عواصم
نموذج كوري جنوبي لمصر... وانخراط مطلوب بين الهند وباكستان
الاحتجاجات الشعبية في مصر، وخطر quot;عسكرة المساعداتquot;، واجتماع وزيرة الدولة الهندية للشؤون الخارجية بنظيرها الباكستاني، والذكرى المئوية لميلاد ريجان... موضوعات أربعة نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية.
quot;نموذج كوري لمصرquot;
تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة quot;هيرالدquot; الكورية الجنوبية افتتاحية استهلتها بالقول إن الوضع في مصر ما زال ضبابيّاً بعد أسبوعين من الاحتجاجات في وقت أعلن فيه نائب الرئيس عن سلسلة من الإصلاحات لتلبية مطالب المحتجين، وشمل ذلك تغيير الحكومة وإزالة قيادات الحزب الحاكم ووعوداً بضمان حرية الصحافة والحريات المدنية. ولعل الأهم من ذلك، هو لقاء نائب الرئيس عمر سليمان بمجموعات المعارضة، قصد مناقشة سبل تسوية الأزمة. غير أن كل هذه الخطوات، تقول الصحيفة، لم تقنع بعض المحتجين الذين ما زالوا متشبثين بمطالبهم، مضيفة أن الكوريين الجنوبيين الذين يتابعون ما يجري في مصر على الجانب الآخر من الكرة الأرضية، يتفهمون آمال المحتجين وتخوفاتهم، معبرة عن أملها في أن يواصلوا ضغطهم ويمارسوا ضبط النفس، ويستفيدوا من دروس تاريخ ديمقراطيات حديثة مثل كوريا الجنوبية. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن الانتفاضة الطلابية التي شهدتها كوريا الجنوبية عام 1960 أفضت إلى رحيل الرئيس quot;سينجمان ريquot;، ولكن الحكومة الديمقراطية الجديدة، التي أعاقتها الصراعات الحزبية، استسلمت لانقلاب عسكري في أقل من عام. ثم أفضت الموجة الثانية من التحركات المطالبة بالديمقراطية، عقب 18 عاماً من الحكم الديكتاتوري لـquot;بارك تشانجquot; وثماني سنوات إضافية من الحكم المدعوم من طرف الجيش، إلى تحول تدريجي عبر تغييرات سلمية في السلطة أولاً إلى جنرال- رئيس ثم إلى قيادة مدنية.
عسكرة المساعدات
صحيفة quot;تورونتو ستارquot; الكندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على تقرير جديد لمنظمة quot;أوكسفامquot; الخيرية يحذر من جنوح غير صحي نحو quot;عسكرة المساعداتquot;، حيث تقول المنظمة إن البلدان الغربية التي توفر الجزء الأكبر من المساعدات الخارجية، مثل الولايات المتحدة وكندا، باتت تستعمل تلك المساعدات لخدمة مصالحها الأمنية الخاصة بدلًا من مساعدة الفقراء. وفي هذا السياق، أوضحت الصحيفة أن نحو 72 مليار دولار من المساعدات العالمية الرسمية المخصصة للتنمية منذ الحادي عشر من سبتمبر، أو ما يعادل 40 في المئة من مجموع المساعدات، ذهبت إلى بلدين فقط هما العراق وأفغانستان اللذين تخوض فيهما الولايات المتحدة وحلفاؤها الحرب. وهذا ما يجعل 150 بلداً فقيراً في إفريقيا وأماكن أخرى مضطرة لتقاسم البقية. وحتى في حالة أفغانستان، توضح الصحيفة، يذهب الجزء الأكبر من المساعدات إلى كابول والأقاليم الثلاثة (من أصل 34 إقليماً) حيث تخوض البلدان الغربية القتال.
ومفهومٌ، نظريّاً، أن الأمر يفترض ألا يكون كذلك. فكندا لديها سياسات تنص على إنفاق المساعدات على برامج تروم تقليص الفقر لزيادة إنتاج المواد الغذائية، ومساعدة الأطفال والشباب، ودعم النمو الاقتصادي. ولكن عمليّاً، تعد أفغانستان هي المستفيد الأكبر من المساعدات الكندية، حيث تحصل على 200 مليون دولار أو أكثر كل عام، بينما تحصل باكستان المجاورة على 65 مليون دولار. أما في ما يتعلق بالولايات المتحدة، فتقول quot;أوكسفامquot; إن لدى القادة الأميركيين في العراق وأفغانستان 1.5 مليار دولار من أجل الفوز بـquot;القلوب والعقولquot;، وهو ما يعادل تقريباً ما لدى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (وهي الوكالة الأميركية الرئيسية للمساعدات) في ميزانية مساعدات التنمية للعالم أجمع.
