رغم أن قارة افريقيا هي قارة مترامية الأطراف، تحتل مساحة كبيرة من الكرة الأرضية، وتتمتع بالعديد من المصادر المائية، والخامات الأرضية، فإن القارة لازالت بعيدة بشكل أو بآخر عن التطور التقني والحياة الحديثة، لهذا فهي تبدو سوقا مفتوحة لكل انواع الإبتكارات والتقنيات.


صلاح سليمان: أحد أكثر إحتياجات القارة الافريقية هوالطاقة، فبلدان القارة كلها تبدو متعطشة لها ولمصادرها بشكل كبير، لهذا تنظر البلدان الإفريقية الي كل ابتكارات شركات الطاقة المتجددة لاسيما المستخرجة من الشمس بعين الإعتبار،إذا تسني علي سبيل المثال للفرد السفر ليلا في الطائرة ماراً في اجواء القارة الافريقية، فإنه يلاحظ أن بؤر الظلام تعم مختلف البلدان الأفريقية، حتي أن المدن والعواصم تظهر فيها الإضاءة من الطائرة خافته وباهته، مما يعني ان بيوتا واحياء كاملة لم تدخلها الكهرباء بعد.

رواند هي إحدي الدول التي يمكن ان تكون مثالا علي حال دول القارة الإفريقة، لكن الأمور تتغير فيها الأن بعد أن دقت الشركات المصنعة للطاقة الشمسية ابوابها، الشركات الألمانية دخلت بقوة علي الساحة الرواندية، خاصة وان للشركات الألمانية مركز الصدارة في مجال انتاج الطاقة الشمسية، مستقبل باهر ينتظر رواندا بعد ابرامها عدد من العقود مع الشركات الالمانية في انتاج الطاقة الشمسية خاصة وأنها تتمتع بالشمس الساطعة فس سماءها علي الدوام.

تهتم ألمانيا من جهتها ايضا بتطوير مصادر الطاقة النظيفة في رواند، فالطاقة النظيفة سوف تعمل علي تقليص التلوث الناتج عن سوء استخدام وسائل الطاقة البدائية، مثل طهي النساء باستخدام الأخشاب أو بصفة عامة استخدام المخلفات والكثير من الأشياء التي تسبب تلوث كبير للبيئة من جراء استخدامها للحصول علي طاقة فقط . لم تراعي افريقيا من قبل الإهتمام بالطاقة النظيفة والمتجددة، بل كانت بلدان القارة عاملا أساسيا في إصابة مناخ الكرة الأرضية بالتلوث نتيجة الإفتقار الي مصادر الطاقة والإستخدام السئ لبدائل تلك الطاقة.

لأن رواند تعتمد علي استيراد الوقود الذي يكلفها الكثير من المال من ميزانية الدولة،فإن الطاقة المستخدمة لاتصل الي كل أرجاء البلاد، تقوم الشاحنات بنقل الوقود من الميناء الرئيسي الموجود علي المحيط الهادي الي ارجاء البلاد حيث يتم استخدام ذلك الوقود في تشغيل المولدات الكهربائية التي تعمل في المنازل والقطاع الحكومي في البلاد، أما القري والأحياء الفقيرة فهي لاتعرف الطريق الي الكهرباء حتى الأن وتشير إحصائيات منظمة الأمم المتحدة في قطاع التنمية الي أن كل عاشر منزل هو فقط المزود بالكهرباء.

من المعروف أن رواندا لاتمتلك أبار بترول ولاحتي مصادرلتوليد الطاقة غير مصادر المياه،لكن المصدر الوحيد الذي قد تعتمد عليه البلاد بشكل او أخر هو مخزون غاز الميثان الذي يكمن في الطبقات الأرضية اسفل بحيرة quot;كيفو quot;التي تقع بين مزارع البن علي التلال والجبال البركانية المسماةquot; فيرنوفاquot; الواقعة في شرق الكونغو يتسرب الغاز الي مياه السطح في البحيرة ويجعل مياه البحيرة تشبه المياه الغازية.

بدا توافد الشركات الألمانية بالفعل علي رواند خاصة بعد أن دخلت في نطاق مشروع ديزرتك مشروع القرن والذي يعتبر اكبر مشاريع انتاج الطاقة الشمسية في العالم، حيث سيغطي سواحل أفريقيا والصحراء العربية وسوف تستفيد منه كل الدول التي سيدخلها المشروع، وستكون بمثابة نقلة حضارية لها غير مسبوقة.