علياء سعيد
تناول كتاب صدر حديثا أبرز حوادث الاغتيالات السياسية التي شهدتها مصر خلال القرن العشرين، والتي أثارت جدلا وقت حدوثها ونالت اهتمام العديد من الصحف المحلية والعالمية.
وعرض الكتاب الذي صدر حديثا عن دار الكتاب العربي ببيروت بعنوان quot; الاغتيالات السياسية في مصرquot; من تأليف الدكتور خالد عزب والباحثة صفاء خليفة، ثمان حوادث بالتفصيل في 670 صفحة من أبرزها اغتيال بطرس باشا غالي، والرئيس الراحل أنور السادات، والإمام حسن البنا، والنقراشي باشا.
ويحلل الكاتب في الجانب المتعلق بدوافع ارتكاب الجريمة ظروف وملابسات كل حادث اغتيال، كالأحداث السياسية في مصر التي واكبت ارتكاب الجريمة، وكذلك التعريف بالشخص الذي تم اغتياله و الدوافع التي دفعت لاغتياله .
ويذكر الكتاب أن في حادث اغتيال بطرس باشا غالي، اعترف إبراهيم الورداني بأنه القاتل وحده دون شريك؛ وعندما سأله رئيس النيابة عن سبب القتل أجاب علي الفور quot;لأنه خائن للوطن، وجزاء الخائن البترquot;، وأحيل الورداني في يوم السبت 2 ابريل 1910 إلي محكمة الجنايات التي قضت بإعدامه ونفذ الحكم في 28 يونيو 1910.
وكان اغتيال السير لي ستاك سردار الجيش المصري وحاكم عام السودان في 17 نوفمبر 1924 بمثابة بداية عصر الانتكاسات الوطنية، مما يوحي بأن عملية اغتيال السردار قد جرى استثمارها لصالح الاستعمار البريطاني، ووصف البعض اغتياله بأنه quot;اغتيال لسعد زغلول وحلمهquot;، وفي ذلك يقول سعد بعد وقوع الحادثة: quot;إن جريمة اغتيال السردار قد أصابت مصر وأصابتني شخصيًاquot;.
أما حادث اغتيال أحمد ماهر باشا في أكتوبر 1944 في نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعد تولي أحمد ماهر منصب رئيس الوزراء تعرض لهجوم عنيف بعد إعلان دخول مصر الحرب ضد المحور وانحيازه للانجليز، وقاد الهجوم الملك فاروق وحزب الوفد، وأشيع عنه أنه موال لليهود وتابع للانجليز. وفي وسط هذا الجو الملبد بالغيوم والفوضى، وبالتحديد في 25 فبراير 1945 اقتحم شاب البهو الفرعوني بمبني البرلمان وأطلق النار علي أحمد ماهر الذي مات متأثرًا بجرحه.
ويعد حادث اغتيال أمين عثمان حادثًا سياسيًا بالدرجة الأولي، فقد ذهب أمين عثمان ضحية معتقداته السياسية التي أفصح عنها أكثر من مرة صراحة ونالت سخط الكثيرين.
أما حادث اغتيال حسن البنا فيعد نتيجة لسلسلة من الأفعال وردود الأفعال بين الإخوان والنظام خاصة بعد أن اجتاحت البلاد موجة من القتل والإرهاب؛ بدأت بمقتل أحمد ماهر في فبراير سنة 1945، ثم أخذت تتطور وتتنوع مظاهرها حتى أوائل سنة 1949.
ويذكرالكتاب أن حادث اغتيال الرئيس السادات في 6 أكتوبر 1981، كان نتيجة تضافر مجموعة من الظروف السياسية المحلية والدولية لتحقيق هذا الاغتيال؛ حيث كان الاغتيال رمزًا للأزمة التي وصل إليها النظام السياسي المصري، والأزمة لها جوانب عديدة متداخلة تتمثل في مجموعة من الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعقائدية التي مهدت الطريق أمام حادث الاغتيال.
وقد اشتهر عهد السادات بظهور التنظيمات السرية لجماعات العنف والتكفير؛ غير أن حادث اغتيال السادات تجاوز مجرد الخلاف بين تيار سياسي معارض ونظام سياسي، وقد كان السادات يدرك تمامًا أن الخطوات التنفيذية لعملية السلام أقلقت الذين يضايقهم السلام وبدأ العد التنازلي لجريمة الاغتيال. وصرح السادات في آخر حديث له أدلي به للفيجارو الفرنسية في 26 سبتمبر 1981 أي قبل اغتياله بعدة أيام: quot;إنني أثير الكدر والارتباك أن السلام يضايق البعض..إذا تم اغتيالي ابحثوا عن المستفيد من الجريمةquot;.
التعليقات