عبدالعزيز صباح الفضلي
لم أتوقع أن تحظى مقالتي السابقة والمعنونة بـ laquo;الثورة الإيرانية في البحرينraquo; بهذا الانتشار الواسع عبر المواقع الالكترونية، والتي كان من أشهرها موقع laquo;العربيةraquo; وraquo;إيلافraquo;، وقد تجاوز عدد التعليقات على المقالة المئة تعليق وكانت بين المؤيد والمعارض، ومنها ما كان يمدح وآخر يكيل الشتائم، وكل إناء بما فيه ينضح.
وكان أكثر المعترضين يتهموننا بالكيل بمكيالين والتفرقة ما بين الثورتين المصرية والبحرينية، ويعتبرون أن كلتا الثورتين قامت ضد أنظمة جائرة ظالمة، ولتوضيح الحقيقة، والتي هي كضوء الشمس لا يمكن لأحد أن يخفيه بالمنخل، أقول تعالوا لنقارن بينهما، فالثورة المصرية ثورة وطنية قام بها الشعب على مختلف أطيافه ولم ترفع بها أي لافتة تدل على الفئوية أو العنصرية، وشارك فيه شيوخ الأزهر بجانب رجال الكنيسة، وشارك فيها laquo;الإخوانraquo; بجانب العلمانيين، ولكن ثورة البحرين لم ترفع أو يشارك بها سوى لون طائفي واحد فقط لا غير.
الثورة المصرية قام الشباب فيها بحماية الممتلكات العامة كالمتاحف ودور العبادة وخاصة الكنائس، بينما قام المخربون البحرينيون بتحطيم الجامعات، والمجمعات التجارية، واستولوا على مستشفى السليمانية.
في مصر كان بلطجية النظام السابق هم الذين يحملون السيوف والأسلحة البيضاء ويضربون بها المعتصمين، بينما في البحرين كشفت الصور الحية كيف كان المخربون، والذين يزعمون أن ثورتهم سلمية، بمهاجمة المدنيين الأبرياء من مختلف الجنسيات بالسيوف والفؤوس.
المتظاهرون في مصر كانوا يتعرضون للدهس من قبل رجال الداخلية وأمن الدولة، بينما مارس هذا الإجرام اللا إنساني المخربون في البحرين، وكان من أقسى المناظر التي تقشعر لها الأبدان وتتفطر لها القلوب منظر الشرطي البحريني المصاب الملقى على الأرض والذي قامت إحدى سيارات المتظاهرين بدهسه، ثم عادت السيارة نفسها لتدهسه مرة أخرى، ولم يتوقف المشهد الدامي عند ذلك بل أتى مجموعة من المخربين فكان منهم من يركل الجثة على رأسها برجله وآخر يأتي بحجر فيرضخ به رأس الشرطي، وثالث يقفز بالهواء ليطأ على الجثة، ولا أدري إن كانت قلوب هؤلاء قلوب بشر أم أنها من الحجر.
إننا لنتألم لو دهسنا بالخطأ حيواناً في الطريق، بل إننا لنتحاشى دهس حيوان ميت في الطريق، فأي قلوب هذه التي لا تتورع عن دهس إنسان عمداً فضلاً عن كونه مسلماً.
في مصر كانت سيارات الإسعاف تنقل المصابين وتسعى في إنقاذهم، كما قام شباب الثورة بإقامة عيادات ميدانية لعلاج المصابين بينما رأينا أن السيارة التي دهست الشرطي في البحرين كانت تحمل شعار الهلال الأحمر وكانت تابعة للمخربين، ومما يزيد الطين بلة أنهم عند استيلائهم على مستشفى السليمانية، كانوا يفرقون في العلاج بين المصابين، ويرفضون إدخال من يعتقدون أنه ليس من طائفتهم.
هذا وغيره يجعلنا نؤيد الثورة المصرية والتونسية والليبية، ونقف بقوة ضد ثورة المخربين في البحرين. إنني والملايين من أبناء الخليج، لنتوجس خيفة من هذه الثورات والتي تحميها إيران وتدافع عنها، والتي كشفت التصريحات الإيرانية الرسمية الأخيرة عن حقيقة العلاقة التي تربط إيران بالثائرين في البحرين، والتي دفعت البحرين أخيراً لطرد السفير الإيراني من أراضيها.
وأقول للنواب الذين يزعمون أنهم وطنيون وإنسانيون، لماذا لم نسمع لكم ولا تصريحا واحدا ضد الإجرام الوحشي الذي تمارسه إيران ضد معارضيها، والتي ينتمي كثير منها إلى طائفتكم نفسها؟ أعتقد أنكم أعجز من أن تصرحوا بإجابتكم.
- آخر تحديث :
التعليقات