بات طائر الحُبار الثمين مهددا بالانقراض في الجزائر، بسبب حملات الصيد العشوائي الذي تطاله لا سيما في مواسم التكاثر، ويذهب فاعلون تحدثوا لـquot;إيلافquot; إلى حتمية تحجيم اصطياد الحبار حتى لا يُستنزف هذا النوع النادر، كما يقترحون اقتراح إنشاء مراكز لتربية وتكاثر الحُبار، على منوال تجربة جزائرية إماراتية حديثة.


كامل الشيرازي من الجزائر: تشير مراجع محلية إلى تواجد طائر الحُبار بعشر ولايات جزائرية جنوبية هي: الجلفة - البيّض ndash; النعامة - بشار - ورقلة ndash; المنيعة ndash; الوادي ndash; بسكرة ndash; تمنراست ndash; إليزي، ويشكّل الحبار وهو من النوع العربي النادر، متعة للناظرين ولا سيما عشاق الطيور، بيد أنّ كثيرين لا يأبهون بكون الحبار صار مصنّفا كثروة مهددة بشبح الانقراض في منطقة المغرب العربي بعدما اختفى بشكل كبير في المشرق.

ويعمد فريق من الصيادين إلى مطاردة هذه السلالة الثمينة بشكل عشوائي وحتى في مواسم التكاثر، وتدفع فوائد استهلاك لحم الحبار وكبده لعلاج علل مزمنة كالعجز الجنسي وفقر الدم والسرطانات بالصيادين إلى مطاردة الحبار في عموم البراري، رغم حظر القوانين الجزائرية لهذه الممارسة وردعها للمخالفين بعقوبات تتراوح بين التغريم المالي والسجن.

بهذا الشأن، يشير quot;عمار عون غمامquot; مسؤول الجمعية الجزائرية للبيئة وترقية المناطق الصحراوية إلى كون الحبار صار مستهدفا أكثر من أي وقت مضى، ويصف ما يتعرض له بـquot;الإبادةquot;، وهو ما يؤكده quot;فريد مامونquot; الناشط في تنظيم جمعوي، حيث يسجّل تقلصا ملحوظا لأعداد هذا الطائر الساحر في عديد الولايات السهبية وكذا في المناطق الجنوبية بسبب حملات الصيد التي تزايدت بشكل مكثف في الأحد عشر سنة الأخيرة.

ويستدل مامون بإيقاف الأمن لعشرات الأشخاص من مواطنيه وكذا صيادين من جنسيات أجنبية تورطوا في الصيد الغير مرخص للحبار، ما يفرض بحسب quot;شريف مناصرquot; تدخلا أكبر للسلطات وتعاملها بحزم مع ظاهرة تتنامى عاما بعد عام.

بدوره، يُلفت مناصر إلى أنّه بالرغم من التدابير والإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية على غرار محافظات الغابات التي تمنع بموجبها منعا باتا اصطياد الحبار وبعض الطيور الأخرى كطائر الحسون، خاصة في فترة التفريخ إلا أنّ عمليات الصيد لا تزال متواصلة.

وإذا كانت التجارة في هذا النوع من الطيور في تنام كبير، وتعد فرصة بنظر البعض لكسب المال ومصدر رزق للكثير من الشباب العاطل عن العمل فإنها في المقابل تشكل تعديا صارخا على البيئة يهدد حياة الحبار، على حد تعبير إدريس، سمير، بومدين وغيرهم من الغيورين الذين يطالبون بعدم صيد هذا الطائر خاصة وقت التفريخ والتعشيش ربيعا.
وعبّر عارفون بتربية الطيور، عن استيائهم للاصطياد العشوائي للحبار، مشيرين في ذات السياق إلى مائتي طائر يتم اصطيادها دوريا وهو ما يمثل خسارة كبيرة تؤدي إلى الانقراض لا محالة، ويدعو هؤلاء إلى تظافر الجهود للحفاظ وحماية هذا النوع من الطيور من خلال الامتناع عن اصطياده لمدة تصل الأربع سنوات بغرض ضمان عودته وتكاثره من جديد فضلا عن تأسيس جمعيات لحماية الطيور.

من جهته، يوضح quot;ربيع جرجارquot;:quot;نسعى إلى اشراك جميع الجمعيات والناشطين في مجال البيئة في رهان تأمين طائر الحبار وجعله في مأمن عن أي عبث، شأنه في ذلك سائر الكنوز الطبيعية والبيئية التي لا تقدر بثمن، إنّه حلم عشاق الطبيعة والجمالquot;.

ويقول جرجار إنّ جمعيته نظمت حملات للتوعية والتحسيس للحفاظ على هذا الطائر المتميز، وهو العمل الذي يجب أن ينخرط فيه الجميع لضمان حماية أفضل للطبيعة والحفاظ على التوازن البيئي، بجانب تعميق الإلمام بكل ما هو جديد في عالم تربية الطيور في ظلّ قلة الخبراء في هذا المجال.
وحول السبل الكفيلة بتأمين طائر الحبار، تقترح الباحثة quot;زبيدة تملاليquot; أن يتم إنشاء مراكز تكاثر للحبار في محميات طبيعية ورعوية على مستوى السهوب والصحاري والهضاب العليا.

وتثمّن تملالي المشروع الجزائري الإماراتي المشترك لبعث مركز لتربية وتكاثر بيض طائر الحبار بمنطقة البيض الجنوبية، إذ ستساهم هذه المنشأة في دفع البحث البيئي وتكوين وتأهيل المختصين، وتلعب دورا أيضا في ترقية وضع الحبار والدفع لاستحداث مراكز أخرى في باقي مناطق البلاد التي تمتلك مناخا مناسبا وشروط بيئية مثلى تضمن نجاح التجربة، علما أنّ للإماراتيين تجربة ناجحة في مجال تربية الحبار كللت برفع أعداد الحبار الآسيوي إلى المئات بعد أن كاد ينقرض في أواسط تسعينيات القرن الماضي.