شبيحة سحب الجنسيات بالأردن وإقتراحات شيخ المحور بتفجير قنبلة الذُرية الصالحة!


وحده المدعو جاك باور نجم مسلسل (24) الأمريكي الشهير الذي تبثه فضائية إم بي سي كل أربعاء لا يتابع تفاصيل الربيع العربي ولا يجد نفسه معنيا بمعرفة المستجدات بين إدارة بلاده والتيارات الإسلامية التي كانت للتو إرهابية وأصبحت حاكمة في عالمنا العربي البائس.
واضح تماما أن صاحبنا جاك باور العميل السري المثير للدهشة في وحدة مكافحة الإرهاب الأمريكية حسب المسلسل طبعا لم يسمع بعد ببوعزيزي وما فعله بتونس ولا يتابع التحولات التي حصلت مع الأخ خالد مشعل ولا أخبار الإنسحاب الأمريكي من العراق وأفغانستان.
واضح أيضا أن باور يقابل الرئيس الأمريكي المزيف في المسلسل لكن لا تربطه أي صلة بهيلاري كلنتون ودعواتها المتكررة لمنح الفرصة للإسلام السياسي لعل وعسى تترتب أحوال المنطقة.
وليس سرا أن أخانا لم يطلع بعد على قرار السلطات الأردنية الإفراج عن السلفيين ألمسجونيين وبينهم أعضاء في تنظيم القاعد ة ولم يقرأ أدبيات حزب النور السلفي المصري الذي يؤيده أربعة ملايين بني آدم مصري وسيحصل على ربع مقاعد البرلمان قريبا على الأرجح.
لوعلم باور بهذه التطورات هو أو مخرج ومؤلف مسلسله الذي يعرض الأن بموسمه السادس ويتعرض بوضوح للمط والإطالة الدرامية لما سجلت الحلقة الأخيرة من مسلسل (24) والتي تتحدث كالعادة عن إرهابيين يعودون في جذرهم لدولة إسلامية إسمها (كاميستان) ويخططون لإيذاء نمط الحياة الأمريكي عبر تنفيذ تفجيرات في مانهاتن.

إرهاب كاميستاني

وجميع الذين يطاردهم باور في مسلسل المغامرات والأكشن يحملون أسماء عربية مثل حسن وعمر وقاسم ولأغراض التنويع العرقي تبرز أحيانا أسماء مثل شاكير ورغم أني لم أسمع يوما بجمهورية إسلامية إسمها كاميستان إلا أنني أستبعد أن يكون إسم رئيسها حسن فهذا الإسم ومشتقاته صناعة عربية فقط بدليل حسني مبارك خفف ألله عليه عتمة السجن.
وعليه يبدو أن كاتب السيناريو والمؤلف لم يتعمقا جيدا بالتفاصيل فالهدف النهائي هو إنتاج مسلسل ب 300 حلقة مليء بالكذب والدجل والتسالي وعقدة التفوق الأمريكية مع التركيز على الإرهابيين المسلمين حصريا ويمكن تسويقه ببساطة على محطات فضائية عربية وإسلامية تشاء الصدف بأن يكون أكثرها إهتماما ببث وإعادة بث المسلسل على مدار الموسم ممولة من أكبر دولة إسلامية في العالم العربي وأنا أتحدث هنا عن مملكة خادم الحرمين الشريفين .
والأدق برأيي المتواضع ما دام الإرهاب الجديد من دولة مستنسخة إسمها كاميستان هو إختيار أسماء مقنعة أكثر بدلا من الإسترسال في الأسماء العربية وكأن جاك باور لديه ثأرمع الشعوب العربية التي يشوه سمعتها فقط .. مثلا إسم كابور مناسب أكبر لدولة إسمها كاميستان وكذلك أسماء مثل مولى ألله وراشي وعتيق الإسلام ومصدق والقائمة تطول .

