يوسف البنخليل
الرئيس الأمريكي الأسبق كلنتون كانت حربه ضد الإرهاب ومع النظام العراقي السابق، وهو الذي شن عملية ثعلب الصحراء ضد العراق في العام ,1998 والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن كانت حربه ضد الإرهاب، وشن حربين أساسيتين بغزوه العراق وغزوه أفغانستان، ولكن ما هي حرب الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما؟. طبعاً من المشاريع التي أعلنها أوباما منذ فوزه بالرئاسة الانسحاب الأمريكي من بغداد كابول بشكل تدريجي، وبالتالي فإنه ينهي الحربين التي أشعلهما الرئيس الذي سبقه، وبذلك يتبقى على مستوى الشرق الأوسط لواشنطن - على الأقل - العمليات العسكرية ضد النظام الحاكم في ليبيا. بالمقابل فإن أوباما يواجه تحدياً كبيراً عندما اندلعت موجة مفاجئة من الاحتجاجات في الدول العربية منذ نهاية العام الماضي 2010 ومازالت مشتعلة، وهذه الاحتجاجات أدت ومن المتوقع أن تؤدي إلى تغيير قد يكون في صالح واشنطن وقد يكون في غير صالحها بوصول نخب حاكمة جديدة ربما تكون معادية للولايات المتحدة. هذه الحقيقة دفعت ببعض الباحثين الأمريكيين إلى اعتبار ما يسمى بـ (ربيع العرب) هو التحدي الجديد للإدارة الأمريكية، وهو حرب أوباما الأساسية التي ينبغي أن يواجهها للحفاظ على مصالح واشنطن في منطقة الشرق الأوسط. ولكن أين موقع البحرين في ظل هذه الحرب؟ حتى نفهم رؤية أوباما للحرب التي بدأ بخوضها، لابد أن نفهم حيثيات الخطاب الذي ألقاه قبل فترة ليست بطويلة حول السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، حيث ركز على أهمية المجازفة بهامش من المخاطرة على المدى القصير لضمان تحقيق المكاسب على المدى الطويل. كما أن رؤيته بحسب المحللين تقوم على أن الاضطرابات في المنطقة تمثل تياراً ديمقراطياً ليبرالياً متصاعداً قد يؤدي إلى تغيير بعض الأنظمة السياسية العربية، وبالتالي فإن تخاذل واشنطن عن دعم هذه الاحتجاجات الشعبية قد يؤدي إلى صعود تيارات مناهضة للمصالح الأمريكية في هذه الدول، وهو ما يعد تحدياً كبيراً. من هنا ينبغي على واشنطن أن ترعى وتدعم الفكرة العامة لاحتجاجات التغيير في المنطقة، ولكن بشكل انتقائي، فمثلاً ينبغي أن تدعم الاحتجاجات الشعبية في القاهرة، ولكن ليس بالضرورة أن تدعم مثل هذه الاحتجاجات في المنامة. هذا الإطار هو المحرك الأساس للنظرة الأمريكية الحالية لربيع البحرين باعتبارها الدولة الخليجية الوحيدة التي شهدت اضطرابات جرّاء ما حدث في الوسط والمغرب العربي من اضطرابات قبلها. كما أن هذه النظرة تدفع الإدارة الأمريكية في سياستها التي اتبعتها منذ فترة، والرامية إلى إيجاد حلفاء جدد، وبالتالي فإنها على استعداد للتضحية ببعض الخسائر، وإلحاق الأضرار بحلفائها مرحلياً، ولكنها لن تتنازل عن خياراتها الاستراتيجية مستقبلاً. بالمقابل فإن التحدي الكبير يكون على عاتق الحكومة التي ينبغي عليها إيجاد بدائل لمضاعفة خيارات الخسارة الأمريكية، حتى يمكن إعادة النظر في سياستها تجاه المنامة. ؟؟ أدق الكلام.. ''ليست كل الاحتجاجات ثورات، وليست كل الثورات ثورات ديمقراطية... وليس بالضرورة أن تقود جميع الثورات الديمقراطية إلى ديمقراطية دستورية''
التعليقات