الوطن السعودية

اعتراف أمين عام حزب الله حسن نصرالله - إن صحت روايته- بوجود عملاء لـquot;سي آي إيهquot; وquot;الموسادquot; داخل التنظيم، والزعم أن العدد محصور بثلاثة عناصر فقط، فيه مغالاة من الحزب للتخفيف من الخسائر المترتبة على ذلك تجاه ما يدعيه الحزب من مصداقية، ومن عدم اختراق.
فما كشفه نصرالله يعد خرقا لتنظيم طالما تغنت قياداته بإنكار أي خرق، خاصة عندما كان يتم التلويح بتورط عناصر من الحزب في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 15 فبراير 2005.
فالهالة التي حظي بها حزب الله في عيون أنصاره على الأقل، قد ضُربت، وقدم نصرالله إثباتا ضد حزبه بأن أي تنظيم مهما وصلت درجة الحيطة والحذر وشبكات الأمان فيه؛ يمكن اختراقه بسبل كثيرة.
أحرج الكشف عن العملاء داخل الحزب، هالة المقاومة - لدى من مازالوا يتغنون بها- وأنها لا تخترق كما كان يدعي نصر الله، وحديثه أن تجنيدهم تم حديثا لا يقلل من أهمية الاختراق، بل يذهب البعض إلى أكثر من ذلك ليصل إلى تبعات ستنعكس داخل الحزب وداخل تركيبته التنظيمية.
من المفترض أن تكشف الأيام المقبلة حقيقة رواية نصرالله عبر تداعيات داخل الحزب؛ لن تكون في اتخاذ الحيطة والحذر فقط، بل ستطال المساءلة والاستغناء عن الكثيرين ممن عملوا في المجال الأمني، ما يعني أن إرباكا في القيادة سيحدث، مما سينعكس على الأداء السياسي للحزب في مرحلة تتسم بالدقة والإحراج، خاصة أن الحديث يتصاعد اليوم عن قرب صدور القرار الظني من المحكمة الدولية الخاصة بقتلة الرئيس الحريري، وفي ظل إمساك حزب الله بناصية السياسة في لبنان بعد أن استطاع هو وحلفاؤه تشكيل حكومة اللون الواحد.
وفي المحصلة؛ لو لم تكن سياسة حزب الله تسير باتجاه خاطئ، ما كان لكوادره أن يجندوا، فحتى العاملون في الحزب ضاقوا به وبمواقفه.
ويبقى السؤال لماذا أعلن نصرالله عن هذا الاختراق في هذا التوقيت بالذات؟ وهل لما يجري في سورية علاقة بذلك؟