في خضم ما يجري من انتفاضات في البلدان العربية، يبقى لبنان رهن تشكيل الحكومة التي لم تبصر النور حتى الآن بسبب عقد كثيرة برزت امام الرئيس المكلف بتشكيلها نجيب ميقاتي، فهل لما يجري في البلدان العربية اثر في هذا التأخير، وماذا عن دور القرار الاتهامي المنتظر؟

بيروت:
يصرُّ الوزير والنائب السابق بشارة مرهج في حديثه لإيلاف على أن تأخير تشكيل الحكومة يعود الى رغبة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بتأليف حكومة وطنية، تعبِّر عن توجهات مختلف اللبنانيين، ولكن يبدو ان حكومة الوحدة الوطنية تكاد تصبح متعذرة بسبب عدم رغبة فريق 14 آذار/مارس بالمشاركة، وهذا هو موقفها بالعمق عندما اختارت المعارضة.

ماذا عن مطالب الجنرال ميشال عون بالحقائب السيادية؟ يقول مرهج :quot; مطالب عون لا شك انها جدية وواقعية لكنها لم تتجاوز الحدود المنطقية والمتعارف عليها، لأنّه من حقه ككتلة كبيرة التي تضم أكثر من تيار، اي التيار الوطني الحر وتيار المردة ونواب الأرمن، من حقه ان تكون له مقاعد وزارية تتناسب مع حجم الكتلة النيابي والشعبي.

عن إصرار عون على وزارة الداخلية يعتبر مرهج انه من حق اي طرف سياسي ان يطالب بأي حقيبة وزارية، ولكن يبقى القرار النهائي لرئيسي الحكومة والجمهورية لتشكيل الحكومة وتقديمها إلى البرلمان اللبناني بحسب الطائف والاصول الدستورية.

حول ربط بعضهم تأخر تشكيل الحكومة بما يجري في البلدان العربية من حركات شبابية وانتفاضات، يقول مرهج:quot; لا شك ان تطورات الاوضاع العربية هي ايجابية وترفع عن كاهل لبنان الكثير من الاعباء التي يتحملها في الوقت الراهن، وهو أمر يجب ان يساعد في الإسراع في تشكيل الحكومة لا العكس.

ويشرح مرهج كيفية مساهمة ما يجري في البلدان العربية على ابراز الايجابية في تشكيل الحكومة فيقول:quot; اولاً إذا اخذنا ما جرى في مصر في الدرجة الأولى، نحن نرى حجم الإرتباك الإسرائيلي إزاء ثورة مصر، وهذا الارتباك هو امر واقعي، لان اسرائيل يجب ان تعيد حساباتها، على مختلف الاصعدة، على المستوى الاقتصادي والامني والعسكري، وستنشغل اسرائيل كثيرًا في هذه المجالات، لأن الأوضاع ما قبل ثورة مصر ليست كما بعدها، وهذا سيعيد تشكيل توازنات كثيرة في المنطقة، ومنها التوازن الاستراتيجي لصالح العرب ولصالح الذين كانوا يتحملون عبء الصراع الإسرائيلي العربي وحدهم، وهذا بحد ذاته سينعكس ايجابيًا على لبنان.

وينفي مرهج ربط تشكيل الحكومة بالقرار الظني المرتقب ويشير الى ان القرار الاتهامي والمحكمة الدولية تم التفاهم عليهما من قبل، وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري مستعدًا وكل شيء تم ترتيبه في السابق، لكن الخلاف حصل بسبب تدخل جهات دولية، ضغطت في اللحظة الاخيرة، على قيادات في قوى 14 آذار/مارس، لإبقاء الصراع مفتوحًا في لبنان، ليس لمصلحة لبنانية أو عربية، انما لمصلحة تتخطى حدودنا.

ويستبعد مرهج استقالة ميقاتي في حال لم يتوفق في تشكيل الحكومة ويقول:quot; لا اعتقد ان الرئيس ميقاتي عندما قبل بتأليف الحكومة سيلجأ إلى الاستقالة، فهذا قرار حاسم واساسي في مسيرته السياسية، وقد قبل لأن البلاد بحاجة إلى هذا التكليف ومن هنا قد يرتبط موقفه الآن بالوضع السياسي في البلاد، لذلك أعتقد ان ميقاتي سيمضي في الطريق الصعب حتى يتوصل الى حل مقبول لدى الاكثرية الساحقة من اللبنانيين.

ويرى مرهج ان مجرد طرح اسم بديل لميقاتي في حال اعتذر هو اكثر من افتراضي.

عن دور سوريا في عدم التدخل في تشكيل الحكومة في لبنان يقول ميقاتي:quot; اذا تدخلت سوريا يرفضون واذا لم تتدخل يرفضون ايضًا، في كلتا الحالتين هناك موقف سلبي تجاه بعضهم من سوريا، اذا تدخلت ام لا، لكن سوريا بذلت جهودًا كبيرة مع السعودية، من اجل تسهيل الاوضاع وامور اللبنانيين، وفتح الطريق امامهم لتأمين الاستقرار واحياء المؤسسات، ومنها مؤسسة الحكومة التي هي تشكل السلطة السياسية العليا في البلاد، ويضيف: quot;اعتقد ان دور سوريا ايجابي في لبنان، وكذلك السعودية لها دور جيد، وليس من طرف عربي مخلص الا ويريد للبنان ان يخرج من هذه الازمة السياسية التي يعيشها اليوم.