علي حماده
لا نعرف من الذي اعطى وزير الخارجية اللبناني تعليمات ليتحفظ لبنان عن بيان وزراء خارجية الدول العربية. فهل رئيس الجمهورية موافق على قتل الآلاف من السوريين العزل، ام ان رئيس الحكومة يؤيد quot;اصلاحات بشار الدمويةquot; التي اودت حتى الآن باكثر من ثلاثة آلاف شهيد، ام انه بكل بساطة صار لبنان الرسمي شعبة من شعب quot;حزب اللهquot;، يأتمر بها وزير الخارجية بمرجعيته المذهبية ليحمل لبنان موقفا مناصرا لقتلة الاطفال والنساء في سوريا؟
هذه اسئلة مشروعة في مرحلة حرجة يعيشها لبنان. فالموقف اللبناني الرسمي المذعن للقتلة في سوريا ولقتلة شهداء ثورة الارز في لبنان هو العار بنفسه. ففي الوقت الذي يجلس لبنان على طاولة مجلس الامن ويترأس المجلس، يؤدي هذا الموقف اللبناني الحكومي دورا غير معقول ستكون له آثار وخيمة على مستقبل العلاقات اللبنانية ndash; السورية في مرحلة ما بعد النظام. فالنظام ساقط لا محال، والمسألة مسألة وقت قبل ان تدخل سوريا عصر الحرية والكرامة. ولبنان بحكومته الواقعة تحت سيطرة quot;حزب اللهquot; سائر عكس منطق التاريخ، وعكس مسار الامور في سوريا. فلا ايران ولا quot;حزب اللهquot; بمقدورهما أن ينقذا النظام بعدما ذهب بعيدا في لعبة الدم، وبات معه كل حديث عن اصلاحات او اعادة تأهيل مجرد أوهام. والرئيس بشار الاسد صار خارج لعبة الامم، وعلى هامش الشرعية الدولية. من هنا لن يكون جزءا من مستقبل سوريا. وهنا نسأل الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي هل يدركان حقا هذا الواقع؟
ألن يأتي وقت نكتشف فيه ان الرئيس ميشال سليمان صار رجلا شجاعا؟ او ان الرئيس نجيب ميقاتي صار أكثر صدقية؟ نسأل لأن الظرف الراهن في المنطقة يتطلب الكثير من الحكمة ربما، لكنه بالتأكيد يحتاج الى الكثير من الشجاعة الادبية والسياسية، وكذلك الى الكثير من الصدقية في التعامل. فهل لنا ان نحلم؟
ان لبنان لا يمكنه ان يناصر القتلة في سوريا. والواجب، بل المسؤولية الأخلاقية والادبية تتطلب منا على المستوى الرسمي ان نلتحق بمزاج الشعب اللبناني المناصر لثورة الحرية والكرامة، لا ان نكون تابعين لمستتبعين للشمولية الاقليمية.
لقد كان النائب وليد جنبلاط محقا بقوله قبل اكثر من سنة ونصف سنة ان لا مصلحة للبنان في ان يدخل مجلس الامن لأنه سيكون محرجا بالكثير من الملفات التي لن يقدر على التصدي لها بحرية ومسؤولية. وكم كنا مخطئين عندما اصررنا على دخول مجلس الامن ايمانا منا بان لبنان الاستقلال لا يجوز له ان يتهرب من موقعه الدولي، بل عليه ان يمارس استقلاله بكل جرأة في المحافل الدولية. واليوم نرى المواقف المعيبة في الجامعة العربية، وقبلا في مجلس الامن. ونتخوف من الاداء هذا الشهر خلال فترة رئاسة لبنان لمجلس الامن. آن الأوان لكي يقف رئيس الجمهورية وقفة شجاعة ليقول لـquot;حزب اللهquot; وللنظام في سوريا حقيقة ما يفكر فيه. فنحن أكثر العارفين ان ميشال سليمان يعاني من تسلط الحزب والنظام على الحكم، والمؤسف أنه مستسلم.
التعليقات