المحور ترد على جاك باور

.. عموما الرد الأنسب على تشويهات نجم المسدسات والأكشن جاك باور سمعته في سهرة صباحية على لسان ضيف برنامج (اللهم تقبل) الذي تبثه محطة المحور المصرية مشكورة في ساعات المساء وألفجر التي ينام فيها أطفالنا حتى لا يصدقوا ما يقال أو تتسمم أفكارهم فصاحبنا الشيخ أبو لفة وهو من لهجته رجل صعيدي طلب منا نحن معشر المسلمين الإطمئنان وألإمتناع عن الخوف بعد الأن وتحديدا من القنيلة الذرية (بفتح الذال) التي يمتلكها أعداء الإسلام والمسلمين والسبب بسيط برأي شيخنا الفاضل فنحن نملك ما هو أقوى إستراتيجيا من قنبلتهم الذرية وهو حصريا القنبلة الذرية (بضم الذال).
وكدت في البداية أن اشكك في أذني وفهمها لكن ساعدني شرح الشيخ القائد فهو يتحدث عن ذرية المسلمين الصالحة المتوالدة ألمتكاثرة مقابل علم الذرة عند خصوم الأمة.
وحسم الرجل الأمر تماما عندما شرح بالعامية المصرية اللذيذة : الأعداء بيخوفونا بالقنبلة بتاعت هيروشيما.. إحنا بئى عندنا أقوى منها وهي الذرية الصالحة التي ستحكم المنطقة والعالم قريبا .. لاحقا إنتقل الشيخ من العامية إلى الفصحى وهو يضيف: أتحدث عن الموارد البشرية للرد على قنبلتهم الذرية .
يعني صاحبنا ألشيخ أطال ألله في عمره يقترح ضمنيا أن نكثر نحن المسلمين من الإنجاب حتى نتحول إلى ضحايا بالجملة لقنبلتهم النووية فمن غير المعقول ان تطلق علينا قنابلهم الذرية وتصيب عدد محدود فقط منا ومن الأفضل أن تقتل كثيرين.. بالنسبة لي هذا إقتراح عبقري للغاية تقدمه إحدى الفضائيات التي يفترض انها محترمة ومهنية كساندويتش مسائي مسموم.
ولو لم تكن الحلقة معادة لإتصلت فورا بالبرنامج وأقترحت على مولانا الشيخ مسألة أبسط وأقل تعقيدا وكلفة وهي التركيز على إنجاب خمسة علماء في الذرة فقط من المسلمين وضمان سلطة غير فاسدة تنفق عليهم قليلا من المال أوتخصيص منحة سعودية لهم وكلفت هؤلاء ببساطة شديدة بصناعة قنابل نووية صغيرة للغاية لتحقيق الردع الإستراتيجي مقابل أعداء الأمة بدون الحاجة لإنجاب ملايين إضافية من البؤساء والفقراء والجهلاء والمسحوقين تحت بند تعزيز الموارد البشرية للأمة وتحديدا في مقابر ألقاهرة التي يسكنها أربعة ملايين شقيق من بسطاء أم الدنيا.
.. بهذه الطريقة أزعم قد نستطيع تحقيق ألردع النووي بدون الحاجة لمقابلة قنبلتهم الذرية بقنبلتنا البشرية فعشرين مليون مسلم ناضج وعالم مؤثر رقم يكفينا لنجلس في مكان لائق وسط الأمم بدلا من عشرات الملايين من طراز المواطن المصري الذي إستضافه في نفس الليلة التي تحدث فيها شيخنا عن القنبلة البشرية مراسل الجزيرة بالقاهرة عياش دراجي لكي يتحدث عن بؤسه وفقره حيث يعيش مع سبعة أطفال وأمهم بما لا يزيد عن 120 جنيه مصري شهريا.

