يعتقد خبراء ألمان أن أعماق الصحراء العربية تحتوي منابع كثيرة للمياه بحاجة لاستخراجها لسد النقص لهذه المياه عالميا.
اعتدال سلامه من برلين: ما يردده العديد من السياسيين بان الماء قد تكون في المستقبل السبب وراء اندلاع الحروب بين الدول المجاورة، دفع بمؤسسات المانية كثيرة الى البحث عن حلول لهذه المشكلة، وهناك علماء على يقين بان منابع طبيعية كثيرة للمياه تقبع على عمق الاف الامتار في الصحراء العربية يمكن اعتمادها مستقبلا، لكن اكتشاف هذه المنابع واستخراج المياه منها لا يحتاج فقط الى جيولوجيين غربيين او تمويل، بل ايضا الى مساعدة من البلدان التي توجد في باطن اراضيها.
وفي هذا المجال يهتم جيولوجيون من جامعة غوبنغين الالمانية بهذه الثروة الطبيعية المهمة جدا لذا وضعوا تقريرا مهما عن المياه داخل باطن الصحراء العربية تم نشره مؤخرا وذلك بناء على ابحاث طويلة استندت ايضا الى بحوث وضعها جيولوجيون غربيون.
ففي مطلع الثمانينات من القرن الماضي اشارت معلومات جمعها علماء هذه الجامعة بالتعاون مع زملاء لهم عرب بان منطقة الصحراء العربية الواسعة الاطراف تحتوي على احواض مائية عديدة وضخمة على عمق قرابة ال4000 متر وذلك على طول السلسلة الجبلية التي تكونت من بقايا الصخور البركانية، اذ تجمع في الصخور الرسوبية المتشققة كميات يقدر حجمها ب250 الف كلم مكعب من المياه.
ودعم هذه النتائج ما كشف النقاب عنه عام 1981 ملاحو المركبة الفضائية الاميركية كولومبيا عن طريق اجهزة رادار خاصة. فالمعلومات اكدت وجود مجاري انهار ووديان قديمة في جنوب غربي مصر حتى الساحل الافريقي غمرتها الرمال مع مرور السنين.
كما تبين للعلماء الالمان بعد تعمقهم في دراسة هذه المنابع الطبيعية الضخمة وفحصهم لبقايا نباتية وحيوانية وما احتوته الماء من غاز الفحم، تبين لهم ان المياه تاتي من المنطقة نفسها اي من الصحراء العربية، وان هذه المياه هي نتيجة للامطار العزيزة التي سقطت في حقبة تاريخية طويلة تصل الى ما قبل الاربعة الاف عام.
وتأكد للعلماء ايضا ان مرحلة الجفاف الحالية التي تعاني منها المنطقة لن تؤدي الى انخفاض منسوب هذا المياه الجوفية طالنا انها لا تتعرض للتبخر الا بكميات قليلة جدا.
وسوف توضع قريبا نتائج هذه البحوث تحت تصرف الدولة التي دلت البحوث وجود مياه في صحرائها، مثل مصر والسودان وتونس والجزائر والمغرب وموريتان والسنغال.
واضافة الى عملها قامت جامعة غوتنغين العلمي بتمويل من الجميعة الالمانية للتعاون التقني في الاعوام العشر الماضية باستثمار مبالغ كبيرة من اجل تزويد عدد من الدول النامية خاصة في المناطق المهددة بالجفاف في الساحل الافريقي والمغرب، عن طريق حفر ابار وبناء سدود عديدة صغيرة، بدلا من الكبيرة بعد ان اتضح عبر الخبرة التي جمعت بانها تؤدي وظيفة مهمة. اذ انها تروي مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية اذا ما اتبعت طرق عقلانية للري، كما وانها تقي سكان هذه المناطق من الجوع في فترة الجفاف لان المحاصيل تكون افضل.
واستندت المشاريع الالمانية الى دراسات مكثفة لمناطق تمتد بين اليمن وموريتانيا اكدت بانها معرضة اكثر من غيرها من المناطق للجفاف مستقبلا. وتعتمد المشاريع الالمانية هذه على مبدأ اقامة المشاريع لاستغلال المياه بشكل حكيم وحذر ودون الافراط بالمياه الجوفية في باطن الارض على عمق مئات الامتار.
التعليقات