محمد بن إبراهيم الشيباني


لقد حسم المشرعون والقانونيون الدوليون ومنظمات حقوق الإنسان أن ما جرى ويجري اليوم أو في المستقبل من ثورة شعبية في البحرين يختلف تمام الاختلاف عما جرى ويجري من ثورات في العالم العربي، فهذه مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، تؤكد أن المعلومات التي تتوارد الى مكتب المفوضة السامية بشأن ما يجري في مملكة البحرين laquo;غير صحيحةraquo;! وشددت على ان وضع البحرين يختلف، وأنها لا تقارنها بما يجري في دول أخرى في المنطقة! ومن خلال متابعاتي الحثيثة قبل واثناء الأزمة في البحرين وبعدها، لا سيما القنوات الفضائية الشيعية في إيران والعراق ولبنان وغيرها، وما رصدته القنوات البحرينية من أحداث، تبين أن أغلب الوظائف في الصحة والمؤسسات البترولية والبلدية وغيرها، النسبة العالية فيها من المواطنين البحرانيين الشيعة، وان القول بحرمانهم منها قول لا يرقى إلى الصحة في شيء، لهذه الأسباب شلت الدولة بمؤسساتها الصحية والخدمية بل الاقتصادية، حيث إن نصيب الأسد فيها لهم، وهو ما دعاهم في ظل هذه الهيمنة إلى الاعتصام والتظاهر في دوار اللؤلؤة لأيام، حيث دفع المسؤولون بالأعداد الكبيرة من موظفيهم إلى ذلك المكان للتأزير والتأييد والتحشيد، ونسوا وطنهم ومصالحه وأمنه، وهذا مما يعطي أكبر الأدلة وأوثقها على أن الأمر قد دُبر بليل، والحمد لله أنه ليس بليل طويل، لأنه مرتبط بليل الثورة الإيرانية البائسة، التي تعاني الشقاق والنزاع والاختلاف بين قادتها! أي نار تحت رماد، وسوف تشتعل في يوم من الأيام، ويكون فيها الذبح الذي لم يشهد التاريخ مثله! فالاتكاء عليها ليس بمضمونة نتائجه!
البحرين بلد الهدوء والمحبة والكرم والنيات الطيبة، وهو ما عرفناه منذ زمن، أراد هؤلاء أن يقلبوه بآمال إيرانية حاقدة باحتلاله وإقامة الصخب فيه والكراهة والبؤس والنيات الشريرة، فأبى الله إلا ان تنتكس رايات الحقد وترتد الى صدر من اشعلها، ثم بقوة وصلابة الحكم المؤيد من اخوانه الخليجيين بدرعهم الشجاع، فالقسوة لا تقابلها إلا قسوة، والرحمة لا تقابلها إلا رحمة، وهو ما فعلته حكومة البحرين أيدها الله، فالكل يعلم ان سقوط البحرين يعني سقوط دول مجلس التعاون، الواحدة تلو الأخرى!
ولكن دخل على الخط العراق الطائفي، فبدلا من ان يعالجوا مصيبة وكارثة طرد السنة من العراق بالارهاب والتقتيل والتشريد الى سوريا والأردن ولبنان وغيرها من البلدان، قفزوا الى البحرين البعيدة عنهم! يا عجبي على الكيل بمكيالين والقسمة الضيزى، فسفينتكم التي أعددتموها للسفر بها الى البحرين، لماذا لم تعدوها لنصرة اخوانكم السنة المشردين في تلك الدول؟! ونعم الجواب الصاعقة الذي جاءكم من حكومة البحرين بضربها لو وصلت الى المياه البحرينية فقد كان غيركم laquo;أشطرraquo;، أمكم ايران حاولت ان ترسل مثلها، والجواب هو نفسه الذي جاءكم، قاتل الله الطائفية القبيحة التي تعدت الاخلاق والدين والانسانية! والله المستعان.