الهاشمي: الأجهزة الأمنية مسيّسة والمالكي يحكم قبضته عليها


الموقف من الوجود الأميركي قد يعصف بـ laquo;قمة طالبانيraquo; نهائيا

بغداد

بعد مرور يوم واحد فقط على قرار تأجيله نتيجة تفاقم الخلافات بين أكبر فصيلين، عاد الحديث مجددا عن ترتيب موعد جديد لاجتماع قادة الكتل السياسية العراقية بنسخته الثالثة والذي سيرعاه شخصيا هذه المرة أيضا رئيس الجمهورية جلال طالباني كما رعى نسختيه السابقتين.


وفي وقت متقدم من ليل اول من أمس، أعلن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية عن تحديد يوم غد الخميس موعدا لاجتماع قيادات الكتل السياسية لمناقشة المسائل العالقة بين اقطاب العملية السياسية، وتحديدا مصير القوات الاميركية وما تبقى من بنود لم تنفذ بعد في laquo;اتفاقية اربيلraquo; التي تم بموجبها تقاسم السلطة وتشكيل الحكومة الحالية.
بيان مقتضب صادر عن مكتب طالباني تلقت laquo;الرايraquo; نسخة منه، أشار الى ان المكتب الرئاسي باشر بتوجيه الدعوات الى رؤساء الكتل السياسية لحضور الاجتماع الذي تعول عليه الاوساط السياسية والشعبية في ايجاد مخرج مناسب للازمة القائمة في البلاد منذ اشهر طويلة.


زعماء الكتل السياسية كانوا عقدوا اجتماعا في التاسع من هذا الشهر في منزل طالباني، هو الثاني من نوعه خلال اقل من شهر، للخروج بتوافق على بعض المسائل الخلافية وتقريب وجهات النظر بين ائتلاف laquo;دولة القانونraquo; بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي وغريمه التقليدي ائتلاف laquo;العراقيةraquo; بزعامة اياد علاوي.
الاعلان عن تحديد موعد جديد للاجتماع الرئاسي، جاء بعد مضي وقت قصير على اجتماع ضم المالكي وطالباني دون غيرهما من الزعامات السياسية في مقر الاخير مساء الاثنين الماضي، تم فيه مناقشة السبل الكفيلة بحل المشاكل وتطوير العملية السياسية وتقوية الوئام الوطني بين مختلف المكونات السياسية في البلاد، وفقا لبيان رئاسي.
البيان الصحافي وفي شقه الذي يتحدث عن الملف السياسي الداخلي، نقل عن طالباني قوله عقب انتهاء اجتماعه مع المالكي laquo;لقد تداولنا في القضايا العامة وكالعادة كانت الاراء متفقة وتقديراتنا متطابقةraquo;.
في المقابل، أكد رئيس الحكومة أنه وعلى هذه القاعدة laquo;تمت مناقشة كل القضايا التي تمهد السبيل للاستقرار والامن وحلول للمشاكل السياسية التي تحتاج الى سرعة حلول حتى نهيئ الارضية لعملية البناء والاعمارraquo;، مؤكدا انه تم التداول بشأن أيجاد أفق للتفاهم والعلاقات الايجابية بين مكونات العملية السياسية من أجل التهيئة لنهضة العراق.
هذا التفاهم الايجابي بين رئيسي الجمهورية والوزراء والذي يبوح به باستمرار كلا الرجلين في المناسبات العامة والخاصة، يأتي في وقت تحدثت فيه تقارير صحافية عن وقوف مسألة عدم حسم الموقف من الوجود الأميركي في البلاد وراء تأجيل الاجتماع الرئاسي الذي كان مقررا عقده الاثنين الماضي.


