الخرطوم - فتحي العرضي

أكد الأمين العام لحزب الأمة القومي الفريق صديق إسماعيل أنه لا مجال لإقصاء الوطني أو أي من القوي السياسية الأخرى في إطار الحل السلمي وشدد على ضرورة استمرار المؤتمر الوطني لمعالجة قضية السودان. وقال: لا يمكن أن يتم حل الأزمة السياسية في السودان سلميا بعزل المؤتمر الوطني وأكد تجاوب واستعداد الطرف الآخر laquo;الوطنيraquo; للوصول إلى مربع وفاق نلتقي حوله.


◄ إلى أين وصل حواركم مع حزب المؤتمر الوطني؟
► أدرنا حوارا مع المؤتمر الوطني في إطار الحوار الكبير الذي بدأ مع كل القوى السياسية وذلك بهدف تحقيق الإجماع الوطني الذي يعزز مسيرة الإصلاح السياسي الذي نتطلع إليه.
هذا الحوار بدأناه منذ شهرين تقريبا وكان الحديث منصبا حول أجندة وطنية تشكل رؤى أغلبية القوى السياسية حول معالجة الوضع السياسي السوداني وذلك بغرض الوصول لأرضية مشتركة تؤسس للقاء قمة تشارك فيه كل القوى السياسية التي شاركت في صناعة هذه الأجندة، ولقد قطعنا شوطا طويلا في دراسة هذه المعاني التي جاءت في هذه الوثيقة وما تبقى ليس هو بالأمر الذي يمكن أن يعطل مسيرة الوفاق الوطني خاصة بعد أن استطعنا أن نجعل إخواننا في المؤتمر الوطني لديهم القابلية للتعامل مع كل القوي السياسية دون تحفظ إلا من ابي، ونتوقع أن يصل الأمر إلى نهايته قريبا وبعد ذلك يرفع الأمر إلى القيادة في الحزبين لترتيب عقد لقاء القمة قريبا إن شاء الله.

