إبتسام اّل سعد


قالت لصاحبتها:
أحب رمضان..أحب أجواءه وسهراته وجمعاته ومسلسلاته وبرامجه ولياليه وأكلاته ومشروباته ونومه الطويل و..و..و...فقط!
ونست صاحبتنا إن شهر رمضان ليس فيه مما قالت من شئ!..
وأخرى تقول: أحب رمضان ولكني سأكون ملزمة فيه بالخروج صباحاً للعمل (بدون ماكياج) وأنا أستحي أن يراني زملائي بدونه!..سأكون ملزمة ألا أشعل البخور ولا أتطيب وهذا بحد ذاته يعكر مزاجي ويجعلني منطوية ولا أشعر بإعجاب الآخرين بي وبرائحة طيب ودخوني!
ونست صاحبتنا إن كل ما قالته إثم تعاقب عليه وشعور التحسر الذي يبدو عليها شعور من إبليس ولا يمكن أن يكون شعور من ترنو إلى شهر رمضان العظيم بنفس المؤمنة التائقة إلى صيام وقيام هذا الشهر الكريم.
وآخر يرى في رمضان فرصة للنوم والطلعات والسهرات و(الغبقات) والأكل والمجالس و(الشردة) من الدوام و..و..و.. بس خلاص!
هذا هو شهر مضان لدى الكثيرين من الذين يرون فيه مانعاً لكل عاداتهم التي يرون فيها جمالاً ورقياً رغم حرمتها من رب العالمين..هذا هو شهر رمضان لدى الكثير من الناس الذين ينسون إنهم لربما يبلغون هذا الشهر لكنهم لا يضمنون بلوغه السنة المقبلة..لماذا يرى فينا رمضان بهذا المنظار الضيق البعيد كل البعد عن روحانية وعبق وشفافية وأجر ومغفرة هذا الشهر العظيم؟!..لماذا يبدو لنا رمضان فرصة لتنوع الأكل وكأننا لا نأكل طوال السنة ولا تظهر مهارتنا في التفنن بالطبخ إلا في رمضان؟!..لماذا يكون هذا الشهر سباقاً لمن يسمون بالفنانين والفنانات لإغوائنا وغوايتنا بينما يعتكفون هم بشهر رمضان للتعبد والصلاة والاستغفار وختم القرآن الكريم ومحو سيئاتهم؟!..لماذا يكون رمضان شهر المسلسلات والبرامج والمسابقات والفوازير بصورة رخيصة وكأن هذا بذاك ومن دونه لا يمكن أن يكون رمضان؟!..ما الذي يجري يا عباد الله أفيدوني فمنذ أن وعيت على هذه الدنيا وتفكير الأغلبية بهذا الشكل الذي يغيظ والله؟!..أين نحن من قول إنه شهر كريم عظيم فرصة سانحة للاستغفار وطلب رحمة الله والنجاة من النار التي أعدها الله لمن ضل وبغى وتجبر وقسى؟!..أين هم شيوخ الدين لدينا لتسليط دروسهم ونشاطاتهم لتغيير هذه المفاهيم العقيمة من شهر أول رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار؟!..والله إنني أعيب على هؤلاء في استكانتهم ووقوفهم على ما يملي عليهم في تحديد مواضيع دروسهم الدينية وهذا بالنسبة لما يصيبنا من إغراءات وخروج عن الذي أمرنا به الله تعالى تجاه شهر نقول ونعلن إننا في شوق له بينما في الحقيقة ماهي حقيقة شوقنا إليه وبأي
صورة هي؟ لربما هذا هو السؤال الذي يجب أن يسأل كل منا نفسه..ماهو شهر رمضان بالنسبة لي؟..وليحدد أولوياته فيه.. غفر الله لي ولكم.
فاصلة أخيرة:
أدعو كل من يقرأ لي أن يدعو لي الله أن يفرج كربتي وييسر أمري في سجوده وأن يذكرني بدعوة فلربما تلقى ساعة استجابة ويرحمني الله.