير المساعدة لزهاء 9500 ضحية من ضحايا الألغام من قبل ثلاث ة مراكز لإعادة التأهيل في الشمال.

وأضاف، لقد وفرت هذه المراكز ما يزيد على 8500 جهاز من أجهزة تقويم العظام والأجهزة التعويضية للضحايا و17000 جلسة علاج طبيعي و7000 جهاز للمساعدة على الحركة، فضلاً عن تقديم تدريبات للعمل وإعادة التأهيل، مبينا ان للألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات أثر مدمر على أطفال العراق حيث أن ما يقارب من 25 بالمائة من كافة الضحايا هم من الأطفال تحت سن 14 سنة.

فيما قال ممثل اليونيسف في العراق، سكندر خان، لأطفال العراق البالغ عددهم 15 مليون الحق في أن يترعرعوا في بيئة آمنة تحافظ على حياتهم ورفاههم، وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة لتطهير العراق من الألغام والذخائر غير المنفجرة المنتشرة في كافة أرجائه، سيبقى آلاف الأطفال الذين يعيشون في المناطق الملوثة بالألغام والذخائر غير المنفجرة في كافة أنحاء العراق معرضين لخطر التشوه والموت ومحدودية فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية والماء والصرف الصحي التي يحتاجونها للبقاء والنمو لتحقيق كامل إمكانياتهم.

و تضمنت فعاليات اليوم العالمي للالغام معرضاً للصور الفوتوغرافية لمصور الألغام جيوفاني ديفيدنتي والمصور العراقي جمال بينجويني. ويظهر المعرض أثر الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات على شعب العراق، كما أنه يظهر كيف أن كلا من الحكومة وشعب العراق يعملان سوية، بدعم من المجتمع الدولي، لتخطي الصعوبات الجمة التي سببتها المتفجرات.

وانضم العراق إلى معاهدة أوتاوا في عام 2007، وتطالب المعاهدة البلاد بتطهير أراضيها من الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات بحلول عام 2018، مما سيستدعي أن يبذل العراق التزاماً وجهداً كبيرين لبلوغ هذه الغاية. وينبغي إعطاء الأولوية إلى هذه المسألة بحيث يكون بالإمكان زيادة عدد المشاريع الواجب تنفيذها في كافة أنحاء البلاد لتمكين العراق من أن يصبح آمناً ومتطوراً. ومن خلال الجهود المشتركة لحكومة العراق وحكومة كردستان والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني خلال السنوات الماضية، بدأت تلوح في الأفق فرصة للتغيير من خلال ظهور بوادر للتقدم في العراق بزخم وطاقة متجددين.