في تحدٍّ حكومي، رأى الجنرال اللبناني ميشال عون أنه صاحب مشروع، أي مشروع الكهرباء، ولن يبقى في الحكومة إذا مُنع من تحقيقه، ويمكنهم أن يستغنوا عنّا كما يقول، فهناك قضايا نلتزمها مثل المقاومة، لكن لن نقبل أن نحترق بزيت محروق، فهل تهديد عون بالاستقالة من الحكومة جدي؟.
بيروت: يقول النائب اللبنانينبيل نقولا (تكتل التغيير والاصلاح التابع للجنرال ميشال عون) لـquot;إيلافquot; ان التيار الوطني الحر، وخصوصًا العماد عون، لم نهدد بالخروج من الحكومة، بل خيارنا عندما قبلنا الدخول الى الحكومة كان التغيير والإصلاح داخل الإدارة، وإذا كنا نريد أن نكون من ضمن النظام الذي كان سائدًا من فساد وهدر، من دون الاهتمام بشؤون المواطن الحياتية وإلانمائية، فنحن نعتبر حينها أن مكاننا ليس داخل الحكومة، والقصة ليست تهديدًا، بل خيار، بحسب ايماننا وعقيدتنا، واذا كان هناك اشخاص يطلقون كلمات ويغشّون الشعب اللبناني، فنحن لسنا من هذه الطينة، واذا لم نستطع تحقيق المشاريع الإنمائية التينحن وعدنا الناس بها، فمن الافضل ان نعود الى منازلنا كي نكون صادقين مع أنفسنا والاشخاص الذين وعدناهم.
ولدى سؤاله ما مصير الحكومة في حال انسحب وزراء عون منها؟ يجيب: quot;على كل شخص ان يتخذ الموقف الذي يناسبه، لأن هذا قرارنا وخيارنا، فنحن إما أن تحصل عملية الاصلاح والتغيير في البلد، واما فلنعد الى مواقعنا، لان الكراسي لا تستهوينا، بل يهمنا ان يكون للمواطن حياة كريمة، ويحصل على جزء من حقوقه التي وعدناه بها.
هذه الحياة الكريمة التي تتحدثون عنها هل تؤمّن في حال انسحب وزراء عون من الحكومة واصبح مصير البلد في المجهول؟ يجيب نقولا: quot;واذا كنا داخل الحكومة، ولم نحقق اي شيء، ماذا نكون قد اعطينا للمواطن... نكون فقط نغشه ونضحك عليه، وعلى المواطن ان يأخذ الامر بجدية أكثر، ويطالب بحقوقه، فلا يجوز ان نطالب بحقوق المواطن وهو يدافع عن بعض الاشخاص الذين اكلوا حقوقه منذ عشرين عامًا.
ويضيف: quot;حقوق المواطن ليست سياسية او فئوية، بل اساسية وبديهية، ويجب على كل مواطن ان يحصل عليها، واذا المواطن لا يريد ان يتحرك ويأخذ قراره بنفسه، فاعتقد اننا وحدنا لا نستطيع ان نعمل شيئًا له.
وردًا على سؤال كيف يمكن اليوم ان تحلّ قضية مشروع قانون الكهرباء؟ يجيب: quot;لو كان الانتقاد على الخطة كنا نقول لنبحث عن خطة بديلة، ولكن الانتقاد بعدم الشفافية، هذا كلام لا يوجه الينا، لان تاريخنا يثبت عكس ذلك، فلا يتهمنا احد بعدم الشفافية، خصوصًا عندما نعلم ان الكهرباء سوف تخضع للرقابة المسبقة ولمراحل عدة، وكلها لا يمكن ان يكون فيها شفافية، هؤلاء الاشخاص اليوم الذين يتهموننا بعدم الشفافية، وبعض الناس يدعمونهم لعدم الوصول الى حقوق الناس، فنحن لسنا من هواة الكراسي، وما نفعله في المستقبل يبقى ضمن خططنا.
ويتابع: quot;ان تتم عرقلة خطة الكهرباء من دون ان يكون هناك مقابل لها تتم ضمن الكيدية السياسية التي يجري الحديث عنهاquot;.