◄ ستة محاور

◄ ما هي هذه الأجندات الوطنية التي ذكرتها؟
► هي أجندة من ست محاور أولا نحن نتحدث عن الدستور الذي يجب أن يكون معبرا عن إرادة الشعب السوداني وغالب مكوناته السياسية والذي يوافق عليه الناس ويجمع حوله وهذا لديه متطلبات أهمها أن تتم صياغة هذا الدستور في إطار لجنة قومية، ونحن نعتقد أن المسميات ليست مشكلة بقدر ما هو مهم أن يكون هنالك دستور تمت صياغته وإعداده بتلاقي إرادة كل مكونات المجتمع السياسي السوداني. أيضاً قضية دارفور باعتبار أنها أصبحت قضية شائكة وأدخلت السودان في تحديات مع المجتمع الدولي، ونحن قدمنا رؤية لكل القوى السياسية استصحبت أصحاب الشأن من أهل دارفور سواء كانت مكونات المجتمع المدني أو الحركات المسلحة أو بعض القوى السياسية السودانية. اجمعنا تقريبا على عشرة مبادئ إذا تم الاتفاق حولها ليس جملة ولكن على غالبيتها يمكن أن تؤسس لمعالجة قضية دارفور. وأعتقد أنها ستخرجنا من دائرة المواجهة الدولية والإقليمية والقضية الثالثة هي بيننا وبين الجنوب والجنوب كدولة نشأت في تجاذب بين حزبين وكانت هنالك قوى سياسية أخرى لديها رؤية وطرح وملاحظات حول اتفاقية السلام الشامل لم تؤخذ في الاعتبار وحينما جاءت المرحلة الانتقالية أصبحت هناك دولة جديدة اسمها الجنوب، فلا بد أن نؤسس على علاقة بين الدولتين تقوم على التوأمة تراعي مصالح الشعب السوداني في الشمال وفي الجنوب بينهم علاقات تاريخية ضاربة في القدم لا نستطيع بفعل السياسيات أن نبترها ونزيلها فلا بد أن نؤسس لمعايير بيننا والإخوة في الجنوب. القضية الثالثة قضية الأزمة الاقتصادية لا شك أن هذه الأزمة مشكلة كبيرة جدا وهي محيطة بكل العالم وليس السودان فقط ولكن ما يحزن أنه نحن في السودان لم نتعامل مع هذه الأزمة بالطريقة الصحيحة وما يتوفر في السودان لم يوجه للتصدي لتداعيات تلك الأزمة وإنما وجه لأغراض لم تراع هذه المخاطر المستقبلية، ونحن نتصور أن هذه المسألة تحتاج إلى سياسات اقتصادية جديدة وأهمها أن يعقد مؤتمر اقتصادي جامع لكل خبراء الاقتصاد في السودان وما يحزننا أن كثيرا من العالم الخارجي يدار بواسطة خبراء سودانيين مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات الإقليمية سواء كان البنك الإسلامي أو البنك الإفريقي كل هذه المؤسسات الاقتصادية الفكر سوداني والرأي سوداني والطرح سوداني هي التروس المحركة فيها، فينبغي أن نسعى لعقد مؤتمر اقتصادي يجمع كل هذه الآراء لكي نجد مخرجا القضية الخامسة هي الأزمة مع المجتمع الدولي، فبسبب مشكلة دارفور والجنوب والانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان وفوق هذا وذاك التآمر والاستقطاب الدولي والإقليمي أيضاً ولا بد أن نفكر جميعا في إيجاد معالجة لهذه المسألة من خلال تبادل الآراء. القضية الأخيرة هي قضية آلية إدارة كل هذه الأزمة ومن الضرورة إيجاد آلية لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من هذه الأجندة الوطنية وهذه الآلية يمكن أن تسمي حكومة قومية أو انتقالية أو حكومة ذات قاعدة عريضة.
◄ في حال انتهاء الحوار مع المؤتمر الوطني هل نتوقع تشكيل حكومة قومية جديدة بينكم وبين والوطني والقوي السياسية الأخرى؟
► هذا حوار مبدئي ولم تكتمل الرؤية بعد، وبعد الاتفاق سندعو للقاء جامع ستدعي لها كل القوي السياسية السودانية التي لها دور تاريخي ووجود في الساحة السياسية السودانية ولها قبول عند الشعب السوداني أن نتحاور حول هذه الأجندة لإخراج البرنامج الوطني وبعد ذلك تتشكل آلية للتوافق وذلك لإنفاذ برنامج نتفق عليه في فترة زمنية محددة.
◄ أنت الآن تتحدث عن إنقاذ البلد من مخاطر سياسية واقتصادية ودولية. إلا أن هنالك بعض القوى السياسية ترفض أي حكومة برئاسة البشير والمؤتمر الوطني ما هو رأيكم في ذلك؟
► نحن نتحدث عن ضرورة المواءمة بين الواقع والواجب، الواجب يقتضي بممارسة نظم الإنقاذ وأداء دورها ألا تكون موجودة ولكن واقع الحال يفرض علينا غير ذلك باعتبار أن هذا الحزب لا نستطيع أن نقفز فوقه وهذا يدعونا لأن نتعامل معه ولابد من وجود آلية تتجاوز العزل والإقصاء ليس هنالك مجال الآن في إطار الحل السلمي لإقصاء المؤتمر الوطني أو إقصاء أي من القوى السياسية فلابد أن نعمل جميعا، فالذين يتحدثون عن العزل لم يستصحبوا معهم الواقع والذين يتحدثون عن الإقصاء لم يفكروا فيما يجب على الناس فعله.

