إعتبر معارضون وصحافيون سوريون أن تقديم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك الى المحاكمة هو حلم تحقق لكل عربي، وخطوة تفتح حقبة جديدة في العدالة، وتعزز من سقوط الصورة النمطية للديكتاتور.


رأى المعارض السوري أشرف المقداد quot;أنّ تقديم مبارك للعدالة هو حلم كل مصري وعربي ، وبالتأكيد حلم كل سوري، فهناك الكثير من الأسئلة التي يريد المواطن أن يعرف اجاباتهاquot;.

وقالquot; أسئلة كثيرة حول َمن هم المسؤولون عن المذبحة والبلطجية وذاك اليوم المشؤوم ، وأسئلة عن ثروات مصر ومن سرقها وكيف وأين هي هذه الثروات؟، والكثير من قبيل ذلك quot;، واعتبر أنه quot;حتى يطوي الشعب هذه الصفحة المؤسفة من تاريخه هو يريد أن يعرف الحقائق ويريد أن يستوعب العبر، وهي ضرورية كمرحلة النقاهة بعد عملية جراحيةquot; ، معبّرا عن أمنياته quot;أن تكون هذه المحكمة، وهذه الإجراءات القانونية شفافة ومفتوحة للجميع ليرى ويسمع، ولتكون هذه حقبة جديدة في العدالة أيضاquot;.

وأضاف المقداد quot; قد يكون هذا حافز للحكام العرب بأن يتشبثوا أكثر بمناصبهم لكي لايجابهوا مثل هذه المحاكم والمساءلة، ولكن هذا النوع من المحاكمات ضروري للمستقبل وللأجيال القادمة لتأخذ عبرة ودرسا حول كيف من الممكن أن تصل الأمور عندما تفتقد الديمقراطية والصحافة الحرة، ولأي مدى قد يصل إليه هؤلاء الديكتاتوريين؟quot;.

من جانبها قالت الصحافية السورية خولة غازي في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; إنّ محاكمة مبارك هي أمر إيجابي quot;، وأضافت quot; لسنوات اقتصر الوطن بشخص في تونس أو مصر، ولكن ها هي مرتبة الحاكم قد نزلت من مرتبة نصف اله الى مصاف الأشخاص العاديين ، وبات الديكتاتور مثل الآخرينquot;.

وأكدت quot; الصورة النمطية للديكتاتور سقطت وهذا أمر مهم جدا في هبوط تلك صورة quot;، واعتبرت quot; أنّ هذه الصورة التي تهاوت بدأ وقوعها منذ اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومحاكمته واعدامه quot;، وشددت quot;لقد سقطت quot;الهيبةquot;، وللأسف أنّ الحكام العرب لم يعتبرواquot; .

ورأت quot; أنّ ارادة الشارع هي التي تحكم الآن، وليست القصور ولا الغرف الفارهة، والشارع هو الفيصل وله اليد الطولى quot; .

بدوره إعتبر المحامي رجاء الناصر المعارض السياسي السوري في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; quot;أنّ المجلس العسكري في مصر رضخ لأحد المطالب الأساسية للثوار في احالة الرئيس السابق حسني مبارك الى المحاكمة quot;، وقال quot;أحسب ان هذه الإحالة جاءت متأخرة نسبيا ، فمبارك ارتكب بحق شعبه وأمته الكثير من الجرائم في مقدمتها إضعاف دور مصر القومي والعالمي وتحويلها من دولة استقطاب الى مجرد دولة تابعة والاستيلاء وهدر المال العام والاعتداء على السلم الأهلي من خلال تعزيز الانقسامات المذهبية والطائفية quot;.

وأضاف الناصر quot;أنّ مبارك ساهم في الاشتراك الفعلي في الاعتداء على شعب عربي عبر الاشتراك في التحالف الدولي للعدوان على العراق و دعم قوى مرتبطة بالعدو الصهيوني في أكثر من ساحة عربية، وكانت له مسؤوليته المباشرة عن قتل المئات من المصريين في انتفاضة الشباب الأخيرة خلال فترة 25 ينايرquot; .

ورأى quot;أن معظم هذه الجرائم ثابتة ولا تحتاج إلى أدلة إضافية عبر القرارات والإجراءات والتصريحات الصادرة خلال فترة حكمهquot; ، ومع ذلك أشار الناصر الى quot;ضرورة أن تجري هذه المحاكمات بسرعة وان تنفذ بحقه العقوبات المكافئة لتلك الجرائم ليكون عبرة لغيره من الرؤساء والحكام العربquot;، وقال quot;من المهم أيضا أن يلقى العقاب أبناؤه وشركاؤه وكل معاونيه حيث أنّ هذا النوع من الجرائم لا يفيد الدفع بها quot; بتنفيذ الأوامر quot; حيث تنص القوانين على عدم طاعة الأوامر لمخالفة للقوانين وشريعة حقوق الإنسان quot;.

هذا واتفق أكثر من ناشط سوري على أنّquot; محاكمة مبارك هي أمر جوهري، فهذه التجربة الأولى للمنطقة في محاكمة رئيس عربي في وطنه وبمطلب شعبه وبأيديه quot;، واعتبرواquot; ان الشعب المصري صنع ثورته بنفسه والآن يصنع العدالةquot;.