دمشق - لندن:

أقدمت سلطات الأمن السورية، قبل أيام، على منع الدكتور فيصل الركبي من السفر إلى الخارج علما بأنه في عقده التسعيني، وهو أحد أبرز الوجوه العلمية والسياسية والاجتماعية في البلاد، بحسب ما قالت وكالة الأنباء الألمانية أمس. وتقول منظمات حقوقية: إن مئات من السوريين الذين يهتمون laquo;بالحراك الوطني العام يعانون قرارات منع السفر إلى الخارجraquo;، وتطالب بإلغاء هذه الظاهرة laquo;التي تحتجز حق حرية الإنسان في التنقل والسفر، كما هو منصوص في الأعراف والقوانين الإنسانية العادلةraquo;.

وقال أفراد من عائلة الدكتور الركبي للوكالة نفسها أمس: laquo;كان يود السفر إلى لبنان، لكنه فوجئ على المعبر الحدودي برد شرطة المعبر أنه ممنوع من السفر وأن عليه أن يراجع أحد الأفرع الأمنية في دمشق أو في مدينته حماة وسط سورية، وعليه العودةraquo;.

وأضاف أفراد العائلة: laquo;هذا محزن ومخزٍ بحق السلطات السورية، رجل مسن ومريض، وهو شخصية وطنية معروفة في البلاد كلها، كيف يتصرفون مع المواطنين بهذه الرعونة والاستهتار؟ يبدو أن هناك انفلاتا للعقل والإحساس الإنساني لدى بعض المفاصل الأمنيةraquo;.

وفيصل الركبي طبيب بشري متخصص في الجراحة العظمية، وهو من مدينة حماة وسط سورية وينتمي إلى عائلة وطنية عريقة أسهمت في الاستقلال والحراك العام عبر مختلف المراحل التي مرت بسورية وكان من أول الشباب السوريين الذين نالوا شهادات جامعية من الخارج منذ الربع الأول من القرن الماضي.

كما أنه كان من المشاركين الأوائل والدائرة الضيقة التي أسهمت في تأسيس حزب البعث قبل أن يبتعد عنه؛ نظرا لعدم توافقه مع السلوكيات التي انتهجها البعث بُعيد تسلمه مقاليد الحكم في سورية، منذ ستينات القرن الماضي. ويعيش الدكتور الركبي مع عائلته في مدينته حماة، ويعتبر في المجتمع من الشخصيات البارزة والمعروفة في البلاد. وكان الركبي طبيبا لجيش الإنقاذ عام 1948، وتقاعد من العمل الحزبي مطلع سبعينات القرن الماضي.