◄ مع الإصلاح

◄ في تقديرك الخاص أيهما أجدى للسودان خاصة وأن جسد البلاد مهترئ التغيير أم الإصلاح؟
► نحن مع الإصلاح، والإصلاح صورة من صور التغيير هنالك فرق بين التغيير والإطاحة بالنظام تغيير النظام بمعنى أننا نعمل مع النظام ونتفق معه للانتقال من مربع الواقع الموجود إلى مربع آخر نرتضيه جميعا وهذا تغيير بمشاركة النظام، الحل السلمي للأزمة السياسية السودانية لا يمكن أن يتم بعزل المؤتمر الوطني لابد أن يستمر المؤتمر الوطني ولذلك أي معالجة لقضية السودان يجب أن تقوم على مبدأ أساسي لا عزل ولا إقصاء لأحد، لأن العزل والإقصاء هو الذي أورد السودان هذا التخلف خلال الخمسين سنة الماضية.
◄ بعض المراقبين يقولون إن حزب الأمة (رجل جوة مع الحكومة ورجل برة مع المعارضة) إلى أي مدى ذلك صحيح؟
► هؤلاء يتحدثون من منطلق مراراتهم التاريخية من النظام، حزب الأمة أكثر حزب تضرر من الإنقاذ، ويكفي أننا جئنا إلى هذه السلطة بجهدنا وبتجاوب وإرادة الشعب السوداني في انتخابات حرة نزيهة. ولكن تآمروا علينا الذين أشركناهم معنا في الحكم. ولكن رغم ذلك نحن عفونا وصفحنا من أجل هذا الوطن وتنازلنا ونسينا كل هذه المرارات وبدأنا نفتح صفحة جديدة. لذلك إذا كان هنالك من يتحدث عن أننا نتعامل من منطلق اللامسؤولية فهم مخطئون.
ثانيا: كل الذين يتحدثون الآن حتى الأمس القريب كانوا أعضاء في مؤسسات المؤتمر الوطني سواء كانوا في الجهاز التشريعي أو داخل الحكومة أو اللجان المتخصصة ماعدا حزب الأمة هو الحزب الوحيد الذي ظل يقف في مربع ضرورة الإجماع الوطني وإحداث تغيير في السياسات الكلية للبلد. ولذلك كل من يدعي بأننا نتعامل بوجهين فهو مخطئ فنحن نسير بخط واحد وقرار واحد ودعوة واحدة تدعو وتؤسس لدعوة الوطن وتسمو فوق الجراح بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة

