موفق محادين

ما من عاصمة عربية تترك تأثيراتها وتردداتها في الاقليم والوطن العربي بكامله, مثل القاهرة..

وكما القت اتفاقيات كامب ديفيد وانعزال مصر عن دورها ومكانتها الاقليمية والقومية وتهميشها لصالح مراكز اقليمية اخرى, فان دوي سقوط النظام الذي حمل هذه الاتفاقيات وحملته ايضا, سيسمع قويا وعاليا في كل المنطقة, تماما كما اهتزت عواصم وانظمة بعد ثورة يوليو بقيادة عبدالناصر, ومن ابرز هذه الترددات:-

- ان ثورة مصر ستعيد بالتأكيد خلط الاوراق في الشرق الاوسط وستعيد النظر في المقولات السابقة عن خروج العرب من التاريخ واحالة الشرق الاوسط الى المثلث التركي - الايراني - الاسرائيلي فاستعادة مصر لدورها المحوري يعني استعادة العرب لمكانتهم وهويتهم والعودة مجددا الى الثقة بالقاهرة والالتفاف حولها.

- ان مصر بعد سقوط نظامها السابق قد تشكل مع تونس وتركيا مثلثا او نموذجا لاسلام ليبرالي مقبول في النظام الرأسمالي العالمي.

ثمة سباق او تنافس او صراع على المستقبل العربي بين الامريكيين والقوى الوطنية.. فمن الواضح ان الامريكيين باتوا مقتنعين بان النظام العربي الفاسد البوليسي صار عبئا عليهم ان السياق الديمقراطي افضل لهم رغم انه قد يسمح بين دورة انتخابية او اخرى بصعود قوى معارضة لهم الا ان المجرى الديمقراطي العام هو صمام الامان ضد ثورات اشتراكية وتحررية على المدى البعيد.

- فيما يخص شكل ومناخات الثورات الشعبية المتوقعة على الصعيد العربي فمن الصعب توقعها على المنوال نفسه فحيث اندلعت هذه الثورات ضد انظمة فاسدة معزولة جماهيريا بالكامل كما حدث في مصر وتونس, فان ثمة حالات اخرى اكثر صعوبة لاكثر من سبب, منها ان القاعدة الاجتماعية للانظمة في هذه الحالات واسعة ومتورطة معها في المنافع على حساب الاغلبية, ومنها بعض الاعتبارات الجهوية والمذهبية التي تحتاج لجهود مضاعفة من اجل بناء الكتلة التاريخية وتوحيد كل القوى صاحبة المصلحة.