واصلوا الحوار
صحيفة quot;ذا هيندوquot; الهندية علقت ضمن افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء على اللقاء الذي جمع وزيرة الدولة الهندية للشؤون الخارجية quot;نيروباما راوquot; ونظيرها الباكستاني سلمان بشير، على هامش مؤتمر لجمعية التعاون الإقليمي في جنوب آسيا، تمحور حول استئناف المحادثات الثنائية بين البلدين. وفي هذا السياق، ذكَّرت الصحيفة بأنه منذ فبراير 2010، لم تحرز محاولات الجانبين لاستئناف الانخراط الثنائي فيما بينهما -الذي قطعته الهند على خلفية هجمات مومباي في نوفمبر 2008- تقدما ًكبيراً بسبب خلافات ثنائية. وأضافت تقول إنه من غير الواضح ما إن كان اجتماع الأحد قد نجح في كسر حالة الجمود؛ ولكن المهم، في رأيها، هو أن المسؤولين أعادوا التشديد على أهمية الحوار من أجل تسوية quot;كل المواضيع العالقةquot; بين البلدين، معبرة عن أملها في أن يتمكن المسؤولان قريباً من الاتفاق حول عقد اجتماع بين وزيري الخارجية، والإعلان عن الاستئناف الرسمي لعملية الحوار.
وعلى رغم ما يقوله المتشككون على الجانبين، إلا أن الصحيفة ترى أن الانخراط هو السبيل الوحيد للسير إلى الأمام بالنسبة للهند وباكستان. صحيح أن الحوار قد لا يؤدي إلى حل فوري لكل المشاكل بين البلدين، ولكن، مثلما أوضح مؤخراً وزير الخارجية الباكستاني السابق خورشيد أحمد، فإن الحوار الهندي- الباكستاني بين 2004 و2007 أدى إلى تضييق للخلافات حول عدد من المواضيع الخلافية مثل كشمير، محذرة من أن غياب الحوار يترك فراغاً يسعى مروجو الكراهية على الجانبين إلى ملئه، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تشديد وتصليب المواقف.
ريجان: الرجل والأسطورة
ضمن عددها لأمس الخميس، علقت صحيفة quot;جابان تايمزquot; اليابانية على مرور الذكرى المئوية لميلاد الرئيس الأميركي الأسبق ريجان الذي وضع بصماته على الحياة السياسية المعاصرة في الولايات المتحدة. فاليوم، وبعد 23 عاماً على نهاية رئاسته ما زال ريجان هو المثال والقدوة بالنسبة لكثير من المحافظين الأميركيين وأعضاء الحزب quot;الجمهوريquot; إلى درجة أنه يكاد لا يوجد مرشح quot;جمهوريquot; لا يشير إلى اسمه أو يستشهد بإحدى مقولاته. وحسب الصحيفة، فقد عُرف عن الرئيس الأميركي الأربعين تشبعه بالسياسات المحافظة مثل رفع الضرائب، والتشديد على أهمية تقليص حجم الحكومة الفيدرالية، وتفويض السلطات إلى الولايات. أما خارجيّاً، فقد اشتهر ريجان بكونه صقراً متشدداً وقوميّاً شرساً رفض سياسة الانفراج باعتبارها استسلاماً للشر؛ كيف لا وهو الرجل الذي كان يسمي الاتحاد السوفييتي بـquot;إمبراطورية الشرquot;، وطالب جورباتشوف بـquot;إسقاطquot; جدار برلين، ووعد بمحاربة الشيوعية أينما ظهرت؟
ولكن الصحيفة ترى أن المشكلة هي أن ريجان الرئيس حكم بصيغة أكثر تعقيداً، ذلك أن تلك المبادئ التي يشير إليها المحافظون وquot;الجمهوريونquot; باعتبارها مبادئ راسخة بالنسبة لريجان، سرعان ما كانت تُطرح جانباً عندما يتبين أنها غير مناسبة. وهنا يشير quot;الديمقراطيونquot; إلى أن ريجان إنما رفع الضرائب في الواقع خلال سبع سنوات من بين السنوات الثماني التي قضاها في الحكم. كما عمل على زيادة حجم الحكومة الفيدرالية والميزانية، بل إنه ضاعف حجم العجز الفيدرالي عندما كان في البيت الأبيض. وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية، التقى ريجان مع العدو، ولوح بفكرة عالم بدون أسلحة نووية خلال أحد لقاءاته بجورباتشوف، زعيم quot;إمبراطورية الشرquot;. وباختصار، تقول الصحيفة، إن تركة ريجان الحقيقية هي البراجماتية. ذلك أنه كان مستعدّاً لحل المشاكل، حتى وإن كان ذلك يعني التعاون مع خصومه في الحزب quot;الديمقراطيquot; والتخلي عن خطاباته وشعاراته الطوباوية الرنانة. وكان صارماً، ولكنه كان أيضاً مرناً. وكانت لديه قناعات توجهه، ولكن لا تقيده.
إعداد: محمد وقيف
التعليقات