◄ الكارثة

◄ ما سر إحجام الشعب السوداني من التجاوب مع دعوات المعارضة المتكررة للخروج إلى الشارع؟
► الشعب السوداني لديه مفاتيح والتفاعل مع ما يطرح، الشعب السوداني ما زال يتعامل مع الأطروحات الواقعية الموجودة وهي الحوار وإحداث التغيير باستصحاب الواقع الموجود. ولم تتوفر حتى الآن مقومات أي عمل لمواجهة هذا النظام من الداخل.
ثانيا: ظل الشعب السوداني في المراحل الفائتة يقدم التضحيات في إطار برنامج أو خطة. والآن ليس هناك خطة أو برنامج واضح. والذين يتحدثون عن إحداث التغيير بالإطاحة أو المصادمة ليست لديهم هذه الآليات. والذين يتحدثون عن التغيير عن طريق الحوار ليست لديهم الرغبة الآن في هذا الاتجاه. ولكن هذا الخيار متاح إذا لم يستجيب المؤتمر الوطني لهذه الفرصة الذهبية. وأن لم يجلسوا مع بعضهم لمعالجة هذه الأزمة الوطنية ستقع الكارثة. وإذا أردنا هذه الكارثة يمكن أن نفجرها غدا ولكننا الآن نمسك بزمام المبادرة و(نلجم) حتى نستطيع العبور بهذه البلد.
◄ لديكم قيادات في حزب الأمة دعت صراحة للتظاهر والإطاحة بالحكومة ولديها خطاب متشدد تجاه نظام البشير.عكس حديثكم الوفاقي تماما؟
► ولكن قيادات الحزب ومؤسسات الحزب تقف في مربع آخر.
◄ هل هي عناصر متفلتة؟
هؤلاء بعض الإخوان. وطبعا نحن جميعا لسنا في درجة واحدة من الاستيعاب لمتطلبات المسألة. حزب الأمة يتعامل بالمؤسسات وليس أفرادا. السيد رئيس الحزب هو رئيس مؤسسة الرئاسة. وبالتالي يتحدث عن هذه الأجهزة وعن دونها الأمين العام رئيس الجهاز التنفيذي يتحدث عن الجهاز التنفيذي وما دونه. ولذلك من يجوز له التعبير عن نظرة الحزب هم رئيس الحزب الأمين العام والمكتب السياسي. حاليا وهم الموجودون في الساحة. وما يصدر منهم هو ما يعبر عن مؤسسات الحزب. أما ما يعبر عنه بعض الأشخاص بمزاجهم الشخصي أو انفعالهم وتجاوبهم مع الضغوط الخارجية هذا شأن خاص بهم لا يمثل أبداً حزب الامة.
◄ تحدثت عن تآمر الشيوعيين والإسلاميين بعد ثورتي أكتوبر وأبريل هل تعتقد أن تجمع المعارضة بمقدوره قيادة البلاد في ظل التباين الفكري الواضح بين مكوناته وحسم قضايا مصيرية مثل إقرار الدستور الدائم للبلاد وكيف سيكون شكله علماني أم إسلامي، وهل هذا سيقود البلاد مجددا لمربع التآمر كما ذكرت لفرض كل فريق رويته الأيديولوجية؟
► نحن نتحدث عن أجندة وطنية. والدستور يرتكز على معاني الإسلام وهذا يعبر عن الشعب السوداني غالبيته يتحدث عن العلمانية بأنها ليس لها أرضية صالحة بان تغرس أو توضع هذه البذرة حتى تنمو العدالة والتسامح والمحبة هذا هو الإسلام المطلوب. ونحن نريد أن نكون جزءا من الصحوة الإسلامية المتجددة الآن والتي تستصحب معها الواقع وتتعايش مع الحضارات الأخرى ولا تصادمها. هذا الفكر وهذا الطرح هو الذي سيسود رضي الناس أم أبوا وحتى الإخوة في اليسار الآن ليس لديهم اعتراض في مسألة الشريعة لأنهم لا يريدون أن يعيشوا في جزيرة معزولة عن الشعب السوداني. ولكن فهمهم للممارسة والتجربة الإسلامية التي شهدوها خلال العشرين سنة الماضية والتي أسست لمفاهيم خاطئة عندهم. الآن نحن نعمل على إصلاحها من خلال منابرنا ولقاءاتنا وحواراتنا التي نديرها والتي يقودها رئيس الحزب هي التي ستعزز هذا المعنى لديهم، ولذلك أنا لا أعتقد أن من يتحدث عن علمانية والتي تعني فصل الدين عن الدولة وجعل حياة الشعوب رهينة للمزاج البشري هؤلاء لن يجدوا مساحة في السودان أبداً طال الزمن أم قصر.

◄ فكر وافد

◄ ولكن هؤلاء موجودون بطرحهم هذا منذ أكثر من عشرين عاما ومطالبهم ليست جديدة ولم تأت خلال العشرين سنة الماضية؟
► هذه مفاهيم وغرس جاءوا به من الخارج من كوريل والأخ المرحوم محمد سليمان المحامي (ومن لف لفه) جاءوا بهذه الأفكار نتيجة تأثرهم بمجتمعات أخرى ونقلوا هذه الفكرة إلى مجتمع لا علاقة له بهذه المجتمعات، الآن أنا أرى الأخ نقد وهو زعيم الشيوعيين في السودان يجلس إلى الأمام الصادق المهدي ويتحدث إليه بروح طيبة جدا وفهم متعمق لما نطرحه من فهم عن الإسلام ونتفق معا في نقدنا للتجربة الإسلامية التي تمت، ولكن ممارسة الإسلاميين والمرارات التاريخية والتنازع بينهم بين الشيوعيين والإخوان المسلمين وباعتبارهم وافدين (فكر وافد) جاءوا لأرض لم يجدوا فيها قابلية للنمو والتطور. لذلك كان لابد لهم من الرجوع والنهل من المورد السوداني. ولابد من الرجوع والتكيف للعيش في المناخ السوداني. والأرض السودانية التي لا تنبت إلا مسلمين معتدلين ومحترمين للإنسان والمواثيق والقيم والحقوق والواجبات.

