حسن علي كرم
تعاون وتقارب البلدين أفضل لصالح الشعبين
هل نجحت الدبلوماسية الكويتية في نقل الصورة الواضحة والداعمة حول تداعيات ميناء مبارك للجهات الدولية والعواصم الدائمة العضوية والآخرون في داخل أو في خارج مجلس الأمن..؟!
في تصوري الدبلوماسية الكويتية رغم تصاعد الأزمة وأجواء التوتر بين بغداد والكويت لكن حتى الآن تحركها ليس فاعلاً.
الدبلوماسية الكويتية في تصوري لم تكن في يوم من الأيام فاعلة ونشيطة وجاهزة وتخدم القضايا الكويتية بالصورة الداعمة والمقنعة. في الغزو الآثم لولا المدد الإلهي والدعم المشكور من الأشقاء والأصدقاء لعجزت الدبلوماسية الكويتية عن توصيل القضية الكويتية العادلة والمحقة للأطراف الدولية وللعالم بأسره. ورغم ذلك فقد كسبت الآلة الدبلوماسية والإعلامية الصدامية الجولة وصار الغازي هو الضحية والضحية هو الظالم. وما زلنا حتى اليوم رغم مرور عقدين على الغزو، ورغم كشف الكثير من الحقائق تنظر الينا بعض الشعوب بعين الريبة والحقدhellip;!!
الأخبار القادمة الينا من بغداد تفيد بأن الاجواء هناك اشبه باجواء اغسطس 1990. فثمة تعبئة اعلامية وسياسية وشعبية ضد الكويت على خلفية ما يسمى ميناء مبارك والإضرار بالعراق. المحركون للآلة الاعلامية العراقية والسياسيون المناهضون للكويت اما بعثيون او متحالفون مع ايران ينفذون الاجندة الايرانية واما عملاء مأجورون لدول واحزاب يهمها عزل الكويت عن العراق..
نوري المالكي ترك كل المشاكل والقضايا ومعاناة المواطن العراقي في الكهرباء والبطالة والأمن والفساد وسوء الادارة والتموين وارتفاع الاسعار وشح المياه. وتفرغ لمواجهة الكويت..!!
نوري المالكي لا يريد بناء ميناء مبارك في هذا المكان والإيرانيون من خلفه لا يريدون بناء الميناء حيث يتضارب الميناء، كما ينقل لي احد السياسيين العراقيين ndash; مع مشروعهم لبناء القناة الجافة التي يريدون انطلاقها من ايران الى العراق فالأردن وسوريا وتركيا .. الخ. ونوري المالكي لا يريد بناء ميناء مبارك لانه يتكتك لاعادة رسم الحدود ونسف القرار (93/833) الصادر عن مجلس الأمن في شأن الحدود بين البلدين ولذلك اللجنة الفنية القادمة من بغداد والتي يرأسها ثامر الغضبان لن تكون لجنة محايدة ولن تكون لجنة فنية ولن تكتب تقريراً محايداً ونزيهاً خاصة ان ثامر الغضبان اختصاصه نفطي لا علاقة له بالموانئ ولا بقوانين البحار أو الممرات المائية. ونوري المالكي مشغول بعقد الصفقات التجارية والمناقصات وعرض المشاريع الكبرى بالعراق على البلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن بدءاً من الصين وانتهاء الولايات المتحدة وآخرها صفقة شراء (36) مقاتلة (F16) ومد الوجود الأمريكي الى ما بعد (2011)..!!
من هنا أعتقد لم يكن يصح بالكويت ان تستقبل لجنة المالكي غير المحايدة. ولم يكن للكويت ان تتعامل بالنوايا الحسنة في قضية لا مجال فيها للنوايا الحسنة أو أنصاف الحلول. المالكي ومن على شاكلة المالكي والبعثيون يريدون العودة بنا الى المربع الأول. ويريدون محاسبة الكويت على الحدود والقروض والتعويضات. بل ربما أبعد من ذلك..
لذلك اعتقد اننا فشلنا دبلوماسياً وفشلنا في تمثيل وجودنا في الساحة العراقية وفشلنا في جر العراق الى جانبنا مثلما فشلنا في جر الكويت الى العراق. رغم ان تقارب وتعاون البلدين مكسب لمصلحة الشعبين والبلدين..
بعثنا علي المؤمن الى بغداد وجردناه من سلاح المال والاعلام وكل الصلاحيات كسفير مفوض ورغم الجهود العظيمة التي بذلها الرجل هناك وبشهادة السياسيين والاعلاميين العراقيين. لكن اليد الواحدة لا تصفق فالرجل بعثوه الى هناك وقالوا له اذهب انت وربك فقاتلا اننا هاهنا قاعدونhellip;!!
خلاصة القول نحن والعراق طريقنا طويل ودبلوماسيتنا غير فاعلة ولا نشيطة ولا يبدو انها تدرك دورها الحقيقي لذلك اعتقد ان دبلوماسيتنا تحتاج الى نفضة قوية والى تجديد الدماء والاحساس بعظم المسؤولية المناط بها..
نحن في معركة ولا يبدو انها هينة..
- آخر تحديث :
التعليقات