بعد ثبوت تورط مقيمين منهم في البحرين بالتخطيط لأعمال التخريب وقيادتها


غالبية عناصر quot;حزب اللهquot; وquot;الحرس الثوريquot; في الخليج يتمركزون في البحرين والسعودية والكويت والإمارات


كبار المسؤولين اللبنانيين أجروا سلسلة اتصالات مع مسؤولين بحرينيين وخليجيين لتطويق تداعيات الخطاب العدائي لنصر الله


ارتفاع مقلق لعدد عناصر quot;حزب اللهquot; أو المؤيدين له القادمين إلى دول مجلس التعاون منذ العام 2000

لندن - حميد غريافي

بيروت - خاص:


كشفت مصادر ديبلوماسية عربية في لندن لmacr;quot;السياسةquot;, أمس, أن دول مجلس التعاون الخليجي تتجه إلى quot;اتخاذ قرار جماعي بإبعاد كل اللبنانيين الشيعة الذين لهم علاقة بmacr;quot;حزب اللهquot; وquot;الحرس الثوريquot; الايراني, في مدة لا تتجاوز منتصف الشهر المقبلquot;, بعدما quot;تسلمت من الاستخبارات البحرينية والأميركية والفرنسية تقارير ثبتت صحتها عن وجود عناصر من الحزب والحرس يقودون مع رجال دين محليين التظاهرات في البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعوديةquot;.
وأوضحت المصادر الديبلوماسية أن الخطوات التي اتخذتها البحرين, لجهة تحذير مواطنيها من السفر إلى لبنان وتعليق جميع الرحلات الجوية إلى هذا البلد, بعد إدانة التصريحات quot;العدائيةquot; للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله, تمهد الطريق أمام إبعاد آلاف الشيعة اللبنانيين من دول مجلس التعاون الخليجي.
ونقلت عن مسؤولين كبار في المنامة قولهم: quot;لن يبقى شيعي لبناني مرتبط أو مشكوك فيه بmacr;quot;حزب اللهquot; وquot;الحرس الثوريquot; في الخليج, وعليهما أن يفهما ذلك من الآنquot;, مؤكدة أن لدى الأجهزة الأمنية البحرينية quot;عشرات الأسماء من رؤساء كوادر قتالية واستخباراتية أو تجار في quot;حزب اللهquot;, وقفوا وراء المتظاهرين الشيعة في البحرين وهاجموا مؤسسات حكومية ومواقع أمنية وأحرقوها, في محاولة لتحويل المملكة إلى ما يشبه ليبيا حالياً, لكن إسراع دول مجلس التعاون في إرسال قوات quot;درع الجزيرةquot; إلى البحرين, قطعت على هؤلاء العملاء الأجانب الذين يتلقون أوامرهم مباشرة من قيادة quot;الحرس الثوريquot; في طهران, فرحتهم في النجاح بالسيطرة على البلاد وتقديمها على طبق من فضة إلى النظام الايراني الذي من بين أهدافه في المنطقة احتلال البحرين بعد احتلاله الجزر الاماراتية الثلاث, وبعد محاولته العام 2009 ضرب أمن دولة الامارات بعناصر تابعة لmacr;quot;حزب اللهquot; أبعدتهم السلطات الاماراتية إلى لبنان وعددهم حوالي 150 عنصراًquot;.
وكشفت المصادر أن المنامة تستعد لإبعاد حوالي 90 شيعياً لبنانياً, معظمهم اعتقل خلال الأحداث الأخيرة, فيما تجري السلطات البحرينية quot;جردة نهائيةquot; لعدد اللبنانيين الشيعة المقيمين على أراضيها من موظفين وطلاب وعمال تمهيداً لإبعادهم نهائياً, علماً أن هناك حوالي 4 آلاف عائلة لبنانية تقيم في المملكة, من أصل مئات آلاف العائلات المقيمة في دول الخليج.
وفي هذا الاطار, ترددت معلومات عن اعتقال السلطات البحرينية, أول من أمس, 5 لبنانيين من عائلة فنيش يعملون في أحد مطاعم المنامة quot;بتهمة التخابر مع جهات خارجيةquot;.
ووفقاً لمصادر رسمية في بعض عواصم دول مجلس التعاون, فإن quot;تبادل المعلومات بين أجهزة أمن المنطقة تلحظ ارتفاعاً مقلقاً لعدد العناصر التابعين لmacr;quot;حزب اللهquot; أو المؤيدين له, وذلك استناداً إلى تقارير استخباراتية واردة من لبنان إلى تلك الأجهزة تعرف عن كل عنصر شيعي يدخل دولة خليجية منذ مطلع الألفية الثانيةquot;.
وتقدر المصادر عدد عناصر ومؤيدي quot;حزب اللهquot; وquot;الحرس الثوريquot; في دول مجلس التعاون بmacr;quot;آلاف عدة غالبيتهم يتمركزون في السعودية والكويت والإمارات والبحرين, والقليل القليل منهم لايتقن اللغة العربية, كما ثبت من بعض حالات الاعتقال التي تمت اثر حوادث جرى اعتقال فاعليها وإبعادهم إلى الخارجquot;.
وفي بيروت, كشفت معلومات لmacr;quot;السياسةquot; عن انزعاج لبناني رسمي من كلام الأمين العام لmacr;quot;حزب اللهquot; حسن نصر الله وتبعات تدخله السافر في شؤون البحرين, على مصالح اللبنانيين في المملكة وفي سائر دول الخليج العربي, في ظل مخاوف جدية من مغبة أن تبادر البحرين وغيرها من دول مجلس التعاون إلى التضييق على اللبنانيين المتواجدين على أراضيها.
وأفادت المعلومات أن تصريحات نصر الله أثارت استياءً في أوساط الجاليات اللبنانية في البحرين وعدد من الدول الخليجية, باعتبارها تشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية للبحرين, ومحاولة لإدخال لبنان في صراعات أكبر منه ولا قدرة له على تحملها, سيما وأن اللبنانيين المقيمين في الخليج هم الذين سيدفعون الثمن قبل غيرهم, وبالتالي فإن لا مصلحة للبنان في أن يزج نفسه بأمور لا تعنيه, وتعتبر تدخلاً فاضحاً في شؤون الآخرين.
وكشفت المعلومات أن عدداً من كبار المسؤولين اللبنانيين أجروا سلسلة اتصالات مع مسؤولين بحرينيين وخليجيين لتطويق تداعيات العاصفة التي أحدثها كلام نصر الله, والتأكيد على أن ما قاله الأخير لا يمثل الموقف اللبناني الرسمي مطلقاً, خاصة وأن لبنان ينتهج سياسة واضحة في عدم التدخل بشؤون الآخرين, وأنه حريص على المحافظة على علاقاته مع جميع أشقائه وأصدقائه, وبالتحديد الدول الخليجية التي تحتضن جاليات لبنانية كبيرة أسهمت بشكلٍ فاعل في تعزيز قدرات الاقتصاد اللبناني من خلال التحويلات التي ترسلها إلى الوطن الأم سنوياً.