أوساط سياسية دقت ناقوس الخطر من محاولات الجماعة ركوب موجة الشارع

الكويت في مهب مخطط دولي يستهدف تمكين quot;الإخوان المسلمينquot; من الانقضاض على السلطة


أكذوبة quot;الحكومة الشعبيةquot; ليست إلا رأس جبل الجليد في مخطط quot;الجماعةquot;

المعارضة سلمت الخيط والمخيط إلى quot;حدسquot; وتحولت quot;عرائسquot; تحركها الجماعة من وراء الستار
quot;حدسlaquo; رسبت بامتياز في انتخابات 2009 وتسعى إلى حل المجلس لأنه يذكرها بخيبتها


يتشدقون بالربيع العربي ويرتادون اعتصامات الارادة بسيارات فارهة يكفي ثمنها لاطعام قرى بكاملها
ماضي الحركة وحاضرها يشهدان بتميزها في quot;ابرام الصفقاتquot; على جثث واشلاء الوطن


عن أي فساد يتحدث quot;الاخوانquot; وهم ضالعون مع سارقي الأراضي وناهبي ثروات الشعوب?!


قصص شركات quot;توظيف الأموالquot; وquot;بنوك التقوىquot; لا تزال ماثلة للعيان وتؤكد أن quot;الفساد في الاخوانquot;

