منصور الجمري
ما قاله الإعلامي السعودي المعروف عبدالرحمن الراشد في عموده المنشور في laquo;الشرق الأوسطraquo; بتاريخ 15 مارس/ آذار 2011 يوضح بشكل جلي عمق ما يجري في البحرين، ومخاطر انتقاله من أزمة محلية إلى أزمة إقليمية، واستخدم الراشد تعبيراً جميلاً بوصفه بلادنا بأنها laquo;تجلس على خط الزلزال الطائفي أكثر من أي بلد آخر في المنطقة العربيةraquo;، رغم أن laquo;البحرين كانت ولا تزال نموذجاً يحكي عن التعايش والتنوير والتقدم السياسي والنموraquo;.
أتفق معه أيضاً في أن الوضع لدينا laquo;مرعب لكن رغم ذلك لن يخرج عن السيطرة، لا أعتقد أننا أمام حرب أهلية، وليس صحيحاً أن النظام السياسي مهدد بالسقوط... نحن أمام أزمة داخلية، لها أصداء إقليمية، ومع مرور الوقت وتزايد الصدامات تصبح الحلول الوسط بعيدة المنالraquo;. وقال الراشد إن laquo;الخوف هو من تخريب العلاقة الاجتماعية في البحرين ودول الخليج وبقية العالم العربي... وهنا يوجد أكثر من طرف يريد تخريب العلاقة مستفيداً من الفوضى المنتشرة في المنطقةraquo;. الراشد أيضاً قال إنه لا يشارك laquo;الذين يرمون كل حركة بالمؤامراتية؛ فشيعة البحرين ليسوا جماعة إيرانية، والمحتجون ليسوا فرقة من الحرس الثوري أو حزب الله اللبناني. الذين يختصرون المشكلة بمثل هذه التهم لا يساعدون أنفسهم على فهم القضية، والذين لا يفهمون ما يحدث بوضوح لن يستطيعوا تقديم الحل أو المساعدة عليه. ونفي المؤامرة الإيرانية لا ينفي وجود محتجين إيرانيي الهوى، ولا أنكر أبداً أن إيران تريد استغلال احتجاجات الشيعة، وركوب الموجة لإضعاف خصومها الخليجيين...raquo;.
وقد قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لـ laquo;العربيةraquo; أمس الأول: laquo;أعتقد أنه لم يكن لإيران أي دور في إطلاق شرارة الاحتجاجات في البحرين (...) وأنه لاشك لديَّ في أنه عندما بدأت الأحداث في البحرين سعت إيران إلى استغلالها ومحاولة التأثير فيهاquot;.
هذه المقدمات ضرورية للإشارة إلى أن laquo;أصدقاء البحرينraquo; يعون عمق الأزمة التي نمر بها، وأنا شخصياً من الذين يأملون في أن يقوم مجلس التعاون الخليجي بدور إضافي لما قام به لحد الآن، وهو مساعدة الأطراف البحرينية على laquo;صنع حل محليraquo; للأزمة، وهذا سيكون في صالح دول التعاون التي يهمها أن توأد المشكلة من الجذور، وأن لا تتطور إلى فتنة طائفية تمتد إلى المجتمعات الأخرى. وفي الوقت الذي أؤمن بأن المشكلة في البحرين ليست لها علاقة بخلاف شيعي - سني، إلا أن السياسة لا تأخذ في كثير من الأحيان بالحقائق، وإنما تلعب الأوهام والإشاعات دورها في تحريك السياسات.
أملنا كبير في جميع العقلاء من مختلف الأطراف، من السلطة ومن السنة ومن الشيعة، أن يبادروا إلى حلٍّ يحقن الدماء ويعالج الجذور ويحمي البحرين ويحمي دول التعاون، ويبعد شبح laquo;الأقلمةraquo; الذي إن نزل علينا فلن ينفكَّ عنا إلا بالقضاء على كل ما لدينا جميعاً، وحينها سيكون الجميع خاسراً.
إن أملي أن لا ننظر إلى الأمور من باب خسارة طرف من الأطراف فقط، فمن الواضح أنه لن يكون هناك طرف واحد يخسر... كما أن أملي أن لا نختار اتجاه quot;الخسارة للجميعquot; في وقت نستطيع أن نتدارك أمورنا وأن laquo;نربح جميعاًraquo; وننقذ البحرين التي تقع في قلب الخليج العربي، وأي إصابة في هذا القلب سيضير دول مجلس التعاون قاطبة
التعليقات