الرطوبة وقلة الاشجار ووضع كوستاريكا الجغرافي شجعها لاقامة مشاريع بيئية مع ايطاليا، وثقت عبر توقيع اتفاقية بين البلدين تتضمن مشروع اعادة التشجير وانتاج الطاقة المتجددة

نهى أحمد من سان خوسيه: أظهرت دراسات لعدد من مؤسسات حماية البيئة والطبيعية ان كوستاريكا من بين البلاد الاكثر تأثراً بالجفاف الذي يجتاح منطقة اميريكا الوسطى وسوف يطول حسب توقعات علماء البيئة والفيضانات المدمرة بسبب التغييرات المناخية، وهذا ما حذر منه ايضا ال غور نائب الرئيس الاميريكي السابق وحامل جائزة نوبل للسلام.

ففي ختام مؤتمر رجال الاعمال الاميريكيين والكوستاريكيين الذي عقد في سان خوسيه الاسبوع الماضي حول الاليات الضرورية للحفاظ على البيئة عام 2011 قال غور ان الانبعثات الحرارية التي تتسبب في هذا التغييرات سوف تزيد من مشاكل كوستاريكا البيئية، وبالاخص لانها تقع عند نقطة التقاء بين المحيط الهادي والاطلسي وبحر الكاريبي، فهذا يحمل معه التحولات البيئية. يضاف الى ذلك الغازات المنبعثة من المصانع والمواصلات التي سوف تتسبب في تبخر اكثر لمياه المحيطين وتزيد من جفاف الارض.

وفي استعراض غور لخارطة الدول الاكثر تضررا من الانبعاثات الغازية وارتفاع حرارة الارض ظهرت كوستاريكا باللون البنفسجي، وهذا اللون يبرز الاماكن على الارض التي سوف تواجه موجة جفاف صعبة حتى نهاية هذا القرن. وحسب قوله ان الرطوبة الاتية من المحيطين ومن سطح الارض سوف يحملها الهواء معه وتتسبب بامطار وفيضانات اكثر قوة من الان، وما يزيد من صعوبة الوضع تفريغ مساحات كبيرة في الغابات من الاشجار في كوستاريكا، فهذه الاشجار تعمل على حماية البيئة وتثبيت التربة ومنع انجرافها.


وهذا الوضع دفع كوستاريكا لاقامة مشاريع تعاون كثيرة مع ايطاليا، وثقت عبر توقيع اتفاقية بين البلدين تتضمن مشروع اعادة التشجير وانتاج الطاقة المتجددة اضافة الى اجراء دراسات علمية على النباتات والحيوانات من اجل حمايتها، لانها احد اهم العوامل للحفاظ على البيئة. وهذه المشاريع هي جزء من مشروع تضامن ضخم بين كوستاريكا وايطاليا سوف يبدأ بتنفيذه مطلع الشهر المقبل، بعد ان خصص البلدان الميزانية اللازمة له وتصل الى عشرين مليون يورو. وتسمح الاتفاقية ايضا بالعمل في مشاريع بيئية وبحوث علمية مختلفة.

واعتبرت وزارة البيئة الكوستاريكية هذه الخطوة التاريخية بمثابة اتفاقية تكنولوجية من اجل التخفيف من تأثير التغييرات المناخية في البلدين، فايطاليا يمكنها ايضا ان تتعلم عبر المشاريع البيئية التي سوف تتعاون على تنفيذها في كوستاريكا كالتشجير مثلا، تتعلم نظاما جديدة يمكنها ان تتطبقه لديها، وكوستاريكا ستستفيد منه على المدى البعيد بخفض نسبة غاز ثاني اكسيد الكربون.