◄ خيار التغيير

◄ أيهما أنسب للسودان انتفاضة شعبية في حال عدم وصولكم لاتفاق مع الوطني أم انتفاضة انتخابية وإذا كانت انتفاضة انتخابية فما هي المعايير لنزاهة الانتخابات؟
► سقط معيار أو عامل أو وسيلة الانتخابات. قد سقطت وأسقطها المؤتمر الوطني لممارسته الماضية. وكانت فرصة للمؤتمر الوطني أن يؤسس لتحول ديمقراطي يقوم علي ممارسة حرة ونزيهة للانتخابات ولكنه لم يفعل. ولذلك هذا الخيار قد سقط ويبقي هنالك خيار التغيير ويكون بآليتين. إما آلية الحوار والذي نعمل به الآن ونجد تجاوب واستعداد من الطرف الآخر للوصول إلى مربع وفاق نلتقي حوله ونعمل من خلاله لمعالجة الأزمة الوطنية. ولكن إذا انتكست هذه المسألة ولم نوفق هناك خيار المصادمة موجود. وليس هناك مجال لانتفاضة انتخابية. هنالك خياران فقط لا ثالث لهما إما عن طريق الحل السلمي أو حل (بالسنون والعضعيد والكسير والتعطيل) ونحن نرى أن فيه مخاطر للسودان وإذا لم يكن هنالك خيار إلا الكي فلا بد من وضع المحور في مكانه.
◄ إذن أين الجهاد المدني الذي ظللتم تلتزمون به طوال تاريخكم السياسي؟
► لم نتخل عنه. ونحن الآن نقود الحوار والجهاد المدني واحد من آليات هذا الحوار ونحن نسير فيه ونصر عليه. ولكن إذا تعنت الطرف الآخر ولم يتيح الفرصة لتحقيق الإجماع الوطني نحن لا نستطيع أن نقف في وجه الشعب السوداني ورغبته في احداث التحول الديمقراطي بأي آلية من الآليات. وفي وقتها قد لا نكون نحن من نقود هذه العملية. ولكن سندعمها ونقف معها لأن هذا ما اختاره المؤتمر الوطني وسيكون هو الذي قاد الوطن للتهلكة والضياع.

