هاشم عبده هاشم

** لم أستطع فهم كلام فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في المؤتمر الأول الخاص بجهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية المنعقد بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في الفترة الواقعة ما بين الأحد والثلاثاء الماضي ( بأن المؤتمرات الإسلامية المتخصصة قد انطلقت منذ أربعة عقود.. وساهم هو فيها وشارك في حضورها) وتقديمه لنماذج منها ممثلة في (المؤتمر الأول للفكر الإسلامي) و ( المؤتمر الأول للتعليم العالمي) و(المؤتمر العالمي الأول للتوجيه ودعوة الدعاة) و(المؤتمر العالمي للاقتصاد الإسلامي) وتأكيد فضيلته في نهاية حديثه ( بأن تلك المؤتمرات وضعت اللبنات الأساسية لإيجاد تنظيمات لعمل إسلامي مشترك في عدة مجالات متخصصة)..

** لم أفهم هذا الكلام الجميل..

** وان كانت قد سرت في أرجاء المؤتمر.. بعض التصورات بأن فضيلته أراد بذلك ان يطرح تجربته الثرية في هذا المجال وهي لاشك تجربة واسعة.. ومثيرة.. ولا أحد ينكرها.. أو يقلل من شأنها..

** على ان هناك من ذهب أيضاً إلى الظن بأن الدكتور (القرضاوي) أراد أن ينبه أيضاً إلى ان الجامعة الاسلامية وان كانت مشكورة على ما تعقده من لقاءات.. الا ان ما قام من مؤتمرات ولقاءات في السابق.. ذو قيمة علمية وفكرية لايستهان بها..

** وأنا لا أتفق مع التصورين السابقين.. وما ذهب إليه أصحابه من اعتقاد.. بغمط حقوق الجامعة الاسلامية.. أو المملكة بشكل عام في هذا الصدد.. لأن فضيلة الشيخ الدكتور (القرضاوي) يعرف مدى تقدير هذه البلاد له .. واحترامها لجهوده الكبيرة في الدعوة إلى الله.. حتى وان اختلف البعض معه في بعض الآراء والطروحات والاجتهادات التي تأثرت في بعض الأحيان.. بالأوضاع السياسية في المنطقة .. ونحت منحاها..

** كما ان فضيلته يدرك انه لا مجال للمقارنة بين وضع هذه البلاد وما شرفها الله به من رسالة عالمية.. وانسانية.. واخلاقية عظيمة.. كقبلة للمسلمين في كل مكان من هذا العالم.. وبين أي دور.. أو جهد.. لأي بلد آخر أو لأي اشخاص بعينهم..

** وكنت اتمنى ان يكون كلام فضيلته غير قابل للتأويل .. حتى لا يُساء فهمه.. ولا يحمل أكثر مما يحتمل.. أو يعطي الفرصة لأي اجتهادات غير صحيحة..

** وبصرف النظر عن المغزى الذي ذهب إليه فضيلته.. فإن السؤال هو :

** إلى أي مدى استطاعت هذه المؤتمرات أو تلك أن تحقق أهدافها.. وتنقل الشعوب العربية والإسلامية نقلة فكرية ونوعية حقيقية؟

** أسأل.. وأنا أدرك ان هناك مشكلة كبيرة في عالمنا العربي والاسلامي تتمثل في ان هذه المؤتمرات والملتقيات تنتهي بانتهاء عقدها.. حتى وإن بدا ان هناك منظمة أو أكثر مهمتها المتابعة لما انتهت إليه من آراء وأفكار وتوصيات..

** والسبب في ذلك يرجع إلى ان تلك الآليات من الضعف وعدم المساندة سواء من الحكومات أو الشعوب بالدرجة التي تمكنها من تحقيق التأثير المطلوب وتغيير أنماط حياة مجتمعاتها بدرجة كافية..

** وإذا استمر هذا الحال.. ولم تتبلور صيغة عملية لهذا الدعم فإن هذه الجهود الكبيرة سوف لن تثمر عن شيء يذكر.. وإلا فما الذي أحرزته جميع هذه المؤتمرات وغيرها حتى الآن.. وكيف أصبح حال الأمة بعد ان ألقيت آلاف الأبحاث والدراسات وعقدت مئات المؤتمرات في كل مكان من هذا العالم ؟!

** إن المطلوب الآن هو .. تضافر جهود الحكومات والشعوب لبلورة صيغة فعالة لمتابعة تنفيذ تلك اللقاءات والمؤتمرات.. السياسية منها.. والفكرية.. والدينية.. والاقتصادية.. وإلا فإن كل هذه الجهود الخيرة لن تذهب إلى أبعد مما انتهت إليه ولم يعد يتذكرها الناس حتى مجرد التذكر.

ضمير مستتر:

**[ مهما عظمت الجهود.. وارتقت النوايا.. فإن المهم هو .. استثمار وتطبيق ما أعطته وليس فقط بالتباكي عليها ]