جيش الجزيرة

وفي الواقع لم يتوقف الزميل النشط دراجي إطلاقا عن الحركة في مصر فليلة ترصده يبث التقارير من ميدان التحرير برفقة عبد القادر عياض وأحيانا أحمد منصور وأخرى من أسيوط في الصعيد وثالثة قرب سيناء فالجزيرة كما يبدو تستعد لقنبلة التحول الدراماتيكي في مصر بتوظيف كل مواردها البشرية .
.. حتى أسعد طه شاهدته يعود لأضواء الجزيرة بعد غياب سنوات ويعد المشاهدين بحلقة مصرية من نقطته الساخنة بعنوان (مصر.. من يحكم من؟) وفي الشريط الدعائي يظهر الزميل بلهجته إياها ويردد نفس العبارة القديمة (.. نقطة ساخنة.. هذه المرة من القاهرة) .
وقد أسعدتني في الواقع عودة النقطة الساخنة للعواصم العربية فصاحبها المخضرم غاب لسنوات وشاهدناه يتجول في أقاصي القارات ليبحث لنا عن أي سخونة في أي مكان وفي بعض الأحيان بصراحة كنت أشعر بالبرودة الشديدة أثناء تلقي بعض الحلقات حيث تغيب السخونة وأشاهد الزميل وهو يجد ويعمل على تسخين القصة التي يعرضها لكن دون فائدة من كوسوفو إلى أدغال إفريقيا والصومال والنهر المقدس في الهند والسياحة في بنما والزراعة في شرق أندونيسيا إلى نقطتنا المركزية التي توجه الجزيرة لها كل قنابلها المهنية وهي القاهرة .
لذلك نرحب بعوده الزميل أسعد طه إلى نقاطنا الساخنة فبعد القاهرة يستطيع المرورعلى تونس العاصمة ثم الرباط وبينهما لابد من التمترس لتسجيل مسلسل النقط الساخنة في ليبيا وحسب توقعات السياسي الأردني الصديق عبد الإله الخطيب قد يجد أسعد طه قريبا نفسه مضطرا لزيارة الجزائر العاصمة .
بعد تغطية كل النقط الساخنة في إفريقيا سيجد صاحب النقطة الساخنة عملا وصيدا وافرا في دمشق وبغداد وقد- أقول قد- يتذوق طعم السخونة الحقيقية في صحراء مكة وثلاثة عواصم أخرى في المنطقة.. لذلك فالعمل كثير ولن يضطر أسعد طه للبحث عن نقطته الساخنة في أقاصي الأرض للعامين المقبلين على الأقل فالمسألة عموما لا تكلفه بعد العبقرية المهنية أكثر من سروال جينز وكاميرا محمولة ولحية تزداد بياضا لأن الحرارة إرتفعت جدا في عواصم العرب بعد الربيع مع أنها لا زالت منخفضة تماما عند العاملين من جماعة جاك باور في مسلسل الأكشن (24).

سحب الجنسيات مجددا

وتكاد حرارة الربيع تصل لمستوى الصقيع في بلادي فالتلفزيون الحكومي اليتيم عرض ببث حي ومباشر على الشعب كلمة رئيس الوزراء عون الخصاونة ردا على مناقشات البرلمان لبيانه الوزاري وفي الكلمة لفت الرجل الأنظار وهو يتعهد بأن لا تقبل حكومته بعد الأن مغادرة أي أردني لمفهوم (المواطنة( بمعناه السيادي والدستوري والقانوني .
ترجمة ذلك بسيطة ولا تحتاج لفصاحة فالرجل يقصد وقف سحب الجنسيات من المواطنين الأردنيين من أصل فلسطيني وتقليص دور دائرة مستحدثة تعتدي على إختصاص دوائر اخرى في الدولة وإسمها المتابعة والتفتيش.
المفارقة أن الخصاونة لم يقابله أي شخص ماركسي سابقا وشمولي أمني لاحقا تعود جذوره إلى سوريا مثلا لكي يتهمه بإثارة الفتنة أو يزاود عليه أردنيا كما حصل معي حيث إتهمني شبيح إلكتروني بإثارة الفتنة لأني تجرأت ونقلت ما قيل في جلسة عامة ورسمية عقدها رئيس الحكومة عن ملف سحب الجنسيات ... حصل ذلك رغم أني والخصاونة نشترك في نفس الميزة فجدي الثالث وجده الثالث ولدا في هذه الأرض خلافا للكثيرين من الشبيحة الذين يزاودون على الجميع ويستهدفون نصف الشعب الأردني يوميا بإسم النصف الثاني رغم أنهم طارئون علي النصفين .. أي غفران إذا يرتجى لمثل هذا الإعلام البائس؟