القاهرة: عبدالغني عبدالرزاق

رغم مرور أكثر من 10 سنوات على رحيل الفنانة سعاد حسني وإعلان القضاء البريطاني أنها ماتت منتحرة، فإن أسرتها لم تتقبل حكم القضاء البريطاني وتؤكد أنها ماتت مقتولة ومنذ أكثر من عام اتهمت أسرة الفنانة الراحلة محسن السكري قاتل سوزان تميم بأنه نفذ عملية قتل السندريلا، مستندين إلى أن محسن كان في زيارة إلى لندن قبل وفاتها بأيام قليلة وتم إغلاق التحقيق في القضية دون أن يتم التوصل إلى شيء.

ومنذ عدة أيام قامت أسرة سعاد حسني بتقديم بلاغ للنائب العام تطالب فيه بإعادة التحقيق في مقتل سعاد متهمين النظام الحاكم بقتلها.
واستندت أسرة سعاد حسني هذه المرة إلى أن سعاد كانت تعمل مع المخابرات المصرية في فترة الستينيات إلى أن حدثت النكسة وتم فتح قضية تجنيد الفنانات وتم محاكمة مدير المخابرات المصرية صلاح نصر وبعض رجاله وكان من بينهم صفوت الشريف، وقد أعلنت جانجاه حسني أن شقيقتها سعاد كانت تنوي قبل وفاتها أن تكتب مذكراتها الشخصية وكانت ستكتب عن فترة عملها مع المخابرات المصرية والتي كانت ستكشف أسرار وفضائح عدد من المسؤولين الكبار في نظام الرئيس السابق حسني مبارك.
وأكدت جانجاه أن وقت الحساب قد حان فمع نجاح الثورة وسقوط نظام مبارك جاءتها الشجاعة أن تكشف هذه الحقائق بعد أن كان مصير القضية قد أغلق بعدما رفضت المحكمة إعادة تشريح جثمان سعاد، بسبب بعض المغالطات في التقارير الفنية والطبية التي أجرتها السلطات البريطانية.
أما عاصم قنديل محامي أسرة سعاد فأعلن أن لديه مستندات ستغير سير القضية وتثبت تورط شخصيات بارزة في النظام السابق في قتلها؛ لأن علاقة سعاد حسني بجهاز المخابرات لم تكن محل شكوك أو نقاش مع أسرتها وقت مصرعها عام 2001 حيث كان يشوبها الكثير من الغموض.
ويقول المحامي: إن سعاد بدأت تتكلم عن هذا الأمر قبيل مصرعها، بحسب شهادات بعض المقربين منها فضلا عن إعلانها تسجيل مذكراتها الشخصية وقتها، ومما لا شك فيه أن هذه الحكايات التي كانت تشير إليها سعاد كانت تخص أمورا سرية لا يجب التحدث عنها لذلك كان لا بد من إسكاتها للأبد؛ لأن سعاد كانت تتحدث في أشياء لا يجوز الكشف عنها. وهذا ما تدعمه نصوص التحقيقات المنشورة مؤخرا عن محكمة الثورة عام 1968 والتي عرفت باسم (قضية انحراف جهاز المخابرات العامة) وتخص وقائع قام بها مسؤولون بعينهم منذ عام 1963 حتى عام 1967 في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
كما أكد قنديل على أنه سيسافر قريبا إلى لندن مع إعادة فتح التحقيق للوقوف على موقف البوليس الإنجليزي الذي بات عليه مراجعة موقفه مع المعطيات الجديدة في القضية، خاصة فيما يتعلق بملاحقة نادية يسري (صديقة سعاد) من جديد؛ لأنها تملك تفاصيل وفاة سعاد.

انتحار أم قتل؟
من ناحية أخرى، اختلفت آراء نجوم الفن حول لغز نهاية سعاد حسني، فيقول الفنان أحمد رمزي: في البداية أنا متأكد أن سعاد حسني انتحرت ولم تقتل برغم كل ما قيل؛ لأن وزنها ازداد في الفترة الأخيرة وملامحها تغيرت ولذلك لم تكن لديها الجرأة لمواجهة الجمهور ولذلك انتحرت.
وتتفق معه في الرأي المخرجة إيناس الدغيدي حيث تقول: من يجرؤ على قتل سعاد حسني، وما المصلحة من قتلها؟ فمن المعروف أن سعاد كانت مصابة باكتئاب في الفترة الأخيرة والاكتئاب من المعروف أنه من الممكن أن يدفع صاحبه إلى الانتحار.
أما الفنان سمير صبري فيرى أن سعاد ماتت مقتولة حيث يقول: أنا غير مقتنع على الإطلاق بفكرة انتحارها بسبب عدم وجود مبرر للانتحار، فسعاد كانت في حالة نفسية جيدة بعد أن فقدت جزءا كبيرا من وزنها وأجرت عددا من عمليات التجميل وتسلمت مبلغا ماليا كبيرا مقابل تسويق آخر أعمالها.
أما الشاعر أحمد فؤاد نجم فيرى أن الفنانة الراحلة سعاد حسني تعرضت للقتل، ولم تُقبل على الانتحار كما ردد البعض مستندا إلى أنه تحدث معها قبل 48 ساعة من وفاتها، وكانت راغبة في العودة للفن من جديد إضافة إلى أنها أخبرته أن وزنها أصبح 75 كيلوغراما، وأنها كانت سعيدة بهذا الأمر إلا أنها تعرضت للقتل بعدما سجلت ثلاث ساعات ونصف من مذكراتها مع الكاتب الصحافي عبداللطيف المناوي، مشيراً إلى أنها قُتلت لأنها تحدثت أو كانت ستتحدث عن أشياء تفضح مسؤولين كبارا. جدير بالذكر، أن سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني توفيت إثر سقوطها من الطابق السادس من شرفة منزل صديقتها نادية يسري في لندن نتيجة كسر في الجمجمة، وكان الشيء المثير للجدل أن الشرفة كان بها أسلاك وتمزقت، ومن المحتمل أن تشهد الأيام القادمة مفاجآت مثيرة في قضية مقتل أو انتحار سعاد حسني.