محمد علي الهرفي

كلمه شبيح يطلقها السوريون على مجموعة من القوات الخاصة غير النظامية التي تعمل تحت إمرة أحد من آل الأسد، ولأن هؤلاء الشبيحة يؤتى بمعظمهم من مجرمي السجون ويعفى عنهم شريطة أن ينفذوا كل الجرائم التي يطلبها سيدهم ولأنهم لا يملكون أي قيم أخلاقية فهم يفعلون ذلك لكي يحافظوا على مكتسباتهم.
شبيحة النظام قاموا بارتكاب فظائع يندى لها الجبين؛ فقتلوا الصغار والكبار، الرجال والنساء، واختطفوا الفتيات والشباب، ومازالوا يفعلون ذلك دون حياء أو خجل.
وسورية تضم مجموعات من الشبيحين لا يقلون سوءا عن إخوانهم الآخرين، وهم شبيحو الإعلام والسياسة الذين نستمع إليهم فنصاب بالغثيان من كثرة أكاذيبهم ومحاولاتهم تزييف الواقع بكل ألوان الأكاذيب، ولست أدري هل يتصور هؤلاء أن أحداً قد يصدقهم؟ وأحياناً أتساءل: هل يعيش هؤلاء عصرنا أم يتعمدون العيش في عصور القوميات الزائفة فيلبسون ثياب المقاومة والممانعة التي لا يعرفون منها إلا ادعاءها؟
الرئيس نفسه (بشار) لايزال مصراً على أن ما يجري في سورية مؤامرة عربية غربية هدفها الإطاحة بحكمه؟ ثم يأخذه الحماس فيعلن أنه سيقاتل حتى الموت! ولست أدري من سيقاتل وكيف؟ السيد بشار عندما تلقى عدة ضربات من الصهاينة لم يستطع أن يقول أكثر من انه يحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب! لكن هذا الوقت لم يأت حتى الآن، والواضح أنه لن يأتي إلى الأبد. أما عندما طالبه السوريون بحقهم في الحرية وتقرير المصير فتوعدهم بالقتل ونفذ وعيده ولايزال يمعن فيهم قتلا وتشريدا وتجويعا وحصارا!
جماعته الآخرون ابتداء من وزير الخارجية يمارسون النهج نفسه، فكل المتظاهرين عصابات مسلحة، وكلهم مدفوعون من الخارج! أما الجامعة العربية فقد وصفها بعضهم بأنها تتآمر على بلده وأنها لا تعرف العروبة لأنها تتلقى تعليماتها من أميركا و laquo;إسرائيلraquo; كما وصفوا بعض مواطني دول الخليج بأنهم أعراب جهلة.
العقوبات الاقتصادية التي ستنفذها الجامعة ضد النظام السوري وصفها بعض شبيحة الإعلام بأنها لا قيمة لها! بل إن بعضهم قال إن هذه العقوبات ستؤثر على العرب أكثر من تأثيرها على سورية. وهكذا يمضي أولئك الشبيحة على اختلاف مشاربهم في الابتعاد عن تنفيذ قرارات الجامعة التي تهدف إلى حماية الشعب السوري وإخراج سورية من ورطتها، لا لينقذوا سورية من ورطتها بل إنهم يزيدون هذه الورطة عمقاً وإيلاماً لينتهي حال سورية إلى ما لا يرغبه كل العرب الشرفاء.
المسألة السورية لا تحلها الطريقة التشبيحية، وإنما العودة إلى منطق العقل ووضع النقاط على الحروف بأمانة، ووقف كل أعمال القتل والتدمير التي تمارسها الدولة ليعيش الجميع بأمن وسعادة