القاهرة - حسام حنفي

حالة من القلق تنتاب الحقوقيين والنشطاء السياسيين، إثر انتشار مقطع فيديو على موقع يوتيوب للشيخ محمد حسين يعقوب أحد قادة التيار السلفي في مصر، يحمل عنوان laquo;غزوة الصناديقraquo;.
وجاء في الفيديو المنسوب على لسان يعقوب، الذي كان يخطب بأحد مساجد حي إمبابة (غرب القاهرة)، أن نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي جاءت بموافقة الناخبين بنسبة %77.2 laquo;ما هي إلا غزوةraquo;، وصفها بـ laquo;غزوة الصناديقraquo;.
وقال يعقوب: laquo;كان السلف يقولون لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز، اليوم بيننا وبينكم الصناديق، وقالت الصناديق للدين نعمraquo;. وبدأ بتكبيرة عيد الأضحى المبارك دليلا على الفرحة وكبر من حضروا الخطبة.
وقال يعقوب: laquo;إن الناس انقسموا لفريقين، الأول أهل العلم والدعوة من إخوان وسلفيين وتبليغ ودعوة وأنصار السنةraquo;، والآخر أسماه بـ laquo;الناس التانيهraquo;، ووجه حديثه للحضور قائلا: laquo;شكلك هيبقى وحش لما تبقى في الناحية البعيدة عن المشايخraquo;.
ولم يتوقف الشيخ عند هذا الحد بيد أنه وجه حديثه لمن قال laquo;لا للتعديلات الدستوريةraquo; قائلا: laquo;عايزين تهاجروا بالسلامةraquo;، وأضاف أن لديهم تأشيرات إلى أميركا وكندا وغيرها، وتابع: laquo;هم عرفوا قيمتهم وعرفوا قيمة الدين الشعب، يقول إنه يريد دين.. اعطه دين.. واحنا بتوع الدينraquo;.
ورغم إعلانه تأييد التعديلات الدستورية فإنه قال بشكل مضحك: laquo;هو الدستور ده هيعمل لنا إيه.. الدستور ده في ستين داهية.. لو الشيخ قالك آه قول آه حتى لو على خلاف هواك.. ماتمشيش وراه في الغلط، لكن في مسألة الدين لن أختار لك إلا ما يرضي اللهraquo;.
وردا على انتشار الفيديو، دان نشطاء على موقع فيس بوك الاجتماعي الخطبة المنسوبة ليعقوب، وقال الناشط الحقوقي طارق العوضي إنه وبعض النشطاء القانونيين والحقوقيين يدرسون التقدم ببلاغ للنائب العام ضد عدد من المشايخ المعروفين بانتمائهم للدعوة السلفية وعلى رأسهم محمد حسين يعقوب.
وأضاف لـ laquo;العربraquo;: laquo;محمد حسين يعقوب تحدث عن الاستفتاء بمنطق الحروب والغزوات، وكله يندرج تحت محاولة منه لتهديد السلم الاجتماعي في مصر وإهانة للمصريين الذين قالوا laquo;لاraquo; للتعديلات الدستورية، بالإضافة إلى دعوته للمخالفين له في الرأي إلى أن يخرجوا من مصر وكأنه يملك هذا البلد ونحن لديه عبيدraquo;، وتابع: laquo;أعتقد أنه لم يقرأ التعديلات أو حتى سأل عن أهدافهاraquo;.
وكشف الناشط الحقوقي عن أن يعقوب أول من طالب الناس بالتزام منازلهم وقت الثورة، وأن خطبته الجديدة يجب أن تواجه قانونيا لأنها من الممكن أن تشعل البلاد وتدفع بها إلى الفتنة الطائفية، خاصة أن الكثير من أحاديث هؤلاء الشيوخ تتهم المخالفين في الرأي بأنهم يميلون لمنع الدين من الوجود، رغم أن التعديلات الدستورية ليس لها أي علاقة بالمادة الثانية بالدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.
ويتهم النشطاء السياسيون وشباب ائتلاف الثورة والمعارضة، جماعة الإخوان المسلمين والتيارات السلفية بالاشتراك مع نشطاء من الحزب الوطني الحاكم (سابقا) بأنهم وزعوا معونات غذائية على المواطنين وبيانات وأوراق دعاية تدعوهم إلى الموافقة التعديلات الدستورية، تحت زعم أنها تمثل خطرا على وجود الإسلام، وكذلك قيامهم باللعب على وتر التدين الفطري لدى أغلب العامة.