الوطن السعودية

شهدت سورية منذ توقيع البروتوكول تصعيدا خطيرا حيث ارتفع معدل القتل اليومي بشكل كبير، وكأن النظام السوري يحاول الدفع بعملية قتل وقمع على نطاق ذات أهداف معينة قبل وصول بعثة المراقبة العربية، وارتفاع نسبة القتل اليومي وتصاعد الموقف مؤشران على أن النظام السوري استهدف بتوقيعه على البروتوكول شراء المزيد من الوقت لقمع الثورة السورية.
بالأمس خرجت مظاهرات سورية بعنوان quot;جمعة برتوكول الموتquot; في رسالة من المتظاهرين بأن البرتوكول يشهد خرقا فادحا من أول أيامه، حيث أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عدد القتلى وصل إلى حوالي ٢٠٠ شخص تقريبا منذ توقيع البروتوكول سقطوا برصاص قوات الأمن السورية، وفي المقابل أعلن النظام السوري أن أكثر من ٢٠٠٠ من أفراد قوات الأمن قتلوا منذ بدء الثورة في إشارة منه إلى استخدام المتظاهرين للعنف، ولكن الكثير من التقارير تشير إلى أن قتل قوات الأمن هذه تم على يد النظام السوري الذي سعى إلى قتل كل المنشقين من الجنود وقوات الأمن وإلصاق التهمة بالمتظاهرين.
خطورة الوضع دفعت المملكة لإعلان تقليص موظفي سفارتها إلى الحد الأدنى، وليست المملكة الدولة الأولى التي تقوم بذلك، وهذا مؤشر على أن مستوى الثقة في النظام السوري حتى بعد توقيع البروتوكول منخفض جدا، وكل هذه مؤشرات خطيرة على أن احتمالات فشل بعثة المراقبين العرب أقرب منها لتحقيقهم ولو نجاحا جزئيا، وهو أمر من المهم على بعثة المراقبين التنبه له، حيث لا يجب على هذه البعثة بأي شكل من الأشكال أن تكون مسوغا لتبرير أي حالة عنف في سورية من قبل النظام.
وأخيرا فإن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق يوم أمس وسقط على إثرهما حوالي ٤٠ مدنيا أمرٌ يشير إلى تطور خطير في سورية، يعيد للذاكرة الوضع العراقي في بداياته، وسرعة اتهام النظام السوري للقاعدة بالوقوف خلف التفجيرين أمر يستدعي التوقف والنظر فيمن يقف حقا خلف هذه التفجيرات، ومن يستهدف، وهل النظام السوري نفسه هو من يستفيد من مثل هذا العمل ومن خلال إدخال عنصر القاعدة في المسألة السورية اليوم؟