وكان طالباني امهل الكتل بعد انتهاء اجتماعه الثاني، فترة اسبوعين للوصول الى مشتركات حول قضايا خلافية في مقدمها مصير التواجد العسكري الاميركي في البلاد، والاتفاق على تسمية وزراء لشغل الحقائب الامنية الشاغرة، والترشيق الوزاري، وكذلك في شأن laquo;مجلس السياساتraquo; الذي كان يفترض ان تؤول رئاسته الى علاوي وهو ما لم يحدث بسبب الخلاف حول صلاحياته.
وما ان صدر الاعلان عن موعد اجتماع القيادات السياسية، حتى خرج بعض النواب الذين ينتمون الى كتل مختلفة ليكشفوا في تصريحاتهم عن بوادر لحلحلة الازمة القائمة من خلال laquo;توافقات مبدئيةraquo; اتخذت من قبل مكونات الكتل السياسية حول القضايا الخلافية.


فقد كشف زهير الاعرجي النائب عن ائتلاف laquo;العراقيةraquo;، ان laquo;الكتل السياسية وافقت موافقة مبدئية على الترشيق الوزاري في الرسالة التي بعث بها رئيس الوزراء نوري المالكي لكن طلبنا منه الرد على تساؤلات حول ماهية هذا الترشيقraquo;.
من جهته، قال عباس البياتي، النائب المقرب من المالكي، ان laquo;الكتل المنضوية داخل التحالف الوطني اتفقت على تقديم المرشحين لتسلم وزارتي الداخلية والدفاع الى البرلمان الاسبوع المقبل او الذي يليهraquo;، مؤكدا ان اطراف كتلته النيابية اتفقوا على ضرورة حسم موضوع الانسحاب الاميركي خلال اجتماع قادة الكتل السياسية.
وينأى معظم القادة السياسيين في العراق عدا الصدريون والاكراد بانفسهم وكتلهم ايضا عن اتخاذ موقف قرار في شأن بقاء القوات الاميركية من عدمه، حيث يبدو العجز واضحا عليهم من اتخاذ مثل هذا القرار المصيري.
الى ذلك (يو بي أي، ا ف ب)، قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ان القوات المسلحة والأجهزة الأمنية العراقية مسيّسة وغير متوازنة، متهماً المالكي بأن لديه رغبة في أن يُحكم قبضته على هذه الأجهزة وألا يشاركه أحد في الملف الأمني.
وقال الهاشمي، في بيان صدر عن مكتبه، امس، laquo;هناك تسييس واضح للأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، كما أن حالة عدم التوازن واضحة في تلك الأجهزةraquo;.
واضاف الهاشمي، وهو احد قياديي laquo;القائمة العراقيةraquo;، التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، laquo;إن لدى رئيس الوزراء الرغبة في ان تكون قبضته على الأجهزة الأمنية والعسكرية قبضة حاكمة وحازمة ولا يريد أن يشاركه أحد في الملف الامنيraquo;.


وعما تردد عن ترشيحه لمنصب وزير الدفاع، لفت الهاشمي الى أن laquo;هذه المسألة كانت بطلب من الأخوة في كتلة العراقية، بسبب تجربتي وخلفيتي العسكرية، وأثيرت في الاجتماع الأخير للكتلة، وانا لم أعلق عليها في حينهraquo;.
وشدد على أنه laquo;في نهاية المطاف جندي، وأنه مستعد لتولي هذا المنصب وانه لن يعتذرعن هذه المهمة في حالة تكليفه بحملهاraquo;.
ميدانيا، قال مسؤول في الشرطة ان laquo;ارهابيا ينتمي الى تنظيم القاعدة يدعى محمد نصيف جاسم الحمداني قضى عندما انفجرت سيارة مفخخة كان يعدها داخل مرآب منزله في قضاء الحويجة اثر خطأ فنيraquo;. واضاف ان laquo;اثنين من اطفال الارهابي يبلغ عمرهما عشر سنوات واحدى عشرة سنة قضيا كذلك بالانفجار الذي اسفر عن هدم جزء من منزلهraquo;.