يخاف فريق من اللبنانيين من عودة ما يسمى بالوصاية السورية على لبنان، ويخشون من عودة حقبة ما قبل العام 2005، فهل خشيتهم في مكانها، وهل يمكن القول اليوم إن الوصاية السورية على لبنان عادت بشكل غير مباشر؟
بيروت: يتحدث النائب مصطفى هاشم ( كتلة المستقبل) لإيلاف ويعتبر ألا وصاية بمعناها الحقيقي، وعندما تكون جماعة 8 آذار/مارس على تواصل دائم مع سوريا فهذا لا يعني ان الوصاية ستعود بشكل فعلي كما كانت قبل العام 2005.
ويضيف:quot; يجب انتظار تشكيل حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لمعرفة ان كانت ستكرس الوصاية السورية، وإذا كانت حكومة من لون واحد ستكون الى حد كبير تحت الاشراف السوري، لكنها اذا كانت حكومة وحدة وطنية فإنها لن تكرس ذلك.
ويتابع:quot; زيارة ميقاتي لسوريا قبل ايام من تكليفه لا تعني بصورة مباشرة عودة الوصاية السورية الى لبنان، ومما لا شك فيه ان العلاقة يجب ان تكون جيدة مع سورية والزيارة لا تعني عودة الوصاية بل ربما للتشاور وكلنا نعرف ان سوريا لها تأثير على حلفائها في لبنان اي جماعة 8 آذار/مارس.
عن دور سوريا اليوم في لبنان يقول إن لبنان ليس جزيرة معزولة عن سوريا وبالتالي حدودنا مع سوريا يجب ان يكون هناك تواصل وتأثير سوري على لبنان، لأننا الدولة الوحيدة المجاورة لسوريا.
مرهج
بدوره تحدث الوزير السابق بشارة مرهج (8 آذار/مارس) لإيلاف ونفى عودة ما يسمى بالوصاية السورية في لبنان مؤكدًا ان موقف قوى 14 آذار من سوريا هو سياسي ولم يتغير، سوريا لها حضور في لبنان وهو قد ينحسر في بعض المراحل، ولكنه يبقى موجودًا، والميثاق الوطني اللبناني يعطي العلاقة مع سوريا بعدًا سياسيًا استراتيجيًا، والطائف استند الى جوهر الميثاق الوطني في البنود السياسية التي اعتمدها، والميثاق الوطني يقول في العمق ان لبنان لن يكون ممرًا للاعتداء على البلدان العربية، والمقصود هنا سوريا وهي في قلب الميثاق الوطني اللبناني، ولها حصة فيه، والكلام عن الدور السوري وكأنه دور اجنبي هو موقف اشخاص لا يفقهون تاريخ لبنان ولا يدركون المواثيق الداخلية والخارجية التي اعتمدها لبنان في تأسيسه ووجوده، لذلك فإن هذا الموضوع يتم التطرق إليه في بعض الاحيان من اجل إثارة العصبيات، واعتقد ألا مصلحة لنا في ذلك، فمصلحتنا ان تكون العلاقات مع سوريا هادئة واخوية ومبنية على الاحترام المتبادل، وهذا يتطلب منا ان نفهم بالعمق هذه العلاقة، وتتم إزالة كل العوائق والعقد وحتى عقدة النقص التي لا يزال بعضهم يعيشها في زمن التكتلات الكبرى والتفاهمات الإقليمية.
وردًّا على سؤال ماذا يعني ان يزور الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي سورية قبل ايام من تكليفه هل يعني ان الوصاية السورية عادت مجددًا؟ يجيب:quot; كلا، لا يعني ذلك لأن التشاور مع سوريا أمر في غاية الاهمية، خصوصًا في هذه الظروف التي تستعد فيها اسرائيل لعمل ما ضد المنطقة بأسرها، فعدم التنسيق مع سوريا يؤدي الى فتح ثغرات منها عدم الاستقرار، واذا كنّا نريد الاستقرار لبلدنا والاستقلال فيجب ان نكون على علاقة طيبة مع سوريا ومع انفسنا في الداخل. الوحدة الداخلية والتفاهم مع سوريا هما الشرطان الاساسيان لأي استقرار ولوجود اي حكومة تستطيع ان تعمل وتساهم في حل المشاكل الكبرى التي يعيشها لبنان، على الصعيد الاقتصادي والمالي والاجتماعي والسياسي والامني.
وردًا على سؤال ما هو دور سوريا في لبنان مع انفراط عقد السين ndash; سين؟ يجيب مرهج:quot; دور سوريا اليوم ايجابي لان من مصلحتها ان يستقر الوضع في لبنان وان تكون معه على صداقة وود حتى يتمكنا من التكيّف مع التطورات السياسية في المنطقة والعالم، وكي يتمكنا من التعامل مع التغيرات الإقليمية، لأن موقف اسرائيل من رفض المفاوضات مع الفلسطينيين، هلع اسرائيل من سقوط كامب دايفيد اليوم، صمود المقاومة في غزة وفي لبنان، كل ذلك يجعل اسرائيل في حالة غليان، فلا هي تريد السلام ولا هي مهيئة تمامًا للحرب، لذلك فإن اسرائيل من مصلحتها إشاعة اوضاع غير مستقرة في المنطقة ومن هنا التنسيق بيننا وبين سوريا مسألة جوهرية بالنسبة إلينا وإلى سوريا.
التعليقات