موسى عساف
raquo;يبدو أن ''الزار الإعلامي'' الذي أعدت له طهران ولندن قبل الرابع عشر من فبراير الماضي، يبدو أن هذا ''الزار'' لايزال يتواصل إلى اليوم، حتى بعد انكشاف الحقائق، واطلاع العالم أجمع على تفاصيل كل ما حدث بكل شفافية وحيادية. لكن على ما يبدو أن ''الغارديان''، وما تدعيه من المصداقية والشفافية والمهنية، لاتزال تعيش أدوار جاسوسية القرن الماضي بالتحريض على الحكومات والأفراد، مستعينة بذلك بستار من الأكاديميين الإيرانيين، من الواضح أنهم لازالوا يمارسون أدوارهم المشبوهة في عاصمة الضباب. فالهجوم الأخير الذي شنه أستاذ للتنمية الدولية والسياسة في جامعة روتجرز، هوشنك أمير أحمدي، وزميله الأستاذ السابق للعلوم السياسية في جامعة طهران كاوه افراسيابي على صفحات الغارديان مؤخراً، دليل آخر على أن حكومتي طهران ولندن لم تكتفيا بعد من ''الزار الإعلامي'' الذي أطلقته للرقص على الجرح البحريني وبكل لغات العالم وعلى مختلف وسائل إعلامه. فالغارديان مثلها مثل ''بي بي سي'' كما هو معروف أحد أهم أذرع الحكومة البريطانية الإعلامية، وبعيداً عما يتم تداوله من مصداقية وشفافية ومهنية، يبقى هذان المنبران انعكاساً واضحاً للسياسة الرسمية البريطانية، فما هو الحال إذاً إذا كان هذا ''التشويه'' وقلب الحقائق قد خط بأيدي إيرانية فارسية، عرفنا وعرف العالم جميعه منطلقاته وأهدافه وسير خطاه؟! فاللغة والأسلوب وطريقة العرض والتحريض هي ذاتها التي رأيناها على وسائل الإعلام الإيراني منذ الرابع عشر من فبراير، مع مبارزة واضحة في درجة التصعيد بين ''العالم'' و''المنار'' و''آل البيت''، لتدخل في ذات السباق ''بي بي سي'' والتي يبدو أنها شعرت بالهزيمة أمام ''الردح'' الإعلامي الإيراني، فاستعانت بشقيقتها ''السوء'' ''الغارديان'' لتواصل ذات الرسالة في التشويه والتحريض على مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي. وكان واضحاً للغاية في المقال الذي نشرته الغارديان حجم الحقد الدفين، ليس على البحرين والخليج العربي فحسب، بل على الأمة العربية بأجمعها، حين طالب كاتبا المقال أمريكيا وأوروبا بالضغط على البحرين والسعودية لصالح إيران، في إشارة واضحة للغاية أن الهدف الأخير لمقالهما هو تخفيف الضغوط عن حكومة طهران في ملفها النووي، وإعادة المياه إلى مجاريها بين إيران والغرب. ومن الواضح أيضاً أن الكاتبين والصحيفة نفسها استغلت وبصورة مقززة للغاية ما مر في البحرين من أحداث مؤسفة لتقترح ''شروطها'' على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والتي تمثلت في تأييد مطالبات نائب وزير الخارجية الهنغارية زولت نيميث، الذي دعا في بيان له إلى تدخل حلف شمال الأطلسي في البحرين على غرار تدخله في ليبيا، حيث تزامن بيانه مع التحرك الأخير للاتحاد الأوروبي لتجميد الأصول وحظر السفر على 32 مسؤولاً إيرانياً ثبت تورطهم في انتهاكات حقوق الإنسان. - ورق أبيض.. من الواضح جداً درجة التنسيق العالية بين طهران ولندن بشأن سعيهما لإبقاء البحرين ومنطقة الخليج العربي دائماً بؤرة للتوتر، وما التصريحات التي أطلقها رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال حسن فيروزبادي أمس إلا جزء من هذا المخطط، حيث صرح أن هذه المنطقة، ويقصد بها الخليج العربي، ''كانت دائماً ملك إيران''، واصفاً قيادات الخليج العربي بـ''جبهة الدكتاتوريات العربية''.. .. وغداً نتناول ''هلوسات فيروزبادي''..
التعليقات