موفق محادين

صعد حزب البعث والاخوان المسلمون معا الى مسرح الاحداث في سورية في خمسينيات القرن العشرين .. ، وقبل ان يسيطر البعث على السلطة بانقلاب عسكري 1963 ، تقدم على جماعة الاخوان المسلمين بالانتخابات البرلمانية في تلك الفترة ...

ولم تكن العلاقة حسنة بين الطرفين حتى عندما كان الجناح quot;المعتدلquot; وممثلهُ في السلطة الضابط السني امين الحافظ ممسكا بالسلطة حيث كان اول من اقدم على قصف حماه واصطدم مع الاخوان المسلمين ...

ولم تتحسن هذه العلاقة إلا مع سيطرة الضابط العلوي القوي في وزارة الدفاع quot;حافظ الاسدquot; على السلطة عام 1970 وكان الاخوان وغرفة تجارة دمشق من اشد مؤيديه ضد الجناح اليساري السابق بزعامة الدكاترة الثلاثة quot;اثنان منهم من اهل السنةquot; رئيس الجمهورية نور الدين الأتاسي ورئيس الحكومة يوسف زعين ....quot;

لكن شهر العسل بين الاسد والاخوان لم يستمر طويلا فانفجر الصراع بين الطرفين, في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي وسط اتهامات الاخوان للنظام بالطائفية, واتهامات النظام لهم بتنفيذ اجندة اقليمية ودولية للتغطية على اتفاقيات كامب دي يد واستهدافات العدوان الصهيوني على لبنان 1982 ومشروع ريغان ومبادرة فاس الاولى للتسوية كما اتهمهم النظام بتلقي دعم بالاسلحة والاموال من القاهرة وبغداد وحزب الكتائب واوساط نفطية وعربية مجاورة ...

وبعد ان تمكن الاسد من تجاوز تلك الفترة عبر صدامات مسلحة تبادل الطرفان فيها استخدام العنف quot;حماة وتدمر مقابل حادثة مدرسة المدفعيةquot; .. راح يبحث عن مجالات ودوائر سنية اخرى, منها توسيع نفوذ اهالي درعا وحوران في الاجهزة الامنية, ومنها توسيع نفوذ جماعات اسلامية جديدة برعاية كفتارو والبوطي وشيوخ اكراد آخرين, وكذلك حركة الاحباش, اضافة لما عرف بالمرسوم رقم (10) لصالح غرفة تجارة دمشق ...

في ضوء هذا التاريخ, ثمة ضرورة لاستعادة مناخات المصالحة السياسية مع جماعة الاخوان, بالدرجة الاولى ثم الحديث عن أي اصلاحات اخرى. ذلك ان جماعة الاخوان تشكل غطاء سياسيا مهما لاعتبارات داخلية وخارجية, داخلية بالنظر الى الخارطة الاجتماعية المعروفة في سورية, وخارجية بالنظر للمشهد الاقليمي الذي يتشكل في كل المنطقة ويلعب الاسلاميون والاتراك فيه دورا مهما لا فائدة من إنكاره...