ليبيون يحتفلون بسقوط طرابلس في يد الثوار

كيف يؤثر سقوط ليبيا بيد الثوار على المنطقة ككل ولبنان تحديدًا؟ الخبير في القانون الدولي الدكتور شبلي ملاط يجيب على تساؤلات ايلاف مشددًا على غبطة فريق من اللبنانيين بامكانية معرفة مصير الامام موسى الصدر رغم تخوف الفريق ذاته من ان تلقى سوريا مصير ليبيا.


بيروت: يقول الخبير في القانون الدولي الدكتور شبلي ملاط لإيلاف ان ما جرى في ليبيا هو جزء من الثورة في الشرق الاوسط، وهو الثالث او الرابع بحسب ما يمكن تقييمه في اليمن، اذًا هذا المد الثوري مستمر، والفرق في ليبيا ان الثورة كانت عرفية، انما النتيجة هي ان هناك نظامًا جديدًا في المنطقة وسوف نرى الامور لناحية الجامعة العربية لم تعد كما كانت في السابق ويمكن رؤيتها من خلال نكتة تم التداول بها بعد الثورة المصرية ومفادها ان الاجتماع المقبل للجامعة العربية هو اجتماع تعارف بين الرؤساء، طبعًا، يضيف سوريا اليوم هي الدولة الاكثر تأثيرًا لللتغيير في المنطقة، اما سقوط ليبيا بيد الثوار وتأثيره على المنطقة:

فاليوم، يجيب ملاط، لا يجب ان نتصور ان هذه الثورة التي بدأت ستنتهي بشكل سريع، انها مرحلة جديدة بتاريخ المنطقة، وكي تتبلور بشكل واضح لن يتم ذلك قبل سنوات عدة، كي تستقر الحكومات الجديدة، وكي نرى الوعد الديمقراطي فيها تثبت، سوف نرى ترديات بالنسبة لحقوق الانسان، وهو الموضوع الاساسي، وذلك على مستويات مختلفة، من هنا سلمية الثورة مهم، لان لديها حظوظ اكبر لاستقرار نظام ديموقراطي، وهي جزء من الثورة الكبرى التي نعيشها، والتي في بعض البلدان لم تتطور بشكل كاف، كما في البحرين مثلاً، انما التغيير في ليبيا سيكون له الآثار المهمة جدًا لتشجيع التحركات ضد الاشخاص الذين يجلسون على السلطة بلا شرعية شعبية منذ عشرات السنين، اما بالنسبة للبنان بشكل خاص، يتابع ملاط، ليبيا مهمة من ناحيتين من جهة سوريا لان اهم بلد بالنسبة للتغيير في لبنان هو في سوريا، ومستقبل البلد مرتبط مباشرة بالتغيير او عدمه في سوريا، وهذا الاثر المباشر، ولكن هناك نوع من التناقض في الموضوع اللبناني، بسبب حالة خاصة هي غياب الامام موسى الصدر، هناك فرح كبير طبعًا بالنسبة للاوساط المقربة من الامام الصدر، لانه انشاءالله هذه اول مناسبة لتنجلي فيها الحقيقة، بالنسبة لمصيره ولكن الاوساط ذاتها كحزب الله التي هي مسرورة لانهيار النظام الليبي لديها هم اليوم من انهيار مماثل للنظام السوري، هناك نوع من التضاد بلبنان بالنسبة لهذا الموضوع، سببه هذا التآلف بين النظام السوري والليبي على فترة طويلة، رغم تغييب الامام الصدر من قبل معمر القذافي.

ويرى ملاط ان سقوط ليبيا بيد الثوار درس لسائر الانظمة العربية التي تواجه ثورات ايضًا، واليوم كل الانظمة ترى انه عندما الشعب يصمم على التغيير فلا درجة من العنف تستطيع ان تقنعه، ومن الافضل على القادة المبادرة باصلاحات حقيقية، من ان يواجهوا مصير القذافي.

ويضيف انشاء الله بعد ما جرى في ليبيا يمكن كشف ما جرى للامام موسى الصدر وهذه سوف تكون اولوية للبحث بالنسبة للبنان ولآل الصدر.

ولدى سؤاله هل سقوط ليبيا بيد الثوار بمؤازرة الناتو سيشجع على التدخل الاجنبي في الدول الاخرى التي تشهد ثورات؟ يجيب ملاط:quot; نأمل بعدم التدخل لان سببه كان مفاجئًا بالنسبة لليبيا لان الثورة تقدمت بشكل سريع وتردت بسرعة ايضًا، والثوار عندها حملوا السلاح، وكان الامر خاطئًا برأيي، صحيح قاموا بتضحيات كبيرة من خلال اعداد القتلى الهائلة، حتى الامر كذلك بثورات تونس ومصر واليوم في سوريا، العدد عندما تكون الثورة لا عنفية، هناك منطق مختلف مع وجود جبهات، ومن المؤسف ان تحتاج الدول الى تدخل عسكري بهذا الشكل، والذي كان اساسيًا والا لكانت انهارت الثورة.

ويضيف ملاط:quot; قراءتي للامور انه الاهم من الناحية الحضارية في الثورة الليبية انها للاسف كانت ثورة عنيفة، ويجب على الثورات ان تستمر على سلميتها، لانها عندما تصبح عنيفة نرى ضرورة لتدخلات اجنبية، وانجرار للبحث عن قوة اعتى من القوة التي يمارسها النظام، والمد الشعبي هو افضل حتى لو تطلب وقتًا اكبر، من حمل السلاح.

عن مصير القذافي كيف يرى هذا المصير هل يحاكم كالرئيس المصري هل سيلقى القبض عليه؟ يجيب ملاط:quot;يجب ان ننتظر لنر، هل يقتل هل يلقى القبض عليه ويحاكم؟ هل يحاكم داخليًا ام في محكمة جنائية، سنشهد خلافًا على ذلك لانه من المرجح ان الحكومة ستحاول محاكمته داخليًا، وكلها مرتبطة بما سيجري، ومن المحتمل ان يهرب او ينتحر.

كم تحتاج ليبيا اليوم لتعود الى ما تطمح اليه من ديموقراطية واصلاحات؟ يجيب ملاط:quot; تحتاج الى عشرات السنين، لان الانهيار شامل فيها، هناك مدن كبنغازي توقفت الحياة فيها، وهناك حزن في ليبيا بسبب تشبث الديكاتورية فيها مع حكم القذافي وجنونه، والمشاريع غير المفيدة فيها، ولا تملك ليبيا سوى البترول، ونحن نعرف كم البترول يشكل لعنة على بلادنا، ومن المهم في البداية العمل على حقوق الانسان، وما يتم تناوله في المجلس الانتقالي جيد، لكن يجب متابعة الممارسة في المستقبل.