جنبلاط العائد من تركيا لم يتحدث عن سورية بل عن استخلاص العبر من محاكمة مبارك وحتمية انتصار الشعوب
سعد الياس
عاد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط امس من تركيا حيث أجرى محادثات مع رئيس الوزراء التركي ووزير الخارجية، وأدلى بموقفه الاسبوعي الى صحيفة 'الانباء' الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ولوحظ أنه نأى بنفسه عن الدخول مباشرة في الحديث عن الوضع في سورية لكنه أطلق اشارات لافتة عبر الحديث عما آل اليه نظام الرئيس المصري حسني مبارك.
وقد أعلن جنبلاط 'أن محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أكدت بأن التاريخ لا يرحم'، داعياً 'الجميع الى استخلاص العبر والدروس من هذه التجربة'. وقال 'وحدها صورة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك داخل قفص الاتهام تعبّر عن حتميّة إنتصار الشعوب في نضالها في سبيل الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطيّة، ولو طال هذا النضال أو تأخر أو مر بصعوبات كبيرة وتضحيات.
فمطالب الشعوب بالعيش الكريم هي مطالب محقة وبديهيّة وهي عاجلاً أم آجلاً تنجح وتحقق أهدافها لأن ما من أحد يستطيع إنكارها.
لقد أتت محاكمة حسني مبارك كتتويج لنضالات وتضحيات الشعب المصري وعناده وإصراره على استكمال الثورة بكل عناصرها وعدم السماح بتراجعها خطوات الى الخلف وهي التي حققت إنتصاراً كبيراً على نظام ديكتاتوري قمعي أطبق على كل مفاصل الدولة والمجتمع المصري على مدى عقود.
وثورة مصر أكدت المؤكد من أن ما من قائد، مهما بلغت قوته ومهما علا شأنه أو تعمق نفوذه، يستطيع أن يختزل بلداً برمته'. واضاف 'أكدت هذه المحاكمة أن المجتمع المصري إستطاع أن يحافظ على المؤسسات والقضاء بالرغم من كل حالات الفساد والافساد التي نظمتها السلطة السابقة وعممتها في مختلف الاوساط.
فها هو القضاء المصري يقوم بدوره على أكمل وجه، ويقدم نموذجاً عن قدرته على إدارة محاكمة كبرى بقدر عال من المسؤوليّة القانونيّة والاخلاقيّة. لقد أكدت هذه المحاكمة كذلك أن التاريخ لا يرحم، وأن كثيرين مدعوون لأن يستخلصوا العبر والدروس من هذه التجربة من خلال عدم التغاضي عن المطالب الشعبيّة والقبول بمبدأ عمل المؤسسات والتداول السلمي للسلطة بما يحفظ بلادهم ويحول دون إنزلاقها نحو الفوضى والتشرذم والانهيار.
أما نظريّة المؤامرة التي عاش عليها وسوّق لها الحكم المصري طوال ثلاثة عقود محذراً من البدائل الاسلاميّة المتطرفة فقد أثبتت الأحداث عقمها وعدم صوابيتها وأنها من بنات أفكار النظام وخياله الخصب.
لذلك، فإن الخطر الأكبر على أي حاكم مطلق لا يرتكز نظامه الى تداول السلطة والانتخابات الشعبيّة وحريّة التعبير عن الرأي والوقوع في الأسر الفكري الذي تجسّده نظريّة المؤامرة، فإنه يترك البلاد أمام تداعيات خطيرة سياسياً وأمنياً وإقتصادياً'.
وختم جنبلاط 'كل التحيّة الى الشعب المصري الأبي الذي أثبت في كل المراحل التاريخيّة أنه على قدر المسؤوليّة، وهو لا يزال أمامه طريق طويل لتثبيت المسار الديموقراطي والوحدة الوطنيّة وتخطي كل المصاعب السياسيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة.
وألف تحيّة الى شهداء الثورة المصريّة الذين حققوا بشهادتهم ودمائهم نجاح الثورة والوصول الى الحريّة والكرامة'.
وفي مجال آخر، قال جنبلاط 'يبدو من المفيد سؤال الحكومة اللبنانيّة عن الموانع التي حالت حتى الآن دون اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي. فما هي الأسباب الفعليّة؟ ولماذا؟'.
التعليقات