أزمة الكهرباء في لبنان لن تحل من دون قرارات سياسية ومالية وإدارية أساسية وسريعة، والشفافية اولاً واخيرًا بعيدًا عن التسييس، وبعيدًا عن السمسرات وحصرية المرجعيات، لأن قطاع الكهرباء في لبنان يعاني منذ اكثر من عقدين التقصير والاهمال والفساد.


بيروت: يعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لإيلاف ان أسباب أزمة الكهرباء في لبنان مزمنة، وهي تدخل ضمن إطار الانتاج والنقل والتمويل، ففي الانتاج لبنان ينتج قسمًا قليلاً من حاجياته، وكنا في فترات سابقة نستورد من مصر وسوريا وبسبب الاحداث توقف الامر، ولدينا مشكلة اساسية، ومهما فعلنا لن نستطيع تأمين الكهرباء لمدة 24 ساعة متواصلة، يجب زيادة القدرات الانتاجية، مع معامل على الغاز لانها ارخص، ويجب الاستفادة من الطاقات البديلة كالشمس وغيرها، ولدينا مشكلة في لبنان في إيصال الكهرباء، لان ادوات النقل في لبنان مهترئة، وهناك دراسات تظهر ان نصف الطاقة تذهب هدرًا في النقل، وهناك مشكلة في اننا كمستهلكين في لبنان هناك قسم كبير لا يدفع فاتورة الكهرباء، من خلال التعليق على الخطوط العامة، ومجانًا، وهناك قسم لا يدفعون الفاتورة والدولة لا تحصِّل الاموال كما يجب.

وهناك سبب اضافي ويتمثل باصحاب الموَّلدات الكهربائية الخاصة في لبنان، واليوم فاتورة الكهرباء على صعيد البلد، ثلثها للدولة والثلثين لأصحاب المولدات.

من هنا اصحاب هذه المولدات ليست من مصلحتهم ان تتأمن الكهرباء من قبل الدولة، لانهم استثمروا بعشرات الملايين لمولداتهم ويساهمون في quot;خربطةquot; امور المواطنين ويستطيعون ذلك من خلال نفوذهم.

اما كيف تحل ازمة الكهرباء في لبنان؟ فيقول حبيقة:quot; اذا اردنا حلها يجب العودة الى خطة العام الماضي التي توافق عليها الجميع، ويجب تنفيذها، رغم انها غير مثالية لكن من الافضل تطبيقها بدل الاتيان بخطة جديدة قد تحتاج الى سنتين اضافيتين لوضعها، وما تم تباحثه بالامس في المجلس النيابي كان موضوع التمويل وكان السؤال هل يكون ضمن استدانة جديدة ام يجب استعمال الاموال من مؤتمرات باريس 2 او باريس 1، وبرأيي، يضيف حبيقة، يجب استعمال هذه الاموال لانها موجودة ولا يجب الاستدانة من جديد، لست اكيدًا، يتابع، بان هناك اموالاً كافية للخطة، لكن يمكن استعمال الموجود منها، وما يضاف يمكن استدانته، لانها الطريقة الوحيدة والاسرع للبدء بحل مشاكل الكهرباء في لبنان.

ولدى سؤاله بان التمويل بحسب وزير الطاقة جبران باسيل يحتاج الى اكثر من مليار دولار كمرحلة اولى، كيف للبنان ان يأتي بهذه الاموال وهل هذا المبلغ من الممكن ان يحل مشكلة الكهرباء في لبنان؟ يجيب:quot; لن تحل القضية برمتها، انها مرحلة اولى من الحل، كما قلت يمكن الاتيان بالاموال من مؤتمرات باريس السابقة، والوزير يقول يجب الاستدانة من السوق بنسبة 8%، وانا اغالطه، يجب الاتيان باموال مؤتمرات باريس وما تبقى منها يجب استدانتها من السوق، واتصور ان مصرف لبنان يستطيع ان يعلن كم يملك من حسابات ويمكن استعمالها، ولا يجب ان يعرقل الامر امور الكهرباء، انما السياسة اليوم تتدخل وأصحاب النفوذ والمصالح.

ولدى سؤاله هل يتحمل المواطن اليوم وتيرة ارتفاع التقنين في المناطق؟ يجيب:quot; اليوم مشكلة الكهرباء في لبنان تشكل كارثة، ولا احد يتحمل التقنين خصوصًا في ظروف الحرارة المرتفعة، واللبناني منزعج جدًا، وتم التوافق العام الماضي في حكومة الرئيس الاسبق سعد الحريري على الخطة.

هل الوزراء المتعاقبون على وزارة الطاقة استفادوا من العجز بالكهرباء لحسابهم؟ يجيب حبيقة:quot; هناك تقصير واهمال وفساد، ومنذ عشرين عاما حتى اليوم لم نستطع ان نوجد كهرباء جيدة في لبنان، ومشاكل الكهرباء هي ذاتها منذ العام 1990، مشاكل انتاج ونقل وتوزيع وتحصيل، رغم ان الاستفادة المالية تربح اكثر عند تحقيق كهرباء جيدة في لبنان.

عن دور الشفافية في الحد من ازمة الكهرباء في لبنان، يقول حبيقة يجب ان نعرف لماذا منذ عشرين عامًا حتى الآن الامور تتراجع، ولماذا مؤسسة كهرباء لبنان لا تغير مجلس ادارتها، ليس لانه غير جيد، بل لانه لم يستطع ان يعطي نتائج.

ماذا عن خط كهرباء المنصورية الدولي هل يمكن ان يحل ازمة الكهرباء علمًا ان الاهالي يرفضون وضعه بسبب السلامة العامة؟ يجيب:quot; خط المنصورية يمكن القول انه سُيِّس بامتياز، اذا هناك ضرر يجب ان يهتم به الجميع، والامر دخل ضمن الكباش السياسي.