سركيس نعوم

علّق المسؤول نفسه المتعاطي مباشرة مع تركيا، اوضاعاً وقضايا ومشكلات وملفات، داخل quot;الادارةquot; الاميركية المهمة نفسها على اقتناع البعض داخل واشنطن وخارجها بضرورة فرض حظر طيران فوق ليبيا وعدم ارسال قوات برية اليها، قال: quot;لا احد يستطيع التحكم بذلك. عندما تدخل هذه المعمعة لا يعود في استطاعتك التراجع. خطورة الارض والمعركة والتطورات تفرض عليك اموراً قد تكون فكرت فيها ولكن من دون ان تكون مؤمناً بها. اننا نفضل ان يصدر القرار المتعلق بليبيا عن الامم المتحدة وتحديداً عن مجلس الامن فيها. ونحن نعمل على ذلك. واذا وافق على هذا الأمر حسناً. وهذه الـquot;اذاquot; لا تزال كبيرة، لأن روسيا والصين لا تزالان معترضتين على حظر الطيران وما يستتبعه. واذا عجز مجلس الامن عن اصدار قرار في هذا الشأن فان قرارا قد يصدر بانشاء تحالف خارج الأمم المتحدة لمعالجة الموضوع الليبي مشابه للتحالف الذي أُنشىء للعراق قبل سنوات. علماً ان quot;تحالف العراقquot; لم يُثبت نجاحاً كاملاً. وفي أي حال لا تنسَ ان هناك الـquot;نيتوquot; اي حلف شمال الاطلسي. والبحث داخله جارٍ حول الموضوع نفسه. على كل يطالب العرب والليبيون بتدخل اميركي ndash; دولي لترتيب الوضع في ليبيا. وانا هنا اسأل: لماذا لا يتدخل العرب القادرون لانجاز هذا الهدف؟ طبعاً المشكلات محتدمة الآن في المنطقة العربية، لكن في النهاية اتخذت جامعة الدول العربية قراراً بالطلب من الامم المتحدة اقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا. الا انها لم تكن واضحة وتفصيلية في طلبها هذا، اي تفاصيل تتعلق بطريقة تطبيق الحظر، وهل يعني منع الطيران ترك وسائل الدفاع الجوي التي تملكها قوات القذافي ناشطة؟quot;. علّقت: العرب يطلبون دائماً من العالم واميركا في مقدمه ان يعمل لحل مشكلاتهم واحياناً نيابة عنهم. وهم يطلبون منه سراً أن يخلصهم من اعدائهم. اما في العلن فانهم يحذرونه من ضرب هؤلاء الأعداء عسكرياً، بل يرفضون ذلك. ومن هؤلاء quot;الاعداءquot; ايران. رد: quot;هذا صحيح. على كل سنرى ماذا سيفعل حلف شمال الاطلسي. انه يدرس ويشتغل. وسنرى بأي مخططات سيخرجquot;. هل يُتخذ قرار عسكري في شأن ليبيا بعد استعادة القذافي كل مناطق الثوار، وفي حال نجح في ذلك؟ سألت. اجاب: quot;لا اعرف. هذا افتراض واستباق. لا جواب عندي عن ذلك. على كل تركيا دولة اسلامية وفي الوقت نفسه عضو في حلف شمال الاطلسي. موقفها من ليبيا مترجرج، عندها 25 او 35 الف عامل في هذه الدولة. صمتت في البداية كي تُجليهم عنها وتعيدهم الى بلادهم. مواقفها داخل الحلف وخارجه كانت من نوع quot;ضربة على الحافر وضربة على المسمارquot;. فهي كانت تفهم دوافع الانتفاضة الشعبية الليبية، لكنها كانت تدعو في الوقت نفسه الى عدم التدخل في الشأن الليبي او حتى ربما في الشأن الاسلامي عموماً. وحتى الآن قد تكون لا تزال على موقفها عدم التدخل. لكنها في النهاية ولأنها عضو في حلف شمالي الاطلسي كان ضباطها يشاركون ضباط الدول الاخرى العضو في الحلف في وضع الخطط العسكرية للتعاطي مع الموضوع الليبي. هذا يعني انها في النهاية قد تتدخل، وقد يكون تدخلها في البداية لوجستيا فقط، وربما تحول عسكرياً لاحقاً اذا دعت الحاجة. في اي حال تركيا ساذجة دائما (naiuml;ve) ولاسيما الاسلاميون الحاكمون فيها اليوم. يريدون ان يكون لهم موقف من كل شيء في المنطقة. ويريدون ان يكون لهم دور. يتدخلون في كل شيء. علما انهم لا يصلون الى الآخر دائما. ما يهمهم هو الدور، وقد يكونون يعدّون انفسهم لدور اقليمي كبيرquot;. سألت: ماذا عن علاقة تركيا الحالية اي الاسلامية مع اسرائيل بعد كل الذي حصل في الاشهر الاخيرة؟ اجاب: quot;اردوغان رئيس الوزراء لا يحب اسرائيل. وكذلك حزبه اي حزب العدالة والتنمية. اسرائيل لم تحترمهم ايضا. لكنهم برروا العلاقة معها وبرّدوها، وهي مستمرة لأنهم اذكياء. الا ان الاسرائيليين لم يعودوا يثقون بتركيا، ولم يعد في امكان تركيا استغلال علاقتها باسرائيل للقيام بدور مع العرب اي بينها وبينهم، وخصوصاً بعد فشل مفاوضات سوريا ndash; اسرائيل غير المباشرة التي رعتها تركيا الاسلامية واستضافتها، وبعد حادث quot;اسطول الحريةquot;. دور تركيا على هذا الصعيد قد انتهىquot;. سألت: ماذا عندك عن علاقة تركيا الاسلامية بايران؟ اجاب: quot;التجار الاتراك لا يحبون التعاون مع زملائهم الايرانيين لأنهم لا يثقون بهم. ويبدو ان الودّ بين القادة الاتراك وايران مفقود رغم انفتاح حكومتهم عليها. ربما يعود ذلك الى التاريخ القديمquot;. سألت: ماذا عن شعور ايران حيال تركيا؟ بماذا اجاب؟