للجنرال عون مآخذ أخرى منها النسبية ووضع السجون في لبنان، وقد دافع الجنرال عن النسبية في الانتخابات النيابية، متسائلاً كيف يطالب النائب وليد جنبلاط بإلغاء الطائفية السياسية ويرفض النسبية، داعيًا إلى التمييز بين الخطاب وصدقيته.
وسأل عون كيف تحصل 6 عمليات هروب من سجن رومية منذ 13 آب 2009، خمس منها ترتبط بفتح الاسلام، مشيرًا إلى وجود فلتان في قوى الأمن لا يمكن للأشخاص الموجودين حاليًا أن يصححوه لأن التورط أصبح كبيرًا، كما الترهل في القيادات.
حول هذا الموضوع يقول نقولا: quot;عندما نتكلم عن السجون، وان هناك مشروعًا بتخفيض السنة السجنية الى 9 اشهر، ماذا نكون قد غيرنا في الموضوع، وهناك 3 آلاف شخص غير محكومين، والسجون في لبنان في غالبيتها قد ورثناها من ايام الفرنسيين، ولم تحصل اي عملية تحديث لها، كيف من الممكن ان يعيش السجين اليوم كما كان الامر منذ سبعين عامًا، من المفروض ان تعود الحالة الانسانية الى السجون، الجميع يخطئ، ويجب ان يعامل السجينبإنسانية، وأن يحيا فيمكان يليق بحقوقه كانسان.
ما يتكلم به العماد عون هو حقوق المواطن، وبالنسبة إلى اللنسبية، يضيف، اتهمنا في المرة السابقة عندما طالبنا بقانون انتخابي يعود الى العام 1960، اتهمنا بأننا نعيد البلد 50 عامًا الى الوراء، وعندما نتحدث اليوم عن النسبية فهي تشجّع على نشوء الاحزاب التي تجعل الانصهار اللبناني اللبناني قائمًا وبشكل افضل، اذ لا ينتخب حينها المسيحي من المسيحيين والمسلم من المسلمين، وينشأحينئذ نوع من احزاب لا طائفية، وعلى اساسها نبدأ بالكلام عن بناء الدولة، ومن كانوا يتهموننا بالسابق اننا نرجع البلد الى الوراء، نرى انهم اليوم يرفضون النسبية، وكل ما نطرحه اليوم هناك عملية رفض له من دون مناقشة الموضوع.
لدى سؤاله بأن عون لم يكون راضيًا عن حكومة الرئيس السابق سعد الحريري، وهو اليوم يبدو غير راض عن حكومة نجيب ميقاتي، ما الذي يريده عون بالتحديد اليوم؟، يجيب: quot;اولاً العماد عون غير راض عن الحكومة ليس بسبب المزاجية، لان عون دخل هذه الحكومة من اجل التغيير والاصلاح، واذا هذه الحكومة لا تريد القيام بذلك، نكون نضيع فرصة على اللبنانيين، لان المراوحة هي الظاهرة اليوم في الحكومة، ولسنا من هواة الكراسي، واي فريق في لبنان، اذا كان يغير الذهنية السائدة منذ عشرين عامًا، فنحن معه، حتى لو لم نكن داخل الحكومة.
اما ما هي المآخذ التي يراها عون في حكومة نجيب ميقاتي؟ فيقول نقولا: quot;القصة ليست شخصية، فهناك نهج ليس مسؤولاً عنه فقط الرئيس نجيب ميقاتي، فهذا الاخير عملي، ويتمتع بكل الاهلية، ولكن المشكلة في الذهنية، هناك ذهنية المراوحة والتأجيل، التي لم تعد تحتمل في بلد اصبح اكثر من 60% من شبابه خارج لبنان، كل الحرفيين والمهنيين واصحاب المهن اصبحوا خارجه، ولا يجوز ان يصبح لبنان دولة مسنّة، وهذا ما نرفضه، واذا لم تتغير هذه الذهنية مع ميقاتي او غيره فلن نستطيع القيام بأي شيء.
التعليقات