من المتوقع أن يشهد لبنان في الأيام المقبلة حركة دبلوماسية في اتجاه الخارج بغية تثبيت حدوده البحرية بما يحفظ حقه في ثروته النفطية، والحؤول دون إقدام إسرائيل على سرقة هذه الثروة، واذا لم تنفع الدبلوماسية مع اسرائيل فكل الاحتمالات واردة بما فيها الحرب على حد قول النائب قاسم هاشم.


بيروت: يقول عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم لإيلاف انه من الطبيعي ان يثبت لبنان حقه في النفط لانه يستند الى القانون الدولي وقانون البحار، ولبنان جزء منه، وامام قوة القانون الدولي لا بد ان يقرّ المجتمع الدولي والجهات الدولية المعنية بحق لبنان بامتلاكه كل الأدلة والوثائق، ويقوم بكل الخطوات القانونية على المستوى الوطني والالتزام بالقانون الدولي ليؤكد حقه، لهذا يملك لبنان عناصر القوة القانونية التي تتيح له ان يبادر إلى طلب اعتراف وإقرار المجتمع الدولي بهذا الحق، والمهم ان لبنان مقتنع بحقه، ولا يعتدي على أحد وهو قوي لناحية قناعاته، لانه لن يتخلى عن هذا الحق لان القوانين والاعراف تثبته، وكل المؤسسات التي أقرّت منذ البداية بقانون البحار وكيفية تثبيت الحدود البحرية والمائية، ولهذا لبنان قام بما يتوجب عليه في هذا المضمار، وهو يملك القوة التي تتيح له بان يجاهر بحقه وبانه لن يتخلى عن هذا الحق مهما كان.

عن المراسيم القانونية التي هي في مجلس الوزراء ويجب بتها خلال أسبوعين يقول هاشم:quot; المراسيم التطبيقية من صلاحيات مجلس الوزراء، وعلى الوزارة المختصة إصدار هذه المراسيم بأسرع وقت ممكن، وعلى الحكومة الاسراع بانجاز المراسيم التطبيقية، وهذه مصلحة وطنية، ولا يجوز التأخير او المماطلة، لاي ذريعة في انجاز المراسيم التطبيقية، لاننا نسابق الوقت، ويجب استثمار اي لحظة للوصول الى هذه الثروة لانها الامل الوحيد للبنان واللبنانيين بالخروج من الازمة الاقتصادية المالية الخانقة.

ولدى سؤاله اذا لم تنفع الدبلوماسية في هذا الموضوع هل نحن امام حرب محتملة مع اسرائيل؟ يجيب هاشم :quot;كما اعتدنا فنحن سنلجأ الى المجتمع الدولي لإقناع إسرائيل بضرورة إقراره والاعتراف والانصياع، ولكن المؤسف اعتدنا في المنطقة العربية بأننا امام دولة طامعة هي اسرائيل وبطبيعتها عدوانية، لا تقر بالقرارات الدولية ولا تنصاع لها وذلك منذ 6 عقود حتى اليوم، وامام هذه الواقعة واذا ما استمرت اسرائيل على هذا النحو، فللبنان الحق باستعمال كل الاساليب والوسائل المتاحة للمحافظة على حقه، وهو يملك من عناصر القوى انطلاقًا من حقه في قوة القانون الدولي وقانون البحار، بأن يدافع عن هذا الحق بكل ما يملك من قوة، ويملك عناصر القوة الاساسية التي أقرتها الحكومة اللبنانية وتعمل على تثبيتها في استراتيجية دفاعية، وللدفاع عن حقه، من خلال معادلة الشعب والجيش والمقاومة، ولهذا لبنان مطمئن إلى هذه الناحية.

وردًا على سؤال بان نتنياهو قد يهرب من ضغط الداخل الى اتون الخارج، هل حزب الله اليوم مستعد لرد اي عدوان محتمل على لبنان؟
يجيب هاشم:quot; لا شك عندما نكون امام مشهد كهذا، وعندما يُعتدى على لبنان، فلا بد لهذا الاخير ان يدافع عن نفسه ويصدّ العدوان بكل ما يملك من وسائل، والمقاومة هي العنصر الاساس الذي يستند اليه لبنان، ولا بد بعدئذ ان تكون المقاومة جاهزة، للدفاع عن حقنا وسيادتنا وقراراتنا الوطنية.

وردًا على سؤال بان المعركة مع اسرائيل لن تكون سهلة والمطلوب تحصين الداخل، هل لبنان مؤهل لذلك اليوم؟ يقول هاشم:quot; المطلوب امام الازمات والتحديات والتطورات المحيطة خاصة ازاء اسرائيل المعروفة بعدوانيتها وأطماعها التاريخية، لا بد من ان نترك كل خلافاتنا واختلافاتنا وكل خطاباتنا جانبًا، لنوحد الجهد من اجل مواجهة الخطر الحقيقي، الذي يطال الجميع ولا يقف عند فريق او جهة او تيار او حزب، انما يستهدف لبنان، كل لبنان، بكل مقوماته وعناصره، وهذا مطلوب من الجميع اي توسيع قاعدة التفاهم اذا ما وصلنا الى هذه اللحظة المصيرية التي تعني لبنان، كله، ولا تعني فئة دون اخرى.

ما هو دور الامم المتحدة في هذا الخصوص؟ يقول هاشم:quot; نأمل ان يكون دورها فاعلا، لكن للاسف حتى اليوم دورها لم يكن بما هو مطلوب ازاء اسرائيل، وكان دورًا يتعاطى بسياسة المعايير المزدوجة، لان المجتمع الدولي وهذه المنظمة عوّدانا بانهما لا يريان الا بالمنظور الاسرائيلي وهذا مؤسف وأساء الى الاسس التي قامت عليها منظمة الامم المتحدة، فلا نعلم اذا ما كان هناك قرار جاد في وضع الامور في نصابها، وعودة هذه المنظمة الى أخذ دورها الطبيعي المطلوب بمساندة الدول التي يتهدد سلمها الاهلي نتيجة العدوان عليها، وهذا ما حصل مع لبنان والعرب منذ ستة عقود ولكن هذه المنظمة الدولية كانت مجرد صامت اكبر ومجرد مراقب، والسؤال اليوم:quot; الى متى هذا الصمت وهذا الدور المتراخي والمتراجع وغير الفاعل.quot;