ابراهيم نافع


قلت بالأمس إننا إذا كنا قد اكتفينا من الثورة بإسقاط النظام ورموزه وبحل المجالس النيابية ثم تقديم من تصدوا لها واستباحوا دماء الابرياء الذين خرجوا منادين بالحرية والكرامة إلي المحاكمةrlm;,

rlm; ثم إحالة رءوس الفساد إلي القضاء فإننا نكون قد ارتكبنا خطأ جسيماrlm;,rlm; وقلت اننا الآن في حاجة ملحة إلي إعلام ثوري وهادئ يتبني خطة لإعادة ترتيب أولويات اهتمامات الوطن الكبريrlm;,rlm; ومنها عدم الخلط بين السياسة والدينrlm;,rlm; والكف عن الأفكار التي تريد العودة بالبلاد إلي الظلامrlm;,rlm; أو أن تبدأ في تنفيذ مبادئها ورؤيتها بيدها لابيد السلطة والقانون ومنها قضايا الوحدة الوطنية وعدم اللجوء إلي العنف وإثارة الأشقاء ووقف دعاوي الانتقامrlm;,rlm; وبالتالي فإنه علي مقدمي برامج التوك شو في جميع الفضائيات العامة والخاصة ـ دون المساس بحريتهم ـ وتحديد الهدف وراء القضايا المثارة والمطروحة علي الرأي العامrlm;,rlm; وعن مدي تأثيرها علي المشاهدين سلبيا أو إيجابيا وهي مسئولية تستدعيها مصلحة البلاد إذا كنا بالفعل نريد لها التقدم والازدهارrlm;.rlm;
ولعل القضية الأكثر الحاحا في زمننا هذا هي قضية العمل والانتاج باعتبارها كلمة سر أو مفتاح الشفرة في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها والتي بسببها تخرج المظاهرات والاحتجاجات الفئوية في كل وقت ومكانrlm;,rlm; فمن غير المعقول أن تستمر حالة عدم إنتظام سير العمل في الوزارات والهيئات والشركات العامة دون مساءلة جدية من الوزراء أو القائمين علي شئون هذه الجهات ـ وكأنه نوع من أنواع المهادنة أرتضيناها هذه الأيام ولا تستوجبها إطلاقا الظروف التي نمر بها خاصة أننا نعلم منذ زمن بعيد ويجب ألا يطول أن إنتاجية الموظفين والعاملين عندنا هي في حدودها الدنيا بكل المقاييس الدوليةrlm;.rlm;
وأحسب أن الورقة الاساسية التي ستتم مناقشتها في مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده هذا الاسبوع قد أفردت جانبا مهما منها لهذه القضية الملحةrlm;.rlm;
إن القضايا السياسية والاقتصادية متكاملة بل لعل هذين المجالين وجهان لعملة واحدةrlm;,rlm; فمع أهمية هذا الحوار الوطني في القضايا السياسية المطروحة الآن بقوة علي الساحة بالنسبة للانتخابات البرلمانية واختيار رئيس الجمهورية وتكوين الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور الجديدrlm;..rlm; فإن الجوانب الاقتصادية في رأينا تمثل الحجر الأساسي في كل بنيان مجتمعيrlm;,rlm; لأنها في النهاية هي العامل الفاعل في رضا الجماهير عن الثورةrlm;.rlm;
بل وهي النتاج العملي الذي يشعر به المواطنون كحصاد عادل لها وتعويض عما تحملوه من تهميش وركود لقضاياهم خلال الفترة الماضيةrlm;.rlm;