مبارك الذروه

الخبير الدستوري الدكتور المقاطع يقول laquo;الكويت بحاجة لثورة ربيع لاسقاط النواب والحكومة بشراكتهما في الفساد وإدارتهraquo;. ثم يطالب laquo;بمعاقبة معظم النواب باسقاط عضويتهم وحرمانهم مدى الحياة من الترشح أو حتى الوصول إلى أسوار البرلمانraquo; بمحاسبة ومنع النواب المرتشين من الترشح مدى الحياة!
نسمع عن نهب بعض النواب لثروات الأمة وتلقيهم رشاوى ومنافع غير مستحقة، لكن ذلك لا يتجاوز حد الإشاعة ما لم تثبته الأدلة والوثائق، ويظل هذا الكلام مجرد ادعاء. الكل يتكلم، وأكثرهم من رجال القانون عن فساد مالي وإداري، لكن من من هؤلاء تقدم للنائب العام، كيف سيتم إسقاط العضوية، وما الدليل المادي المحسوس على مشاركتهم بالفساد أو بإدارته؟
لا أحد يشك في علم وخبرة الدكتور المقاطع الدستورية والجميع يشهد له بذلك، لكن لماذا لا تكون هناك جبهة من القانونيين الدستوريين لبحث هذا الموضوع الذي سارت به الركبان؟ دع عنك المؤسسات المدنية العوراء التي تنظر للفساد بعين واحدة! ما فائدة الطائر الحر الطليق اذا كان في مرمى قناصة المال العام، وهل حقاً كويتنا حرةٌ حين تكون حبيسة أسوار سجاني الكسب غير المشروع وخطابات التخدير والتنويم المغناطيسي...
هنا من واجب الكويتيين أن يتعاونوا كل في موقعه على حماية الكويت من اللصوص والصعاليك الذين يقطعون طريق التنمية والمستقبل.
إذا كان بالفعل هناك من ينهب أموال الأمة ويساوم على مواقف سياسية مقابل شيك او شنطة، فإن الشعب الكويت مطالب اليوم أن يثور ضد نوابه ثورة شعبية سلمية تدك حصونهم الخاوية الفاسدة، لأن هؤلاء خرجوا من تحت عباءتها وأيدينا، رفعوا شعارات المحافظة على مقدرات الكويت وحماية مكتسبات الشعب وأمنه، ثم إذا هم أول من يطأها تحت الأقدام!
سيتهموننا ويقذفوننا بأننا نسير لصالح أجندات الآخرين، وسيحاولون إثارة الغبار فوق رؤوسنا، لكن الحق أبلج والباطل لجلج كما يقول الإمام علي رضي الله عنه.
يحتاج شعبنا الى نشر الوعي والإرشاد واستمرار ندوات التنوير، دعوا الحكومة تعمل، لا أحد يشكك في نظافة وزراء الداخلية والدفاع والصحة والتربية، وراقبوا النواب... اللصوص.
الشعب هو الأصل... ومن رحم الامم يولد المستقبل. ثقافتنا في انحدار، نحن شعب يفكر في الإصلاح لكنه لا يرغب فيه، شعب يريد ان يأخذ دون ان يعطي، شعب تزيفه المجاملة وتسرقه الأضواء، يبحث عن الموضة ورحلات نهاية الاسبوع، خدرته وسائل الإعلام... فاستسلم لكل ما تبثه من دون تمحيص أو نقد.
الكويتيون إلى الآن لم يخرجوا عن صمتهم ليقولوا لا، والف لا.... لكل من يغتصب أموال الامة ومقدراتها، لكنهم يوما ما سيقولون لا لكل انسان يحاول المساس بالوطن الجريح.
نعم... عودوا الى الناس، أصلحوا الشعب، توجهوا إلى قناعاته، خاطبوا احتياجاته، انظروا لماذا لم يحسن الاختيار، ولماذا استطاع نائب متحذلق أن يخدعه؟
سيساعدكم كثير من الشعب الذين لم تلوثهم براميل البترول، والأوراق المالية، وجلسات منتصف آخر الليل.
العمر يمضي، والركب يرتحل... فمن للغريق المستغيث سواكمو؟
عودوا يا رواد التنوير لتعود الكويت، عودوا إلى الناس فهم الأمة، وهي الباقية... باقية في اختياراتها، حتى بعد نهاية الأدوار الانعقادية المختطفة!
البلاد تحتاج إلى تحرير، تحرير الشعب من مفاهيم laquo;أنا وأخوي على ابن عميraquo; مهما كان اخي فاسداً مرتشيا. laquo;وانا وابن عمي على الغريبraquo; مهما كان الغريب صالحاً كفؤا لادارة شؤون الدولة!
البلاد تحتاج إلى تحرير دوائر الدولة من المحسوبية والواسطة وتجاوز القانون بل سلخه وطبخه على نيرانهم النيابية، الكويت تحتاج إلى تحريرها من لغة laquo;اكسب اكسبraquo; إلى لغة الكويت وحدها يجب أن تكسب!
تلك مقدرات أولادنا وأموال أحفادنا.... حاسبوا من سرق لقمتهم وعطل مستقبلهم. حرروا الكويت فإنها تستغيث... قبل فوات الأوان!
*
ما للعروبة تبدو مثل أرملة
أليس في كتب التاريخ أفراح
الشعب ماذا سيبقي من أصالته
إذا تولاه نصاب ومدّاح