احمد عياش
بعد اعلان الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله بالامس ضبط اختراق تجسسي هو الأكبر من نوعه في صفوف الحزب، وجب ان يبادر الى تغيير اسمه، فلا يعقل ان يحمل اسم quot;اللهquot; الذي هو فوق قدرة البشر وما قد يحترفونه من تجسس. وعليه فإن وصف نصرالله حكومة الرئيس ميقاتي بأنها لبنانية مئة بالمئة، يساعد في اقتراح اسم quot;حزب النظام الإيراني مئة في المئةquot; ليعتمده نصرالله من الآن فصاعداً. وهذه التسمية هي الأدق في تحديد هوية الحزب الذي يستدرج تجسس كل مخابرات العالم وعلى رأسها الـCIA.
في برقية جديدة نشرتها أمس الزميلة quot;الجمهوريةquot; من موقع ويكيليكس مذكرة سرية صادرة عن السفارة الاميركية في تل أبيب في 24 تموز 2006 (أي بعد اندلاع حرب تموز ذلك العام)، وفيها ما دار بين السفير الاميركي في اسرائيل ريتشارد جونز ورئيس جهاز الموساد مير داغان. وأبرز مواضيع البحث كان صواريخ الحزب التي يتم استعمالها quot;بإذن مباشر من طهرانquot;.
وامس ايضاً نشرت مجلة quot;لوفيغاروquot; الفرنسية ان الحزب quot;بعدما ساوره القلق من خسارة حليفة في دمشقquot; يسعى الى اخراج صواريخ ارض ارض من طراز quot;زلزالquot; وصواريخ من طراز quot;فجر 3rdquo; وquot;فجر 5rdquo; من سوريا quot;قبل أن يسقط النظام البعثيquot;.
ان حزباً كهذا هو بالتأكيد هدف لكل أجهزة الاستخبارات. وجاء اعتراف نصرالله بكشف أحد اختراقاتها ليؤكد المؤكد على رغم انه أسقط القداسة على قدرة الحزب على كشف الاختراق بعدما كانت هذه القداسة تحل على كل الحزب.
لو كان حزب نصرالله لبنانياً، فأول واجباته هو الاتصال فوراً بأجهزة الأمن اللبنانية لتسليمها المتهمين بالتجسّس. ولو كان الحزب لبنانياً لقدم كشفاً بالتبرعات التي سمحت له باقتناء هذه الاسلحة الاستراتيجية التي ستزلزل وترعد في اسرائيل لتمطر أحزاناً ودماراً في لبنان.
قوى 8 آذار بمكوناتها الرئيسية، حزب نصرالله وحركة الرئيس نبيه بري وتيار النائب العماد ميشال عون، يجمعها قاسم مشترك هو اختراق عملاء اسرائيل وسائر أجهزة الاستخبارات لصفوفها. ولا ينسى اللبنانيون أفضال جهاز فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في كشف الشبكات التي ترعرعت في احضان 8 آذار التي تستحق بدورها صفة البيئة الحاضنة للعملاء والجواسيس. لذلك كانت ولا تزال الحملة العاتية من هذه البيئة على هذا الجهاز الأمني الذي كشف المستور في التعامل بعد اعوام طويلة من التخفي. وتردد ان ادعاء نصرالله الفضل في كشف الاختراق الاخير ليس هو الحقيقة، لأن الكشف كان من أفضال فرع المعلومات.
حتى تستحق حكومة الرئيس ميقاتي صفة لبنانية مئة في المئة عليها أن تدرج في بيانها الوزاري فقرة تقول quot;ان الاعضاء المشاركين في الحكومة يؤكدون براءتهم من كل عمالة وتجسسquot;، وأخرى تقول بـquot;استعدادها لأن تسلم الى العدالة الدولية من يثبت تورطه في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الأرزquot;.
التعليقات