الكويت - أحمد الجارالله


فيما لا يزال الجدل محتدما حول أسباب وملابسات استقالة الحكومة وملامح المرحلة المقبلة حذرت أوساط سياسية عليمة من quot;جر الكويت الى حزام المخططات الدوليةquot; الرامية إلى تمكين جماعة الإخوان المسلمين من السيطرة على السلطة في البلاد أسوة بما جرى ويجري الاعداد له في كثير من الدول العربية وبينها تونس والمغرب وليبيا ومصرquot;, ضمن سيناريو غربي quot;معلنquot; لاعادة هندسة المنطقة سياسيا واجتماعيا, مشيرة إلى أن الأحداث المؤسفة التي شهدتها الكويت على مدى الشهور الأخيرة وحالة الشحن غير المسبوقة والفرز القبلي والطائفي لم تأت جزافا ولا على سبيل الصدفة وليست إلا تطبيقا عمليا وترجمة حرفية لمخطط خارجي بلغ ذروته بتطويق الحكومة, وتضييق الخناق عليها واجبارها على الاستقالة بعدما بدا أن استمرارها في ظل هذه الأجواء الخانقة بات أمرا مستحيلا macr; بحسب ما ذهبت اليه في كتاب الاستقالة الذي رفعه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أول من أمس.
و أكدت الأوساط لmacr;quot;السياسةquot; أن quot;التنظيم العالمي لجماعة الاخوان المسلمينquot; الذي اتخذ موقفا مخزيا ومناوئا للكويت واستقلالها وسيادتها إبان الغزو العراقي الغاشم عام 1990 دفع ذراعه وفرعه في الكويت إلى اختيار مسمى جديد له quot;هو الحركة الدستورية الاسلاميةquot; في محاولة لخداع الشعب الكويتي واقناعه بأنه quot;تنظيم مختلف ومنشق عن التنظيم الدوليquot; فيما الحقيقة أنه جزء أصيل ولا يتجزأ من التنظيم الدولي وإن كان قد لجأ الى هذه الخطوة بعد التحرير على سبيل quot;التكتيكquot; وضمن مسلك quot;التقيةquot; الذي عمل به الاخوان على مدى العقود الماضية لتجاوز مشكلاتهم وخلافاتهم السياسية مع بعض الأنظمة العربية.
وقالت الأوساط: إن quot;هذا التنظيم الذي لم يصنع الثورات في أي من البلاد العربية التي شهدت ما بات يعرف باسم quot;الربيع العربيquot; بل قفز على اكتافها لاحقا, وركب الموجة كعادته دوما في محاولة لجني الثمار ونيل النصيب الأكبر من quot;كعكة الحكم والسلطةquot; وهو أمر حدث بالفعل في تونس ويحدث الآن في ليبيا ويتوقع حدوثه في مصر macr; يحاول الاستفادة من الأجواء والمتغيرات التي طرأت على المنطقة بعد الربيع العربي لتغيير معادلات وقواعد اللعبة السياسية في الكويت ويرى أن الظروف مواتية لتنفيذ مخططه في الانقضاض على السلطة تحت شعارات quot;وهميةquot; وفارغة من قبيل quot;الحكومة الشعبيةquot; الذي تسوق له الحركة الدستورية حاليا.
وذكرت: ان quot;المشاركين في التجمع الشعبي الذي أقيم ليل أول من أمس في ساحة الارادة بعنوان quot;للكويت كلمةquot; أصيبوا بحالة من الصدمة والذهول بعدما تكشف لهم بوضوح quot;تغولquot; جماعة الاخوان المسلمين في صفوف المعارضة بل وهيمنتها عليها وفرض خططها وشعاراتها على سائر الكتل البرلمانية والقوى السياسية الأخرى التي بدا أنها قد تحولت إلى أدوات وquot;عرائسquot; تحركها الجماعة من وراء الستار نحو تحقيق الهدف الخبيث في الاطاحة بالحكومة والشرعية والدستور.
وأضافت: ان quot;بعض الفصائل والتيارات المشاركة في التجمع لم تخف قلقها ازاء هذا المخطط الجهنمي, إذ رأت هيمنة الاخوان ومحاولاتهم المستميتة فرض اجندتهم على المعارضة, لا سيما بعد رفع المحسوبين عليها شعارات تطالب بmacr; quot;اختيار رئيس وزراء شعبيquot; ومن خارج الأسرة الحاكمة, ما أعطى الدليل الدامغ على أن quot;الجماعةquot; تهدف الى ما هو أكبر بكثير من مجرد استقالة الحكومة, وأثبت أنها تسعى عمليا الى الاستيلاء على السلطة وتاليا على البلد بكامله, عبر تقويض أركان النظام الدستوري.
وأبدت الاوساط استغرابها من ترديد نواب واعضاء الحركة الدستورية شعارات الربيع العربي, من دون التوقف للسؤال عن وجه الشبه بين الكويت من جهة والدول التي قامت فيها ثورات من جهة اخرى, مشيرة إلى أن الشعوب العربية ثارت ضد القهر والحرمان والفقر والبطالة في حين أن quot;زعماء الحركة الدستورية واتباعهمquot; يرتادون اعتصامات ساحة الارادة وهم يمتطون صهوة السيارات الفارهة التي يكفي ثمنها لاطعام قرى ومدن بكاملها في تلك الدول التي يتحدثون عنها ويتشدقون بثوراتها.
وتساءلت : عن أي فساد في الكويت يتحدث أعضاء وناشطو جماعة الاخوان المسلمين وهم ضالعون في عقد الصفقات مع سارقي الاراضي وناهبي ثروات الشعوب في العديد من البلدان العربية, عبر quot;شركات توظيف الاموال الوهميةquot; وبنوك التقوى التي كدست الاموال تحت شعارات quot;الدينquot; للانفاق منها على الخطط والمؤامرات.
وإذ عبرت الأوساط عن أسفها العميق ازاء انسياق بعض الشباب وراء شعارات quot;الجماعةquot; من دون تفكر أو تدبر لعواقب الأمور ولا وعي بالأهداف الحقيقية للحركة أكدت أن ما quot;يحز في النفوس انجرار كتلة العمل الشعبي برموزها وأعضائها وراء الحركة الدستورية وتسليمهاquot; الخيط والمخيطquot;, وغياب أي دور للكتلة في ضبط الموازين واعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وترك الجماعة تسرح وتمرح دون حسيب ولا رقيب رغم ما تشكله من خطر داهم على الدستور والشرعية.
وفي المقابل أكدت الأوساط أن quot;التيار الوطنيquot; استوعب الأمر واستشعر الخطر من مخطط الاخوان المسلمين وانسحب من تحالف المعارضة بعد استقالة الحكومة, لافتة إلى أن هناك مخاوف حقيقية من سيطرة الجماعة على قوى المعارضة وتزعمها في المستقبل القريب, لا سيما وأن الانتخابات البرلمانية تلوح في الافق وتسعى الجماعة الى تعويض خسارتها في مجلس 2009 والهيمنة على مقاليد الأمور في المجلس الجديد.
وأشارت الى أن الحركة بدأت في الآونة الأخيرة استثمار حالة الحراك السياسي التي تشهدها الكويت ودفعت بكوادرها الى الصفوف الأمامية في الاعتصامات والاضرابات والتجمعات الشعبية على اختلاف ألوانها وطبائعها وأهدافها, وأعادت quot;تلميعquot; عناصرها القديمة والجديدة على السواء عبر وسائل الاعلام المختلفة واستغلت بذكاء quot;شيطانيquot; قضية الايداعات المليونية ولعبت عليها بوصفها quot;الثغرةquot; التي يمكن أن تنفذ منها لتحقيق مخططها.
وأوضحت أن الحركة الدستورية التي quot;رسبت بامتيازquot; في امتحان الانتخابات البرلمانية عام 2009, ولفظها الناخبون خارج المجلس باستثناء نائبين نجحا استنادا الى حسابات وتوازنات قبلية يعرفها القاصي والداني تسعى بدأب الى حل مجلس الأمة الذي يذكرها دوما بخيبتها وفشلها وتخطط للاستحواذ على أكبر عدد ممكن من المقاعد في البرلمان الجديد, مؤكدة أن ماضي الحركة الدستورية وحاضرها يشهدان لها بالتميز في quot;ابرام الصفقات السياسية المشبوهةquot; وquot;التنفيعquot; وquot;اللهاث وراء المصالح المادية المباشرة ولو على جثث واشلاء الوطن والمواطنين.
وألمحت الأوساط المتابعة الى أن هناك بوادر انشقاق بين صفوف المعارضة بدأت تلوح في الأفق على خلفية ما تكشف خلال تجمع ساحة الارادة وبعدما ظهرت لباقي فصائل المعارضة quot;النوايا الخبيثة التي تضمرها الحركة الدستورية للكويت وشعبها, إذ تعمدت الحركة تجاهل المنبر الديمقراطي والتحالف الوطني الديمقراطي وانكار أي دور لهما في تنظيم الفعالية, لا سيما وأن المنسق العام للتجمع تعمد توجيه الشكر الى الحركة الدستورية والتجمع السلفي وتناسى تماما المنبر والتحالف ولم يأت على ذكرهما, وهو الأمر الذي اثار استياء وغضب الشباب المنضوي ضمن التيار الوطني.
وذكرت الأوساط السياسية أن أعضاء quot;المنبرquot; وquot;التحالفquot; يتجهون الى الاعلان عن انسحابهم من تجمعات ساحة الارادة وعدم المشاركة مجددا لشعورهم بأن الحركة الدستورية التي كانت تسيطر على تنظيم الاعتصام تحاول فرض سيطرتها على الشارع الكويتي والظهور بمظهر المتفرد والمهيمن على الاوضاع والادعاء بأنها quot;دينامو الحراك السياسي في الشارعquot; macr; على حد قول هذه الأوساط.