◄ أسباب الفشل

◄ سبق وأن توصلتم لاتفاق التراضي بعد فترة أعلنتم وفاته ما هي الضمانات لعدم تكرار تجربتكم السابقة مع الوطني المعروف بنقض العهود والمواثيق كما يرى المراقبون؟
► أود أن أقول ملاحظة صغيرة: يجب عليكم أنتم الصحافيون أن تأخذوها بعين الاعتبار وهي دراسة الأمور وتحليلها حتى نقف على سلبيات وإيجابيات كل مرحلة ومن الأسباب التي أدت إلى الفشل في المراحل الماضية أننا لم نضع آليات التنفيذ وتركنا المؤتمر الوطني للتنفيذ. وتركناها للظروف التي تعززت. الآن هناك آلية ومرجعية وهي الحكومة القومية الانتقالية التي لا تقصي ولا تعزل أحدا. والمرجعية هي ملتقى القيادة ولقاء القمة الذي يؤسس للبرنامج الوطني. والآن الحوار حوار مؤسسات. والتفاوض مفتوح للجميع وليس ثنائي. ثالثا: لابد من وجود آلية لوضع البرنامج الوطني الذي نتفق حوله ثم بعد ذلك آلية تنفيذ هذا البرنامج وهي الحكومة الوطنية الانتقالية. وقد احتطنا تماما لهذه المرحلة وإذا وفقنا الله لما فيه الخير للبلاد والعباد سيرون خيرا كثيرا إن شاء الله.
◄ ما مقدار نسبة الخلاف والاتفاق بينكم والمؤتمر الوطني؟
► أنا لا أتحدث عن الخلاف بل عن القضايا المطروحة الآن. وصلنا بنسبة 85% لهذه القضايا المطروحة. والاختلاف والاتفاق لا نستطيع أن نحددها.وتم تناول هذه القضايا بروح وطنية ورغبة جادة وصدور مفتوحة بأن نؤسس لمعالجة قضايا وطنية.
◄ حواركم مع الوطني هل يأخذ شكلا ثنائيا أم جماعيا؟
► الحوار مع المؤتمر الآن حوار مبدئي. وبدأنا حديثنا بنفس الكيفية مع الحركات المسلحة ولم نستصحب معنا قوات التحالف أو المؤتمر الوطني. جلسنا معهم في الدوحة وفي طرابلس وفي القاهرة، جلسنا مع الحركة الشعبية وسلمناها رؤيتنا حول هذا الموضوع وجلسنا مع قوة التحالف وعرضنا عليهم هذه الأجندة الوطنية.
ولذلك ليس هناك ثنائية كما يتحدث الناس بأننا نريد أن نقتسم السلطة والثروة وما إلى ذلك.
◄ الشاهد أن حزب الأمة لم يستطع لم شتات حزبه الذي تشرذم لمجموعات من خلال إدارة حوار مع المنشقين كيف يكون باستطاعته إدارة حوار وقيادة البلاد والوصول بها لبر الأمان وضمان سلامتها ووحدة أراضيها؟
► إذا كان ما تقوله معيار لقدرتنا فقد انشق منا السيد مبارك الفاضل ومجموعته ورجع مرة أخرى.
◄ يقال إن مبارك الفاضل رجع لأجندة معينة؟
► دعك من نوايا الناس، عاد السيد مبارك الفاضل بإرادته الحرة ورغبته الجادة في أن يعمل عبر آليات حزب الأمة ولذلك علينا بظاهر الأعمال.
◄ ألا توافقني الرأي بأن الشعب السوداني ليس لديه الرغبة في الخروج إلى الشارع ليس حبا في البشير ونظامه ولكن خوفا من صعودكم انتم في حزب الأمة والاتحاد الديمقراطي وبقية القوى السياسية الكلاسيكية للسلطة خاصة أنكم أصحاب رصيد في التجارب الفاشلة؟
► الشعب السوداني الذي يحجم عن الخروج هو شعب حزب الأمة والاتحاد الديموقراطي والأحزاب السياسية الأخرى. وأنا أدعوك لأن تذهب معنا إلى مدينة القضارف quot;شرق البلادquot; لترى بأم عينيك هل لدينا جماهير تحت السيطرة. وليتك ذهبت يوم الجمعة الماضية إلى الجزيرة أبا quot;وسط البلاد ومعقل أنصار المهديquot; معنا لترى خلال شهرين هل تكرر مشهد لم تشهده الجزيرة أبا منذ تسعينيات القرن الماضي. والآن نحن في كل مكان مستعدين لأن نقدم النموذج بأن لدينا جماهير لديها الرغبة في احداث التحول الديمقراطي ولكنها تلتزم بالسياسات التي تنتهجها القيادة ومنصاعة لها ونحن لو أردنا أن نفجر أزمة ونخرب هذا البلد الآن يمكن أن نعلنها من هذا المكان وسترى أنت ما سيحدث.