الدوحة - سيد الخضر
قال العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن سجل الرئيس المصري خال من البطولات الحربية laquo;ما عدا قتله وتنكيله بالإخوة السودانيينraquo;.
وأضاف القرضاوي في خطبة الجمعة بجامع عمر بن الخطاب أمس أن ما يتحدث عنه مبارك من بطولات في حرب أكتوبر laquo;مجرد ادعاء سيثبت التاريخ زيفه، ولم تقد مصر إلا إلى الإفلاس والتأخرraquo;.
ورأى أن الشعب المصري كان مستعدا للصفح عن الرئيس لكنه laquo;أبى واستكبرraquo; رغم أنه فقد مقومات البقاء، طبقا لتقديرات القرضاوي.
وحث الشيخ القرضاوي شباب مصر على مواصلة الاعتصام والتظاهر حتى تنحية النظام، معربا عن ثقته في نصرهم لأن laquo;سنن الله تأبى غير ذلكraquo;.
واعتبر أن مبارك ورجاله قاوموا سلمية المتظاهرين بالحرب laquo;فقتلوا الشباب بالرصاص وتعاملوا مع البشر كأنهم صراصير يدهسونهم بالسياراتraquo;.
ورأى الشيخ أن الرئيس المصري ليس له حظ من اسمه فلا علاقة له بالحسن ولا بالبركة، طبقا للقرضاوي.
وحمّل القرضاوي مبارك مسؤولية قتل 304 أشخاص سقطوا في الأحداث التي تشهدها مصر، مضيفا أن مبارك دفع بالبلطجية إلى الشوارع laquo;وأرسل القناصة يقتلون الناس من فوق العماراتraquo;.
وذكّر الشيخ الرئيس المصري محمد حسني مبارك بقوله تعالى: laquo;مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاًraquo;.
وشدد القرضاوي على أن مبارك مسؤول عن نهب أموال مصر والثروات التي استحوذ عليها أقاربه وأصهاره وأولاده، على حد اعتباره.
وخاطب القرضاوي الرئيس المصري قائلا: من أين لك بهذه المليارات وأنت رجل فقير، مشيدا بالجهود التي يبذلها المحامون والقانونيون المصريون لاسترداد هذه الأموال.
ولفت الشيخ القرضاوي إلى أن ثورة مصر تفوقت على ثورة تونس واستطاعت أن توحد الناس laquo;وإن كان للأولى الفضل في تحريك الوعيraquo;.
وقال القرضاوي إن مَن سماهم المطموس عليهم لن يفقهوا شيئا laquo;وهم يحاولون تضليل الشعب ويستعطفون الناس بدموع التماسيحraquo;، معتبرا أن مبارك سكت دهرا ونطق كفرا.
ورأى أن مبارك يستحق لقب الفرعون الجديد لأن خطابه أمس الأول يطابق ما حكاه القرآن على لسان فرعون: laquo;ما أُريكم إلا ما رأىraquo;، حسب رأيه.
ونبه القرضاوي إلى أن ثورة مصر استطاعت أن تكسب تعاطف العرب والمسلمين وأحرار العالم، مشددا على مطابقتها لأحكام الشرع فعمر بن الخطاب يقول: يعجبني الرجل المسلم الذي إذا سيم الخسف قال: لا.
واستغرب القرضاوي قول بعض العلماء إن ما يقوم به شباب مصر فتنة، معتبرا أن هؤلاء المشايخ هم من ينشر الفتنة laquo;بمعاداة المجاهدين وركونهم إلى الظلمraquo;.
ورأى الشيخ القرضاوي أن الجيش مطالب برد الجميل للشعب المصري الذي وقف معه في ثورة 52 وعلى الجيش أن يقف مع الشعب في ثورته اليوم، محذرا الضباط من ترك مصر لما سماه laquo;الرجل الأحمقraquo;.
وتمنى القرضاوي أن لا يكون الجيش المصري أقل وطنية من نظيره التونسي الذي أخرج بن علي استجابة لثورة الشعب، مضيفا أن العالم بدأ يتساءل: هل الجيش لمصر أو لمبارك.
وكرر الشيخ القرضاوي دعوته للقوات المسلحة بتنحية مبارك وتمكين رئيس المحكمة الدستورية من تسيير البلد في فترة مؤقتة أو تشكيل مجلس حكم من القضاة والعسكريين.
إلى ذلك، أشاد الشيخ القرضاوي بالشعب التونسي الذي يرجع له الفضل في تحريك الوعي العربي، مضيفا أن مدينة سيدي بوزيد التي ينتمي اليها محمد البوعزيزي تستحق التحية والتقدير.
وقال الشيخ القرضاوي إنه ما زال يتابع التطورات التي تحصل في تونس، مطالبا صناع الثورة هناك بمزيد من اليقظة حتى لا تسرق تضحياتهم.
ولفت القرضاوي إلى أن لصوص الثورات أشد خطراً من لصوص الثروات خصوصا وأنه laquo;لا تزال هناك بقية مما ترك زين العابدين بن عليraquo;.
ورأى أن العديد ممن laquo;يحملون عقلية بن عليraquo; ما زالوا في مواقع القرار في تونس ويهون عليهم سفك الدماءraquo;، مضيفا أن الغنوشي وأمثاله يجب أن يكون خدما للشعب لا سادة.
وحذر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرنسا من laquo;دس أنفهاraquo; والتدخل في شؤون تونس laquo;فنحن أحرار قبلكم بقرون ويجب أن تتركوناraquo;، ناصحا الحكام العرب بالاعتبار من سير الزمن والكف عن التآمر على الشعوب.
التعليقات