بسبب كارثة قطع الاشجار في غابات الامازون يحاول ناشطون من بلجيكا وألمانيا لاعادة استزاعها للحد من هجرة القاطنين فيها.


اعتدال سلامه من برلين: قطع الاشجار وتعرية الغابات في البرازيل امر يدعو الى القلق حسب قول اوتا لمبيرت الالمانية المشاركة في مشروع بلجيكي الماني رائد في الغابات الامازونية هناك، وتقول اذا ما تواصل العبث فان البرازيل تهددها كوارث انسانية كهجرة القاطنين في هذا المنطقة الى المدينة وحدوث مشاكل اجتماعية واقتصادية وبيئة غير عادية.

وتقوم عالمة الطبيعة مع اكثر من 500 متخصص مثلها من بلجيكا والمانيا بمساندة ما يسمى بالنادي البيئي الدولي للامازون، والذي بد منتصف التسعينات بتنفيذ مشروع رائد في ريو كاييم بالبرازيل، بهدف اعادة استرزاع هذه الغابة الامازونية معتمدا على برامج مزدوجة يساعد الاهالي ويتيح لهم ان يساعدوا انفسهم بانفسهم.

وكان اهالي المنطقة قد اضطروا الى ان يجتثوا من الغابات العذراء كل سنة ما بين 10 الى 20 هكتارا يضاف الى ذلك المساحة الواسعة التي كان تمتد اليها ايدي تجار الخشب بشكل غير قانوني. لكن وبعكس التجار فان قطع سكان المنطقة للاشجار كان من اجل زرع نبتة المنيهوت التي تحقق لهم دخلا متواضعا يمكنهم من العيش، فهي تنمو بعد اشهر قليلة من زراعتها ولا يحتاج الى مبيدات، ويعتبر من الاكلات الاساسية في بعض بلدان اميركا الجنوبية. لكن لو استمر الوضع على هذا الحال ثلاثين سنة اخرى لتمت ابادة هذه الغابة الاستوائية العذراء، الا ان النادى انشأ فيها محمية تبلغ مساحتها عشرة الاف هكتار.

ولم يكن من الممكن حث الناس على الانصراف عن اجتثاث الغابة الا بعد تقديم بديل عملي لهم. ولهذا فان برنامج اعادة استزراع الغابة الذي يقوم به النادي يتضمن قيام كل اسرة بزراعة 300 شجرة مناسبة من الاشجار المثمرة في مكان حقول المنيهوت، ويجري اعداد الغراس في مشاتل خاصة تشرف عليها الالمانية لمبيرت.

ومن اجل زيادة رغبة السكان في المشاركة واشعارهم بان حماية البيئة هي جزء من حماية مستقبلهم يتضمن البرنامج اشراكهم في جمع الثمار وبيعها عن طريق جميعات تعاونية في المدن القريبة منهم باسعار جيدة. وقد تم حتى الان زرع عدة الاف من الاشجار المثمرة بالتعاون مع المنظمة البرازيلية لحماية البيئة quot; ايكوتروبيكquot; وتولت تمويل المشروع في الدرجة الاولى جمعيات مسؤولة عن التشجير والغابات الاستوائية المطيرة. ويسعى النادي الان كما تقول الخبيرة الالمانية لمبيرت الى انشاء مدرسة متنقلة تزور التجمعات السكنية والقرى من اجل تنفيذ نفس الفكرة، وتريد نقل هذا البرنامج الى بعض الدول النامية في افريقيا والعالم العربي، لان قطع الاشجار هناك يتم من دون مراعاة الانسان ولا الطبيعية، حيث حولت مساحات كبيرة اما الى مباني شاهقة او مشاريع سياحية او اهملت الى ان اصبحت مكب نفايات يحمل الاوبئة للناس ويزيد من تلوث البيئة.