عقيل سوار

‬ قال في‮ ‬تعويل متجدد على صحة تجنب نقد الرموز التي‮ ‬يحترمها الشيعة على حد تعبيره؛ إن سيد المقاومة حسن نصر الله الذي‮ ‬وصفته بالكذاب والأفاق في‮ ‬مقالك اليوم‮ (‬أمس‮) ‬لم‮ ‬يقل في‮ ‬خطبته التي‮ ‬تشير لها أن أعداد القتلى في‮ ‬البحرين هم بالمئات،‮ ‬بل قال إن القتلى والجرحى فيها بالمئات‮.. ‬وهذه ثيمة إعلامية تأخذ بها جميع وسائل الإعلام ولا تخالف حقيقة أن عدد الجرحى البحرينيين في‮ ‬الأزمة الأخيرة وصل لأكثر من ألفين و‮... ‬فأرجو أن تلتزم بما تلزم نفسك به من تقارير صحيحة وتعتذر للناس‮!‬ قلت؛ لو لم‮ ‬يكن حسن نصر الله خطيباً‮ ‬مفوهاً،‮ ‬ولو لم‮ ‬يبسمل ويصلى على آل البيت‮ (‬ع‮) ‬مجدفاً‮ ‬على قدسيتهم أبشع تجديف،‮ ‬وأخيراً‮ ‬لو أعرف له موقفاً‮ ‬معلناً‮ ‬من أمريكا من‮ ‬غير ثقب المصالح القومية الإيرانية المعادية للعرب،‮ ‬لقلت لا تثريب عليه أن‮ ‬يستعين بأسوأ ألاعيب‮ ''‬النيوسبيك‮'' ‬الأمريكية وأقذرها،‮ ‬حيث تتساوى في‮ ‬ذلك‮ ''‬الخطاب الجديد‮'' ‬المصاغة مفرداته لخدمة البربوجندا الصهيونية التي‮ ‬تسمي‮ ‬قتلى الفلسطينيين موتي‮ ‬وموتى الصهاينة قتلى،‮ ‬وتسمي‮ ‬المناضلين الفلسطينيين إرهابيين والمستوطنين الصهاينة المحتلين المسلحين جنوداً‮ ‬من عسل،‮ ‬أما والحال أنه‮ ‬يعرف كل هذا ومع ذلك‮ ‬يركبه ليزور حقيقة الوضع في‮ ‬البحرين خدمة لشراكته مع النظام الطائفي‮ ‬القمعي‮ ‬في‮ ‬سوريا،‮ ‬الذي‮ ‬فاق قتلاه الآلاف،‮ ‬فلا أعرف طريقاً‮ ‬مهذبة‮ ‬يمكن أن أوَصّف بها استهدافه للبحرين،‮ ‬وهي‮ ‬تسعى للملمة جراحها على ذلك النحو التحريضي‮ ‬القبيح الذي‮ ‬لا صدفة ولا زلل ولا خلل فيه‮ ‬غير مقصود،‮ ‬إذا نظرنا له من منظور محطة المنار التي‮ ‬كانت كل الوقت بطلاً‮ ‬من أبطال التأزيم الطائفي‮ ‬هنا وفي‮ ‬لبنان وفي‮ ‬أي‮ ‬مكان‮ ‬يرفض أهله المتاجرة الحرة بالقضية الفلسطينية ترسية لفضيلة طائفية‮!‬ لكن بصرف النظر؛ فإن قضيتنا ليست مع شخص حسن نصر الله إنما مع حقيقة كونه مفردة من مفردات الخطاب الطائفي‮ ‬الحزبي‮ ‬البحريني‮ ‬الذي‮ ‬أوصل البحرين حيث‮ ‬يريد هذا وأمثاله من سماسرة ثورة من مظاهر ابتذالها أنها تبدأ من حيث بدأ الآخرون وليس من حيث انتهوا،‮ ‬كما تقتضي‮ ‬أبجديات التطور التاريخي‮ ‬الصحيح،‮ ‬فتمسح من تاريخ البحرين وعموم الأمة كل تجارب إعادة صنع الهوية القومية العروبية بإنجازات وإخفاقات تلك التجارب الطبيعية،‮ ‬لتفرض على البحرين وعموم الأمة هوية طائفية مخادعة‮ ‬يكمن في‮ ‬جوفها دمار تترقى على أنقاضه هوية قومية فارسية أبرز معالمها أن‮ ‬يتساوى عندها صدام حسين بأبي‮ ‬جعفر المنصور ساعة ظفر أزلامها ببغداد في‮ ‬ضرب من نزوع قومي‮ ‬فارسي‮ ‬صفوي‮ ‬قديم بريئة منه ذمم الشيعة العرب‮.‬ لقد كنا كل الوقت وفي‮ ‬أحلك الساعات ضد التطاول على شيعة البحرين وضد أخذ قاعدهم بجريرة قائمهم من نخب حزبية ومن مرجعيات ملتبسة المشاعر،‮ ‬تماماً‮ ‬مثلما كنا وسنظل دائماً‮ ‬ضد كل مفردة من مفردات هذه النخب ومرجعياتها حين تستخدم للإساءة للبحرين،‮ ‬فلا سبيل أن نقبل أي‮ ‬وصاية طائفية تستثني‮ ‬نصر الله أو الحكيم أو الصدر أو الخامنائي،‮ ‬ومقاصدنا في‮ ‬هذا هي‮ ‬الانتصار للهوية البحرينية العروبية بحملها من ذاكرة بحرينية مشتركة،‮ ‬وليس أية هوية أو ذاكرة فئوية طائفية،‮ ‬ورايتنا في‮ ‬هذا أنه لا قدسية لبشر‮ ‬يعيش اليوم بيننا أو‮ ‬يستحضر من جوف التاريخ إشاعة لوعي‮ ‬متوهم بين الناس وإشاعة لأبطال وهميين وبطولات وهمية وثورات وهمية لا علاقة لها بالبحرين في‮ ‬لحظتها التاريخية الراهنة،‮ ‬حيث لا صوت‮ ‬يجب أن‮ ‬يرتفع ضد مساعي‮ ‬الحوار التوافقي‮ ‬حتى لو كانت مبرراته مقبولة سائر أيام البحرين على حصيرة الثراء،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن صوت‮ ‬يعلو لينكل ويشمت بالبحرين وهي‮ ‬على حصير العوز والحاجة بمبررات كاذبة‮ ‬يقودها اليوم كذاب أفاق،‮ ‬لا اعتذر له أو لمريدي‮ ‬أوهامه،‮ ‬وهذا على خلفية تقرير صحيح هو أن قتلى البحرين المشتركين من أهل الدوار وضحاياهم لم‮ ‬يصلوا نصف مائة‮.. ‬من مئات قررها حسن نصر الله كذباً‮!.‬